من الذي اعاد حفر بئر زمزم

من الذي اعاد حفر بئر زمزم

من الذي اعاد حفر بئر زمزم؟ هو أحد الأسئلة التي لا بدّ أن نجيب عنها، فلبئر زمزم الموجود في مكّة المكرّمة أهميّة كبيرة عند المسلمين، وذلك لقداسة المكان الذي حفر فيه أولًا في الحرم المكّي وبجوار الكعبة المشرّفة، ولبئر زمزم تاريخ طويل حيث يعود التاريخ به إلى أبو الأنبياء إبراهيم عليه السّلام، وابنه نبيّ الله إسماعيل عليه السّلام فما تاريخ بئر زمزم ذلك ما سنعرفه في هذا المقال.

ماء زمزم

يقع ماء زمزم أو بئر زمزم بمدينة مكّة المكرّمة وتحديدّا داخل الحرم المكيّ، وعلى بعد واحدٍ وعشرين مترّا شرقي الكعبة المشرفة، حيث يبلغ عمقه ثلاثين مترّا، ويصبّ في البئر بعض عيون الماء القديمة والتي يكون قدمها كقِدم البئر نفسه، ومن خلال سيرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، والأحاديث الواردة فيها عن بئر زمزم، نجد أنّه ماء مبارك، وفيه الشفاء للأبدان، لذلك يحمل هذا الماء مكانة خاصة عند المسلمين، فإن ماء زمزم من أعظم النعم والمنافع التي ينتفع بها الإنسان، ومن ذلك ما ورد في القرآن الكريم عن قوله تعالى: “لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ”[1]، ويحتوي أيضًا على خاصية الاستشفاء به، فقد قال الثعالبي في ثمار القلوب: “فكم من مبتلى قد عوفي بالمقام عليه والشرب منه والاغتسال به بعد أن لم يدع في الأرض ينبوعا إلاّ أتاه واستنفع فيه”.[2]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي ظهرت عند قدميه مياه زمزم

من الذي اعاد حفر بئر زمزم

الذي أعاد حفر بئر زمزم هو عبد المطلب بن هاشم جدُّ النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، فحين كان نائمًا أتاه أمرٌ بحفر بئر زمزم، فقد قال ابن إسحاق في أمر الرؤيا التي رآها عبد المطلب: “وكان أول ما ابتدأ به عبد المطلب من حفرها، كما حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري عن مرثد بن عبد الله اليزني عن عبد الله بن زرير الغافقي: أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يحدث حديث زمزم، حين أمر عبد المطلب بحفرها، قال: قال عبد المطلب: إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت، فقال: احفر طيبة، فقلت: وما طيبة؟. قال: ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي، فنمت فيه، ثم جاءني، فقال: احفر برة، فقلت: وما برة؟. قال: ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، ثم جاءني، فقال: احفر المضنونة، فقلت: وما المضنونة؟. قال: ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، ثم جاءني، فقال: احفر زمزم، فقلت: وما زمزم؟. قال: لا تنزف أبداً ولا تذم، وتسقي الحجيج الأعظم، وهي بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم، عند قرية النمل، ولما تبين لعبد المطلب شأنها، وعرف موضعها، جاء بمعوله، ومعه ابنه الحارث حيث لم يكن لديه غيره، وبدأ بالحفر”.[3]

وعبد المطلب بن هاشم جدّ النبي عليه الصلاة والسّلام كان سيّدًا من سادات قريش ، وكان ممن يحفظون العهود، كما كان على خلق كريم، يحبّ المساكين ويساعدهم، ويخدم حجيج بيت الله الحرام، وكان من اشراف مكّة جوادًا يطعم البشر والوحش وحتّى الطير في رؤوس الجبال، ولفيض سخائه أسمته قريش الفيّاض، وهو من عقد الحلف بين قريش وبين النجاشي ملك الحبشة، وقد كان لعبد المطلب منصب رئاسة قومه في مكّة، وقاد بني هاشم في حرب الفجّار، وهو من ربّى رسول الله عليه الصلاة والسّلام وكفله بعد وفاة أمّه ولم يدرك الإسلام، وقد مات عبد المطلب وعمر النبيّ ثماني سنوات.[4]

شاهد أيضًا: فوائد ماء زمزم العلاجية ما هي مكوناته بالتفصيل

من أول شخص حفر بئر زمزم

بئر زمزم هو ماء مبارك نبع من الأرض، بعدما نبشها جبريل عليه السلام بجناحه لنبي الله إسماعيل الذي صغيرا حينها ولأمه هاجر، والقصة التي تروي ذلك أنه لما جاء نبي الله إبراهيم عليه السلام إلى مكّة المكرمة هو وزوجته هاجر ومعهما ابنهما إسماعيل عليه السلام، فقد أنزلهما إبراهيم موضعًا بالقرب من الكعبة المشرفة التي لم تكن قائمة حينها، ثم تركهما وحدهما في ذلك المكان بأمر من ربه، وكان مع قربة ماء صغيرة نفدت بسرعة، وأخبر إبراهيم هاجر بأنه سوف يغادر بأمر من الله عز وجل، وهذا ما جهلها ترضى، ولما تجاوزها بمسافة لا يستطيعون رؤيته فيها، رفع يديه ودعا ربه  وقال كما جاء في القرآن الكريم: “رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ”[5]، وبعد نفاد الماء بدأ سيدنا إسماعيل عليه السّلام بالبكاء، وكان يصعب على أمه رؤيته وهو يبكي، فابتعدت عنه حتى لا تسمع صوت بكائه، وذهبت تسعى باحثةً عن الماء، فصعدت جبل الصفا ثم جبل المروة، ثم الصفا ثم المروة، حتى بلغ ذلك سبع مرات، وفي المرة الأخيرة سمعت صوتًا، فقالت: “غثْ إن كان خير عندك، فجاء صاحب الصوت وهو جبريل عليه السلام، فصرب بعقب قدمه موضع البئر، فانفجرت المياه من باطن الأرض، وجاءت هاجر تكوّم الرمال وتحيطها لتحفظ الماء، وكانت تقول أثناء ذلك: زم زم، زم زم، ومن هنا جاءت تسمية البئر بهذا الاسم، إذًا فأول من حفر بئر زمزم هو جبريل عليه السلام.[2]

فضل ماء زمزم

ماء زمزم هو ماء شريف مبارك، وهذا ما دلّت عليه الأحاديث الصحيحة، قد قال ابن القيِّم في وصفه: “سيدُ المياه وأشرفُها، وأجلُّها قدرًا، وأحبُّها إلى النفوس، وأغلاها ثمنًا، وأنفَسُها عند الناس، وهو هَزمة جبريل، وسُقيا الله إسماعيلَ”، وفيما يأتي فضائل بئر زمزم:[5]

  • حصول الأجر العظيم لمن شرب ماء زمزم، لأنَّه عمل بسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واتَّبعه في ذلك.
  • حصول البركة والخير لمن شرب ماء زمزم بنية التبرُّك.
  • حصول المطلوب لمن شربه سواء شربه طلبًأ للعلم أو أيِّ منفعةٍ دنيوية ودليل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “وقد ذَكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في فَضْلِها ما أخْرَجَه ابنُ ماجَهْ من حَديثِ جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما: “ماءُ زَمزَمَ لِمَا شُرِبَ له”.[6]
  • حصول الشفاء لمن شرب ماء زمزم بنيَّة الشفاء بإذن الله تعالى، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّها مبارَكةٌ ، وهي طعامُ طُعمٍ ، وشِفاءُ سُقمٍ”[7]

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال من الذي اعاد حفر بئر زمزم، وأنّه عبد المطلب بن هاشم جدّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وذكرنا معلمات عن بئر زمزم ومن أول من قام بحفر البئر، واخيرًا ذكرنا فضل ماء زمزم كما جاء في السنّة النبويّة الشريفة.

المراجع

  1. ^ سورة الحجالآية 28
  2. ^ wikiwand.com , زمزم , 28-04-2021
  3. ^ islamweb.net , ذكر تجديد حفر زمزم , 28-04-2021
  4. ^ islamweb.net , عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم , 28-04-2021
  5. ^ سورة إبراهيم , الآية 34
  6. ^ saaid.net , فضل ماء زمزم , 28-04-2021
  7. ^ dorar.net , الموسوعة الحديثية , 28-04-2021
  8. ^ إتحاف الخيِّرة المهرة , أبي ذرِّ الغفاري،البوصيري،3/246، حديث إسناده صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *