من هو النبي الذي ما رآه أحد إلا أحبه

من هو النبي الذي ما رآه أحد إلا أحبه

من هو النبي الذي ما رآه أحد إلا أحبه ؟ هو أحد الأسئلة التي قد يسالها الكثيرون، فلطالما كان الأنبياء وقصصهم محط اهتمام الكثير من المسلمين، ولم يرد في القرآنِ الكريمِ شيءٌ عن عددِ الأنبياءِ والرُّسلِ الذينَ أرسَلَهُم الله عز وجل قبل نبيّ الله محمد صلى الله عليه وسلم لحكمةٍ لا يعلَمها سواه عز وجل، وإن دلّ هذا على شيءٍ فإنّما يدلّ على وجوب التّسليم بالإيمان بالرُّسلِ ما علمنا مِنهُم وما لم نعلم أيّاً كان عددهم، أمّا في السّنة النبوية فقد ورد فِيها سُؤالٌ لأحد الصّحابة عن عدد الأنبياء.

من هو النبي الذي ما رآه أحد إلا أحبه

النبي الذي ما رآه أحد إلّا أحبه هو نبيّ الله موسى عليه السّلام، فقد جاء في قوله تعالى: “وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي”[1]، وجاء في تفسير الآية الكريمة: “وأَنزلت عليك محبة مني، إذ أَحببتك، وجعلت من يرونك يحبُّونك، فأَحبك فرعون وأنزلك منه منزلة الولد، وأَحبك أَهله وحاشيته، وفعلْتُ ذلك لكي تربَّى وتنشأَ لديه، وفي منزله في رعايتي وحفظي”، وهذه المقامات ليست خاصة بموسى عليه السلام، من حيث أصلها، وإن كان لموسى عليه السلام، وأنبياء الله الكرام، من ذلك المقام، ما لا يشاركهم فيه أحد، لاختصاص الله جلّ جلاله أنبياءه بالاصطفاء والتقريب، ورفع المكانة، وتفضيلهم على العالمين.[2]

شاهد أيضًا: ما المراد باليم الذي امر الله تعالى ام موسى بالقائه فيه

نبي الله موسى عليه اسلام

هو نبيّ الله موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وهو من أولي العزم من الرسل، كما أنّه من أكثر الرسل ذكراً في القرآن الكريم، حيث رويت قصة حياته كاملةً في عدد كبير من سور القرآن الكريم ومن أهمّها سورة موسى، ويلقّب عليه السلام بكليم الله وذلك لتكليمه لله سبحانه وتعالى ومخاطبته له أثناء وجوده على جبل الطور، وقد ولد سيّدنا موسى عليه السلام في مصر في عهد الفرعون قابوس لأم وأب من بني إسرائيل، وبعث نبياً في عهد الفرعون وليد، الأخ الأصغر للفرعون قابوس وكان أظلم من أخيه وأفجر، وكان الفرعون وليد يقدم على قتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل خوفاً من تحقق النبؤة التي تجزم على هلاكه على يد أحد منهم، وقد حمى الله تعالى موسى عليه السلام من القتل بأن أوحى لأمه بأن تلقيه في اليم وهو لا يزال طفلاً صغيراً، وتكفل الله تعالى لحماية موسى عليه السلام بأن حمله اليم حتى وضعه بين يدي زوجة فرعون آسيا، وقد كانت امرأة تقية ومؤمنة على عكس زوجها، حيث طلبت من زوجها السماح لها بتربية موسى في القصر فسمح لها، وهكذا تربى موسى عليه السلام على يدي عدوه وعدو الله.[3]

بحثت امرأة فرعون عن مرضعة لتكفل أمر إرضاع موسى عليه السلام، وذلك بعد أن حرم الله عزّ وجلّ عليه كافة المراضع، حيث مرت أخت موسى على امرأة فرعون واستأذنتها في أن تدلّها على مرضعة لتكفله، فدلتها على أمها، وبذلك أعاد الله تعالى موسى إلى حضن أمه المفجوعة بفقدانه رحمةً بها ورأفةً بحالها، ي أحد الليالي مرّ موسى عليه السلام بطرقات المدينة فوجد رجلاً يهودياً يقتتل مع رجل آخر من قوم فرعون، فطلب اليهوديّ منه النصرة والعون فنصره موسى وتقاتل مع الرجل الآخر فقتله عن غير عمد، وعندها ندم موسى على فعلته وأخذ يختبئ من جند فرعون الذين كانوا يبحثون عنه لقتله، ثمّ جاءه الرجل الذي استنصره في الأمس ليحذره من جنود فرعون وبحثهم عنه لقتله، فهرب موسى من مصر خائفاً ومتوجهاً نحو مدين، وحين وصلها مكث فيها فترةً من الزمن، بعد خروج موسى عليه السلام وأهل بيته من مدين عائداً بهم إلى مصر مر في جبل الطور، وهناك رأى ناراً وطلب من أهله انتظاره لحين تفقده لأمر هذه النار، وحين وصلها ناداه الله تعالى وأوحى إليه بأنه نبي الله وأمره بتخليص اليهود من بطش فرعون وجنوده، وهنالك طلب موسى من الله بأن ينصره بأخيه هارون كونه أفصح منه لساناً فأجاب الله تعالى طلبه.[3]

ذهب موسى وأخيه هارون عليهما السلام إلى فرعون بالمعجزات التي منحهما إياها الله تعالى، إلا أن فرعون اتهما بالسحر والكذب ورفض الإيمان بالله تعالى وتوحيده، وحينها أمر الله تعالى موسى عليه السلام بأن يخرج من مصر مع قومه، ومضى بهم موسى حتى وصل البحر، فكانت معجزته هناك أن شق البحر إلى نصفين ومر هو وقومه من ذلك الشق إلى الضفة الأخرى، بينما أغرق الله تعالى فرعون وجنوده أثناء مرورهم بذلك الشق.[3]

وهكذا نكنو قد أجبنا على السؤال من هو النبي الذي ما رآه أحد إلا أحبه ، وعرفنا كذلك نبذة مختصرة عن نبيّ الله موسى عليه السلام، وعن قصته التي تعدّ أطول قصص القرآن ولكنّها جاءت في سور مختلفة من القرآن الكريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *