متى توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم

متى توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم

متى توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ سؤالٌ يكثر البحث عنه في الشبكة الإلكترونية، ومن المعلوم أنَّ النبيَّ محمد -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وسيتمُّ في هذا المقال تخصيص الحديث عنه، حيث سيتمُّ بيان تاريخ وفاته، وذكر بعض التفاصيل الخاصة بها، كما سيتمُّ ذكر بعض الوصايا التي أوصى بها، ثمَّ بيان حال المسلمين بعد وفاته.

متى توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم

توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الإثنين من شهر في الثاني عشر من ربيع الأول في السنة الحادية عشر للهجرة،[1] وسيتمُّ في هذه الفقرة بيان بعض التفاصيل الخاصة بوفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة عام الفيل في شهر

احتضار النبيِّ

اشتدر الاحتضار على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ساعة الضحى من يوم الإثنين، وكان بجوار السيدة عائشة -رضي الله عنها- بل في حجرها، وقد أقرَّ في ذلك الوقت بأنَّ للموت سكرات، وقد رفع أصبعه حينها وشخص ببصره وقال ثلاثًا: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ”،[2] ثمَّ التحق بالرفيق الأعلى.[3]

شاهد أيضًا: الذي سمى النبي صلى الله عليه وسلم محمدًا هو

تغسيل النبيِّ ودفنه

قام أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعصبته من بني هاشم بتغسيله، من غيرِ أن تُنزع عنه ثيابه، ودليل ذلك ما رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: “لمَّا أرادوا غسلَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالوا: واللَّهِ ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من ثيابِهِ كما نجرِّدُ مَوتانا، أم نَغسلُهُ وعلَيهِ ثيابُهُ؟ فلمَّا اختَلفوا ألقى اللَّهُ عليهمُ النَّومَ حتَّى ما منهم رجلٌ إلَّا وذقنُهُ في صَدرِهِ، ثمَّ كلَّمَهُم مُكَلِّمٌ من ناحيةِ البيتِ لا يَدرونَ من هوَ: أن اغسِلوا النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وعلَيهِ ثيابُهُ”،[4][5] وبعد أن تمَّ تغسيله وُضع على سريره ليُصلى عليه، وقد صلّى عليه المسلمون فُرادى من غير إمامٍ يؤمّهم؛ بحيث تدخل جماعةٌ من الناس تصلّي عليه وتخرج، فصلّى عليه الرجال، ثمّ النساء، ثمّ الصبيان، وقد تمَّ دفنه في ذات المكان التي قُبضت روحه فيه.[6]

شاهد أيضًا: من هي أكبر بنات النبي محمد صلى الله عليه وسلم

وصايا النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل موته

أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-صحابته الكرام  قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى بعدّة وصايا، وفيما يأتي ذكرها:[7]

  • الوصية بالأنصار: أحبَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأنصار حبًا شديدًا، حتى أنَّه أوصى بهم قبل موته، وقد رُوي ذلك عن أنسٍ بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: “مَرَّ أبو بَكْرٍ، والعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، بمَجْلِسٍ مِن مَجَالِسِ الأنْصَارِ وهُمْ يَبْكُونَ، فَقالَ: ما يُبْكِيكُمْ؟ قالوا: ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَّا، فَدَخَلَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرَهُ بذلكَ، قالَ: فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقدْ عَصَبَ علَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ، قالَ: فَصَعِدَ المِنْبَرَ، ولَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذلكَ اليَومِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: أُوصِيكُمْ بالأنْصَارِ، فإنَّهُمْ كَرِشِي وعَيْبَتِي، وقدْ قَضَوُا الذي عليهم، وبَقِيَ الذي لهمْ، فَاقْبَلُوا مِن مُحْسِنِهِمْ، وتَجَاوَزُوا عن مُسِيئِهِمْ”.[8]
  • الوصية بإخراج المشركين من جزيرة العرب: ومن وصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لصحابته الكرام أن يتمَّ إخراج المشركين من جزيرة العرب، وقد ورد ذلك في حديث غبدالله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: “اشْتَدَّ برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَعُهُ يَومَ الخَمِيسِ، فَقَالَ: ائْتُونِي بكِتَابٍ أكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أبَدًا، فَتَنَازَعُوا، ولَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فَقالوا: هَجَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: دَعُونِي، فَالَّذِي أنَا فيه خَيْرٌ ممَّا تَدْعُونِي إلَيْهِ، وأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ بثَلَاثٍ: أخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِن جَزِيرَةِ العَرَبِ، وأَجِيزُوا الوَفْدَ بنَحْوِ ما كُنْتُ أُجِيزُهُمْ”.[9]
  • النهي عن اتخاذ قبره مسجدًا: فقد نهى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن اتِّخاذ قبره مسجدًا، وكانت وصيّته هذه من آخر ما تكلّم به قبل وفاته، حيث قال: “قَاتَلَ اللَّهُ اليَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ”.[10]
  • الوصية بالصلاة: أوصى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وهو في شدّة مرضه بالصلاة، حيث قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: “كانَت عامَّةُ وصيَّةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حينَ حضَرتهُ الوفاةُ وَهوَ يُغَرْغرُ بنفسِهِ الصَّلاةَ وما ملَكَت أيمانُكُم”.[11]

حال المسلمين بعد وفاة النبي

حزن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما علموا بوافاته وفجعوا بهذا الخبر الذي يعصر القلوب ألمًا، حتَّى أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- توعدَّ بقطع رأس كلَّ من يقول أنَّ النبيَّ مات، حتَّى صدع أبا بكرٍ بقوله: من كان يعبد محمّداًا فإنّ محمّدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيٌّ لا يموت، ثمَّ تلاى قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ}،[12] فهدأ حينها روع الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا.[13]

شاهد أيضًا: سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ فيه الإجابة على سؤال متى توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ثمَّ ذكر بعض التفاصيل الخاصة بوفاته مث احتضاره وتغسيله والصلاة عليه ودفنه، كما تمَّ ذكر بعض الوصايا التي أوصى بها النبيُّ قبل وفاته، وفي الختام تمَّ بيان حال المسلمين عند سماعهم لخبر وفاته.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , وفاة النبي صلى الله عليه وسلم , 20/4/2021
  2. ^ صحيح البخاري، البخاري، عائشة أم المؤمنين، 6574، حديث صحيح
  3. ^ الرحيق المختوم، المباركفوري، ص404 , https://al-maktaba.org/book/9900/369 , 20/4/2021
  4. ^ صحيح أبي داوود، الألباني، عائشة أم المؤمنين، 3141، حديث صحيح
  5. ^ التعليق على الدرة المضيئة في السيرة النبوية، صالح المغامسي، ص11-12 , https://al-maktaba.org/book/32414/44 , 20/4/2021
  6. ^ سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد الصالحي الشامي، ص329/ج12 , https://al-maktaba.org/book/1693/5616 , 20/4/2021
  7. ^ السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث، علي الطلابي، ص552-553 , https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=https://foulabook.com/storage/book/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9+-+%D8%B9%D8%B1%D8%B6+%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%B9+%D9%88%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84+%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB+-+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1+%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A_53557_Foulabook.com_.pdf&hl=ar , 20/4/2021
  8. ^ صحيح البخاري، البخاري، أنس بن مالك، 3799، حديث صحيح
  9. ^ صحيح البخاري، البخاري، عبدالله بن عباس، 3053، حديث صحيح
  10. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبي هريرة، 437، حديث صحيح
  11. ^ صحيح ابن ماجه، الألباني، أنس بن مالك، 2200، حديث صحيح
  12. ^ آل عمران: 144
  13. ^ سبل السلام من سيرة خير الأنام، صالح بن طه، ص567 , https://al-maktaba.org/book/33459/586#p1 , 20/4/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *