أين ومتى شرعت الصلاة على المسلمين

متى شرعت الصلاة

متى شرعت الصلاة سؤال سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن مفهو الصلاة في اللغة: الدعاء، وأما في الاصطلاح الشرعي: هي أفعال مخصوصة تؤدّى في أوقات محدّدة وتُبتدأ بالتّكبير وتُختتم بالتسليم، والصلاة واجبة على كل مسلم ومسلمة، وعدد الصلوات المفروضة خمس صلوات، وهي: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وفيما يأتي بيان مشروعيّة الصلاة.

متى شرعت الصلاة

كانت الصلوات الخمس واجبة قبل هجرة الرسول محمد -عليه السلام- بسنة واحدة وكان ذلك بالتحديد أثناء رحلة الإسراء والمعراج، لتصبح خمس صلوات في النهار والليل، وعددها زاد عدد الركعات بعد أن كانتا ركعتين مرتين في اليوم فعن عائشة – رضي الله عنها – فقالت: “فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ
حدث خلاف على موعد ليلة الرحلة الليلي والمعراج شهر رمضان.

والدليل في السنة النبوية الشريفة أن الإجابة على سؤال: متى شرعت الصلاة هي: في ليلة حادثة الإسراء والمعراج هو ما أخبرنا به الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- فقال: (فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إلى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ما فَرَضَ رَبُّكَ علَى أُمَّتِكَ؟ قُلتُ: خَمْسِينَ صَلاةً، قالَ: ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فإنِّي قدْ بَلَوْتُ بَنِي إسْرائِيلَ وخَبَرْتُهُمْ، قالَ: فَرَجَعْتُ إلى رَبِّي، فَقُلتُ: يا رَبِّ، خَفِّفْ علَى أُمَّتِي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فَقُلتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسًا، قالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قالَ: فَلَمْ أزَلْ أرْجِعُ بيْنَ رَبِّي تَبارَكَ وتَعالَى، وبيْنَ مُوسَى عليه السَّلامُ حتَّى قالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَواتٍ كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ).[1]

قصة فرض الصلاة

جدير بالذّكر إلى أن الصلاة هي العبادة الوحيدة المشتركة بين الأديان، فعندما فرض الله تعالى الصلاة على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – خمسين صلاة، ثم تحولت إلى خمس صلوات في النهار والليل، وأجرها عن خمسين صلاة، والصلاة هي الواجب الوحيد الذي فرض في الجنة بغير وحي ولا وسيط، كما فرض الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة، وذلك لأهميتها وفضلها وأجرها العظيم وقيمتها عند الله تعالى – فمن المهم أن يكون المسلم شغوفاً بالصلاة، فيعطيه أهم اللحظات وليس فضوله لأنه لما أُمر بخمسين صلاة، وهذا يدل على أهميتها، ودليل ذلك أن الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – قالَ: “فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى عليه السَّلامُ، فأخْبَرْتُهُ قالَ: راجِعْ رَبَّكَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذلكَ، قالَ: فَراجَعْتُ رَبِّي، فقالَ: هي خَمْسٌ وهي خَمْسُونَ لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ”.[2]

التدرج في فرض الصلاة

التدرج في شيء يعني: الانتقال من درجة إلى درجة أعلى حتى الوصول إلى الدرجة المطلوبة، والتدرج في تشريعها مع الصلاة ؛ فأولاً كانتا صلاتان نهاراً وليلة ، ثم صاروا خمس صلوات في اليوم والليلة ، ثم زاد عدد ركعاته، وقرر السفر رخصتين قالت عائشة – رضي الله عنها -: “فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ هَاجَرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَفُرِضَتْ أرْبَعًا، وتُرِكَتْ صَلَاةُ السَّفَرِ علَى الأُولَى”.

وحكمة التدرج في الأحكام الشرعية، ولا سيما في الصلاة؛ لشفاء النفوس وإصلاحها، فإن قبول الأحكام يكون دائمًا أسهل على النفس البشرية والجدير بالذكر أن الرسول قد حث المريض على الصلاة حسب إمكانياته، وإذا استطاع أن يصلي عليه قائمًا عليه، وإذا لم يستطع الصلاة عليه جالسًا، وإن استطاع لا تصلي له جنبًا، وهذا تدرج في شكل صلاته، والدليل على ذلك حادثة الرفيق عمران بن حسين – رضي الله عنه – رضي الله عنه – قال: “كَانَتْ بي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ، فَقالَ: صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ”.[3]

مكانة الصلاة في الإسلام

للصلاة مكانة عظيمة لا يمكن أن تصل إليها عبادة أخرى، وتتجلى أهميتها في كيانها:[4]

  • إن الصلاة ركن الدين الذي لا يكتمل والدين لا يكتمل بدونه المسلم فيما يودع في قلبه يسأل الإنسان يوم القيامة، إذا كانت صلاته صحيحة، فاز، وإلا خسر خسارة واضحة، وهي آخر ما يضيع من الدين، وإذا ضاع الدين.
  • إن الصلاة كما اعتبرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والصحابة ترك الصلاة كفرًا وخروجًا عن عقيدة الإسلام.
  • إن الصلاة آخر ما أمر به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قبل موته أنه أوصى أثناء الغرغرة.
  • إنّ الصلاة هي الواجب الوحيد الذي فرض في الجنة ليلة الإسراء والمعراج، ومن شدته من تمجيد الله لأمر الصلاة، فرض على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مباشرة بغير وحي وسيط.
  • إنّ الصلاة عظمة من الله تعالى إذ فرض خمسين صلاة في النهار والليل، ثم جعل الله أخف على عباده خمس صلوات في النهار والليل لا تزعجهم العبادة الوحيدة التي لا تسقط من الفاعل مهما تغيرت ظروفهم وهي واجبة على كل مسلم بالغ سليم، ذكرًا كان أم أنثى.
  • إن الصلاة أُسقطت على أصحاب أعذار معينة مثل المرض والسفر والبرد والحرب وغيرها.

شاهد أيضًا: ماذا يفعل من فاتته الصلاة ناسيا

كيفية فرض الصلاة

تجب الصلاة على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل راشد، وهي الصلوات الخمس في اليوم والليلة، وتتلخص على النحو الآتي:[5]

  • صلاة الظهر: وهي أربع ركعات، ووقتها بعد غروب الشمس في وسط السماء، فإذا اجتمع ظل الشيء مع نفسه فات وقتها.
  • صلاة العصر: تؤدى الصلاة الرباعية، وقتها من آخر وقت صلاة الظهر إلى غروب الشمس، ويكره تأديتها آخر الوقت إلا للضرورة.
  • صلاة المغرب: وهي ثلاث ركعات، ويبدأ وقتها من غروب الشمس إلى زوال الاحمرار.
  • صلاة العشاء: تتكون من أربع ركعات، يبدأ وقت صلاة العشاء بعد وقت صلاة العشاء، وينتهي عند منتصف الليل ويقرأ في ثالث الليل.

صفة الصلاة

يجب على المصلي أن يطهر نفسه والمكان، ويتوضأ استعدادًا لصلاة الفريضة، ثم يدير وجهه نحو القبلة – اتجاه مكة المكرمة – ويعقد نية الصلاة إلى قلبه، بغض النظر عن ذلك سواء كان عليه أن يؤديها أم لا إلزامي أو طوعي، ثم عليه أن يؤدي الآتي:

  • يرفع يديه ويكبر الإحرام ثم يرفع يده اليمنى عن يده اليسرى ثم يصلي لصلاة الاستفتاح.
  • يقرأ سورة الفاتحة وهي ركنًا رئيسًا ولا تصح الصلاة بدونها في كافة الركعات.
  • يقرأ بعد الركعة الثانية: “التحياتُ للهِ، والصلواتُ والطيباتُ، السلامُ عليك أيها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحين، أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه”.
  • يقرأ سورة الفاتحة أيضًا في الركعات الثالثة والرابعة.
  • يركع على ركبتيه، ويستريح بسلام، ويضع راحتيه على ركبتيه، ويمد ظهره ويقول سبحان ربي العظيم ثلاث مرات.
  • يقوي قوسه فيقول: “سمع الله لمن حمده، ربنا ولا الحمد”.
  • يؤدّي العبد سجدتين مطمئنين، يسجد على أطرافه السبعة، ويكرر ثلاث مرات في كل سجدة “سبحان ربي الأعلى”.
  • يجلس بين السجدتين ويطلب الرحمة والمغفرة مغفرة له ومن والديه والمسلم.
  • يؤدي الركعة الثانية والأولى ثم يتشهد ويكمل الصلاة بثلاث أو أربع وبعد التشهد الأخير.
  • يقرأ الصلاة الإبراهيمية وهي: “اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد”.
  • يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم  بعد الصلاة الإبراهيمية حيث يخلص من النار والعذاب، فإذا فرغ من الصلاة يقال السلام عليكم ويكون ذلك على يمينه ويساره.

شاهد أيضًا: لماذا سميت صلاة العصر بالصلاة الوسطى

أجبنا في هذا المقال على سؤال: متى شرعت الصلاة ؟ وتبيّن أنّها قد شُرعت في ليلة الإسراء والمعراج، وهي الرحلة التي كانت معجزة عظيمة للرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي الرحمة له ولأمّته من بعده.

المراجع

  1. ^ بدر العيني، نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار، صفحة 318، جزء 6. بتصرّف. , 27-08-2021
  2. ^ سلمان الاشقر، عمر، نحو ثقافة اسلامية اصيلة، صفحة 188، جزء 1. بتصرّف. , 27-08-2021
  3. ^ عبد العزيز قاسم، الدليل الى المتون العلمية، صفحة 40-41. بتصرّف. , 27-08-2021
  4. ^ أحمد حطيبة، فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، صفحة 11، جزء 7.بتصرّف. , 27-08-2021
  5. ^ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 52، جزء 27. بتصرّف , 27-08-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *