من هي اكبر بنات النبي محمد صلى الله عليه وسلم

من هي اكبر بنات النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الموضوع الّذي سيتناوله هذا المقال، فقد رزق الله تعالى نبيّه ورسوله محمّد عليه الصّلاة والسّلام الأولاد من الذّكور والإناث وشاء تعالى أن يتوفّى الأبناء الذّكور لحكمةٍ عظيمةٍ وقد بقي له أربع بناتٍ نشأن في بيئةٍ إسلاميّةٍ في بيت النّبوّة فكنّ من خير نساء العالمين وهنّ سيّدات الجنّة مع أمّهات المؤمنين يوم القيامة.[1]

بنات النبي صلى الله عليه وسلم

لا شكّ أنّ نعمة الأولاد من أعظم النّعم الّتي يؤتيها الله تعالى لعباده وقد ذكر في القرآن الكريم أنّ زينة الحياة الدّنيا هي البنين فمن يرزق بالأطفال فقد رزق بنعمةٍ عظيمةٍ وكبيرةٍ وجب عليه شكر الله تعالى عليها وحمده كثيراً وليشعر بمن هم محرومون من هذه النّعمة، وإنّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام قد رزقه الله تعالى بالبنين وكملت بذلك فطرته البشريّة  وقضيت حاجته الإنسانيّة وحبّه الفطريّ للأولاد والأطفال، وكان للنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أربع بناتٍ من خير نساء الدّنيا والآخرة كبرن في بيت النّبوّة وترعرن فيه فكنّ ذوات علمٍ وأخلاقٍ رفيعةٍ صوّاماتٍ قوّاماتٍ عابداتٍ لله تعالى متّبعاتٍ لرسوله عليه أفضل الصّلاة والسّلام هاجرن معه من مكّة وساندنه في دعوته كما واسينه يوم توفّيت والدتهنّ خديجة رضي الله عنها وكانت علاقتهنّ بأبيهنّ قويّةً وقائمةً على الودّ والتّراحم والمحبّة، وإنّ كلّ واحدةٍ منهنّ تزوّجت بواحدٍ  من خيرة الصّحابة رضي الله عنهم وعنهنّ أجمعين لكن من هي اكبر بنات النبي.[1]

اكبر بنات النبي

ورد فيما سبق أنّ الله تعالى رزق النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أربعاً من البنات وثلاثأً من الأبناء وقد توفّي أولاده الذّكور في عمرٍ صغيرٍ لحكمةٍ إلهيّةٍ عظيمة وبقي له أربع بناتٍ من خير البنات أخلاقاً وبرّاً وعفّةً وهنّ:[2]

• فاطمة بنت محمّد رضي الله عنها.
• زينب بنت محمّد رضي الله عنها.
• أمّ كلثوم بنت محمّد رضي الله عنها.
• رقيّة بنت محمّد رضي الله عنها.

لكن من اكبر بنات النبي ؟ كما جاء في سيرة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام فإنّ اكبر بنات النبي هي زينب رضي الله عنها وقد ولدت بعد الابن البكر للنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام القاسم الّذي يكنّى به فهي اكبر البنات ثمّ ولد من بعدها عبد الله وفاطمة وأمّ كلثوم ورقيّة، وكان لزينب شرفٌ عظيمٌ ونسبٌ كريمٌ لكونها ابنة الرّسول والله أعلم.

زينب بنت رسول الله

ولدت السّيّدة زينب رضي الله عنها قبل عشر سنواتٍ من البعثة النّبويّة حيث كان النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ابن ثلاثين عاماً وهي ثاني أولاد النّبيّ بعد القاسم رضي الله عنه فإنّ زينب هي اكبر بنات النبي فكان لها نسبٌ شريفٌ ورفيعٌ بين قريناتها وتزوّجت زينب رضي الله عنها من ابن خالتها هالة بنت خويلد وهو الصّحابيّ الجليل أبو العاص بن الرّبيع وكان من أشراف مكّة وبني قريش وكان صاحب مالٍ وجاهٍ ونسبٍ رفيعٍ وعاشا مع بعضهما في مودّةٍ وإخلاصٍ إلى أن بُعث النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام فأسلمت مع والدتها وأخواتها أمّا زوجها فبقي على ملّة الشّرك والضّلال وهاجرت إلى المدينة وحدها بعد أن هاجر والدها وتركت زوجها في مكّة، حتّى أتى المدينة مسلماً فأعادها النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لزوجها بنكاحٍ جديدٍ وقد رزقت زينب بنت رسول الله بولدين وهما عليٌّ وأمامة وقد توفّي عليّ وهو في عمر الشّباب وتربّت أمامة بعد وفاة أمّها زينب رضي الله عنها في كنف النّبيّ فنشأت وتربّت أحسن تربيةٍ وتوفّيت زينب رضي الله عنها في السّنة الثّامنة للهجرة إثر مرضٍ لازمها عند هجرتها إلى المدينة وعند وفاتها كانت أوّل من يُتّخذ له نعشاً حيث اقترحته إحدى الصّحابيّات اللّواتي هاجرن مع أزواجهن إلى الحبشة وكانت قد رأته هناك ودفنت بالمدينة المنوّرة والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: من هو زوج زينب بنت الرسول

أصغر بنات النبي

اختلف العلماء في تحديد ميلاد بنات النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لكنّهم اتّفقوا على أنّ اكبر بنات النبي هي زينب رضي الله عنها وأصغر بنات النبي هي فاطمة ويبقى رقية وأم كلثوم وهما بين فاطمة وزينب رضي الله عنهن جميعاً، وقد ذكر عن ابن عباس أن أم كلثوم هي أصغر بنات النبي لكن الرّاجح والأصحّ  أنّها فاطمة رضي الله عنها والّتي لقّبت بأمّ أبيها وكانت قطعةً من النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام يفرح لفرحها ويحزن لحزنها والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: من هو زوج فاطمة رضي الله عنها

فاطمة رضي الله عنها

تحمل فاطمة رضي الله عنها أشرف نسبٍ فهي بنت رسول الله عليه الصّلاة والسّلام ولدت لأمّها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بعد البعثة النّبويّة بسنةٍ واحدةٍ فقط وهي أصغر بنات النبي وبشّرها النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بأنّها سيّدة نساء الدّنيا وسيّدة نساء الجنّة وأنّها أوّل من يلحق به من أهله بعد وفاته عليه الصّلاة والسّلام وتزوّجت فاطمة بعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وهي في عمر خم عسرة سنة وأنجبت منه أربع أولادٍ هم الحسن والحسين وزينب وأمّ كلثوم رضي الله عنهم وقد أخذت فاطمة الكثير من صفات النّبيّ الجسديّة والمعنويّة وقد كانت فاطمة خير معينٍ لوالدها في دعوته فآزرته وأعانته وساندته في شدّته وفي حزنه حتّى لُقِّبت بأمّ أبيها وهي الّتي زوّجته بعد وفاة أمها خديجة رضي الله عنها كذلك يوجد لفاطمة رضي الله عنها فضائل عديدةً ومنها أنّها أحبّ النّاس لرسول الله عليه الصّلاة والسّلام فقال عنها أنّها قطعةٌ منه يحزنه ما يحزنها، وقد روت السّيّدة فاطمة رضي الله عنها العديد من الأحاديث النّبويّة وعلّمتها لغيرها وتوفّيت فاطمة رضي الله عنها وعمرها تسعٌ وعشرون عاماً وكان ذلك بعد وفاة النّبيّ بستّة أشهرٍ فقط في شهر رمضان ودفنت ليلاً تنفيذاً لوصيّتها والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: من هي رابع بنات الرسول

حب النبي صلى الله عليه وسلم لبناته

ذكر فيما سبق أن اكبر بنات النبي هي زينب رضي الله عنها وأصغرهن فاطمة لكن السؤال هو كيف كان النبي يعامل بناته؟ وممّا لا شكّ فيه أنّ النبي عليه الصّلاة والسّلام قد كنّ الحبّ العظيم لبناته في قلبه وأحسن إليهنّ وتوجّع لوجعهن وفرح لفرحن وفُجِع في مماتهنّ حيث توفّيت ثلاثٌ من بنات النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام قبله عدا فاطمة رضي الله عنها فقد ربّاهن أحسن وأفضل تربيةٍ وزرع في نفوسهنّ بذور المودّة والمحبّة والرّحمة وأعطاهنّ حنانه وعطفه واعتنى بأحفاده منهنّ بعد وفات بناته كما اعتنى فيهنّ النبي عليه الصّلاة والسّلام في تعبهنّ ومرضهنّ واختار لهنّ أزواجاً من خيرة رجال مكّة المكرّمة، وقد كان النّبيّ عليه الصّلاة والسذلام يدخل السّرور و والفرح على قلوبهنّ بين كلّ حينٍ وحين كما كان يستقبلهنّ بالتّرحيب والمسرّة و كان يأتمنهنّ على أسراره وكذلك قد فعلن أيضاً فأعطى الأبوّة حقّها وأكثر وكانت بناته بارّاتٍ به مطيعاتٍ لأمر الله وأمر رسوله والله أعلم.[5]

اكبر بنات النبي مقالٌ تحدّث عن أولاد النبي عليه الصّلاة والسّلام كما تحدّث عن بنات النبي صلى الله عليه وسلم وعن اكبر بنات النبي وذكر قصّة زينب بنت رسول الله وجاء فيه أيضاً أصغر بنات النبي وقصّة فاطمة رضي الله عنها وورد فيه الحديث عن حب النبي صلى الله عليه وسلم لبناته.