من هو الحجاج بن يوسف الثقفي وكيف مات

من هو الحجاج بن يوسف الثقفي

من هو الحجاج بن يوسف الثقفي الذي سُطّر اسمه في التاريخ العربي والإسلامي، وأصبح من الشخصيات التي لها الكثير من المواقف التي لا ينساها التاريخ، فقد أصبح الحجاج بن يوسف الثقفي من الشخصيات القوية في عصر، كما انه معروف بجبروته، لهذا سوف نقدم لكم المعلومات الكاملة حول من هو الحجاج بن يوسف الثقفي.

من هو الحجاج بن يوسف الثقفي

الحجاج بن يوسف الثقفي هو أبو محمد الحجاج كليب بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل حتى يصل نسبه إلى مضر بن نزار بن معد بن عدنان الثقفي، ولد في منازل ثقيف في مدينة الطائف في عام الجماعة 41 هجري، اسمه كليب ثم قام بإستبداله بالحجاج، وأمه هي الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي، نشأ في الطائف، وتعلم القرآن الكريم والحديث والفصاحة، وعمل في مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه، وعلم الفتية القرآن والحديث، ويفقههم في الدين، لكنه لم يكن راضي بعمله، واشتهر بتعظيمه للقرآن الكريم، وقد كانت الطائف تلك الأيام بين ولاية عبدالله بن الزبير وولاية الأمويين، ولكن أصحاب عبدالله بن الزبير تجبروا على أهل الطائف.

وقرر الحجاج أن ينطلق إلى الشام، ولحق بروح بن زنباغ نائب عبدالملك بن مروان وكان في عديد شرطته، ثم مازال يظهر حتى قلده عبدالملك أمر عسكره، وأمره عبدالملك بقتال عبدالله بن الزبير، وزحف إلى الحجاز بجيش كبير وقتل عبدالله وفرق جموعه، وتم توليته على مكة والمدينة والطائف، واضيف إلى حكمه العراق والثورة قائمة، فانصرف إلى الكوفة في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب، وقام بقمع الثورة في العراق وثبتت له الإمارة عشرين عاماً، بنى مدينة واسط وأجرى على قبره الماء فاندرس وقد مان سفاكاً سفاحاً مرعباً بإتفاق معظم المؤخرين كما عرف بالمبيد.[1]

ماذا قال عمر بن عبد العزيز عن الحجاج بن يوسف الثقفي

عمر بن عبدالعزيز الخليفة الأموي الثامن واشتهر بفقه وعدله ورحمته وهو الخليفة الراشد السادس بعد خلفاء النبي الخمسة، ومعروف بعدله وإحسانه إلى أهلها ورد المظالم بقدر ما كان باراً بأهل مدينة الرسول صلى الله عليه وكان غاضباً على والي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي وكارها لمظالمه وبل حاول كثيراً إقناع عمه عبدالملك بن مروان وابنه الوليد بعزله ولكن دون أي جدوى، حيث عرف الحجاج بأنه ظالم وقتل الآلاف على الشبهة والتورط في قتل الصحابة الكرام والتابعين من قوله رحمه الله :”لو جاءت كلأمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم ، وما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة”، وقال عمر بن عبدالعزيز عن الحجاج أيضاً: “ما حسدت الحجاج على شيء حسدي إياه على: حبه القرآن وإعطائه أهله عليه، وقوله حين حضرته الوفاة: اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل”.

شاهد أيضاً: ما المدة التي قضاها عمر بن عبدالعزيز في الخلافة

قول ابن تيمية في الحَجاج بن يُوسف

قال ابن تيمية بعض الكلام عن الحجاج بن يوسف الثقفي والذي من خلاله يمكن التعرف على جواز لعن الحجاج بن يوسف الثقفي أو عدم جوازه وقال في ذلك ابن تيمية:” فَلِهَذَا كَانَ أَهْل الْعِلْمِ يَخْتَارُونَ فِيمَنْ عُرِفَ بِالظُّلْمِ وَنَحْوِهِ مَعَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ لَهُ أَعْمَالٌ صَالِحَةٌ فِي الظَّاهِرِ – كَالْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَأَمْثَالِهِ – أَنَّهُمْ لَا يَلْعَنُونَ أَحَدًا مِنْهُمْ بِعَيْنِهِ ؛ بَلْ يَقُولُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ” أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ” فَيَلْعَنُونَ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَامًّا . كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيهَا وَسَاقِيَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إلَيْهِ وَآكِلَ ثَمَنِهَا ” وَلَا يَلْعَنُونَ الْمُعَيَّنَ .

طرائف الحَجاج بن يوسف الثَقفي

وردت الكثير من الطرائف للحجاج بن يوسف الثقفي التي أصبحت تقال حتى يومنا هذا، ومن أبرز الطرائف للحجاج بن يوسف الثقفي حين كان الحَجاج بن يُوسف الثَقفي يستحم بالخليج الفارسي “الخليج العربي حالياً” وأشرف على الغرق فقام أحد المسلمين بإنقاذه، وعندما حمله للبر قال له الحجاج اطلب ما تشاء فطلبك مجاب، فقال له الرجل ومن أنت حتى تجيب لي أي طلب، فقال أنا الحجاج الثقفين فقام الرجل بهز رأسه وقلب يديه آسفا، وقال له طلبي الوحيد أنني سالتك بالله أن لا تخبر أحداً بأني أنقذتك.

ومن الطرائف بعدما أعد الحجاج مائدة في يوم عيد وكان من بين الجالسين أعرابي فأراد الحجاج أن يلاطفه فانتظر حتى شمر الناس للأكل وقال من اكل من هذا ضربت عنقه، فظل الأعرابي ينظر للحجاج مرة وللطعام مرة أخرى ثم قال للحجاج: أوصيك بأولادي خيراً، وظل يأكل والحجاج يضحك وأمر بأن يكافأ الأعرابي.

كيف مات الحجاج الثقفي

مرض الحَجاج بن يُوسف الثَقفي مرضاً شديداً وغريباً حيث ذكر المؤرخون أنه أصابه مرض يسمى بالأكلة الذي يصيب البطن، وعندما دعي الطبيب للنظر إليه أخذ لحماً وعلقه في خيط ثم وضعه في حلقه لمدة ساعة، وعندما أخرجه وجد أن علق به كثير من الدود، كما سلط الله على الحجاج البرد الشديد المعروف بالزمهرير حتى أن النار كانت تمس جلده ولم يكن يشعر بحراراتها، وعندما شكى الحجاج ما يحدث إلى الحسن كان رده عليه أنه قد نهاه عن التعرض للصالحين إلا أنه أعرض وأبى، أما رد الحجاج على الحسن البصري فكان أنه لا يريد منه دعاء الله بالتفريج عنه وإنما أن يدعو الله أن يعجل في موته ولا يطيل عذابه.

وقد بقى الحجاج مريضاً لمدة خمسة عشر يوماً، وقد توفى في عام 95 هجري في رمضان في مدينة واسط بالعراق ودفن بها، ويقال أنه توفى في شوال عن عمر يناهز 54 عاماً، حيث كان الحجاج يشعر بأن موته قد أصبح قريباً، كما كان يستشعر شماتة الناس واعتبارهم بخلوده في النار، حيث نشد في أيامه الاخيرة أبيات من الشعر وتحدث فيها عن المغفرة والعتق من النيران وهي لعبيد بن سفيان العلكي، وقد بعث للوليد بن عبدالملك كتاباً يخبره فيه بمرضه، وقد رد عليه أبن أبي الدنيا أن عبدالله التيمي وقال إنه عند موت الحجاج لم يعلم أحد بذلك حتى جاءت جارية تبكي وقالت: (ألا إن مُطعم الطعام، ومُيتم الأيتام، ومُرمل النساء، ومُفلق الهام، وسيد أهل الشام قد مات).

هذه هي المعلومات الكاملة بخصوص من هو الحَجاج بن يُوسف الثَقفي، كما بينا لكم ماذا قال عمر بن عبد العزيز عن الحَجاج بن يُوسف الثَقفي، وقول ابن تيمية في الحجاج بن يوسف، تحدثنا عن الطرائف المختلفة التي حدثت مع الحجاج، كيف مات الحَجاج بن يُوسف الثَقفي.

المراجع

  1. ^ uobabylon.edu.iq , الحجاج بن يوسف الثقفي , 5/1/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *