هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته

هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته

هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته سؤال من الأسئلة التي لابدَّ من توضيح إجابتها بشكل تفصيلي ودقيق، فبعد وفاة الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- انقسم المُسلمون إلى طوائف وأحزاب وتعددت هذه الطوائف وكثُرت مع مرور الوقت، فكان من هذه الطوائف من ضلَّ عن جادّة الإسلام الصحيحة وطريقه السليم، ومنهم من التزم وبقي على تعاليم الدين السليمة، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على أحد هذه الطوائف كما سنذكر حكم الترحم على الشيعي بعد وفاته، وحكم تكفير الشيعة.

هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته

إنَّ الترحم على الشيعي بعد وفاته هو أمر جائز، وذلك في حال كون الشخص يتّبع ملَّة أو طائفة من الطوائف الشيعية التي ليس فيها شيء من الشرك بالله تعالى، أمَّا  كونه من أهل البدع من الشيعة فهو أمر لا يمنع الرحم على الشيعي إلَّا في حال كانت البدعة تصل إلى حد الشرك بالله تعالى، فقد وصَّى الدين الإسلامي المُسلمون بالترحم على الموتى الذين ماتوا على الدين الإسلامي والذين يُظهرون الإسلام، حتى لو كان في ظاهر أعمالهم شيء من البدع أو الفسق، وقد قال ابن تيمية في ذلك: “فكل مسلم لم يعلم أنه منافق جاز الاستغفار له والصلاة عليه، وإن كان فيه بدعة أو فسق“، والله أعلم.[1]

هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته ابن باز

أشار الإمام ابن باز إلى تنوع وتعدد أقسام الشيعة، كما ذهب إلى توضيح تعدد واختلاف اعتقاداتهم من قسم إلى آخر، وذهب إلى القول بأنَّ أهل الشيعة بالشكل العام هم أهل بدعة إلَّا أنَّ فيهم من تصل البدعة إلى الكفر والشرك، ومنهم من لا تصل فيه البدعة إلى حد الشرك أو الكفر، وعلى ذلك فإنَّ الترحم على الشيعة ممَّن كانت بدعتهم غير مُكفرة ولا تصل لحد الشرك هو أمر جائز ولا حرج فيه، والله أعلم.[2]

هل يجوز تعزية الشيعة

إنَّ تعزية الشيعة هو أمر جائز في الدين الإسلامي حيث لم يجد الإسلام مانعًا من مواساة وتعزية أهل الفقيد ممّن هو من أهل البدعة أو الفسوق، وعلى ذلك فإنَ تعزية الشيعة هو أمر جائز حتى لو كان الميت من أهل البدع، بل ويجوز الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة، ومن الجدير بالذكر أنَّه أباح الدين الإسلامي على المُسلمين تعزية من هم من غير المُسلمين من أهل الكتاب، إلَّا أنَّه نهى عن الترحم عليهم.[3]

شاهد أيضًا: حكم تعزية الكافر وحكم اتباع جنازة الكافر

حكم الترحم على الشيعي

إنَّ حكم الترحم على الشيعي في حال كان من أهل البدع غير المُكفرة هو أمر جائز ولا حرج فيه، أمَّا من كانت بدعته تصل إلى حد الشرك بالله تعالى أو الكفر به فهو غير جائز، وذلك امتثالًا لأمر الله تعالى في قوله: “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ[4]، فإنَّ الدعاء بالرحمة هو من الأمور التي خصّصها الله تعالى للمُسلمين فقط، أمَّا الدعوة للأحياء منهم بالهداية  والصلاح فهو أمر جائز.

حكم تكفير الشيعة

تختلف فرق الشيعة وتتعدد، فإنَّ فيهم ما يُقارب الاثنتا وعشرون قسم وفريق، وتختلف المُعتقدات والبدع من فريق لآخر فمنهم من هو بعيد كل البعد عن السنّة النبوية والذي يصل إلى حد الشرك ومنهم من يتّبع تعاليم الأحكام الإسلامية لكنَّ في معتقداته شيء من الابتداع، وإنَّه بالعموم لا يجوز تكفير أي شخص إلَّا بحسب ما هو مُقتضى ووارد في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، فإذا ثبتت حجة التكفير على الشخص في القرآن والسنة فلا رج في تكفيره، وغير ذلك فهو غير جائز، والله أعلم.[5]

هل يجوز الترحم على أهل البدع

يجوز الترحم على أهل البدع من المُسلمين والذيم لم تصل فيهم البدعة إلى حد التكفير، فإنَّ بعض البدع التي يقوم بها بعض الناس لا تصل في مُقتضاها إلى حد الشرك أو الكفر بالله تعالى، أمَّا من تصل بهم البدع إلى الإشراك بالله تعالى والكفر به فلا يجوز الترحم عليهم في هذه الحالة، أمَّا في حياتهم فيجوز أن يُدعى لهم في الصلاح والهداية للطريق السليم.[6]

هل يجوز الترحم على العصاة من السلمين

إنَّ الترحم على كل من مات وهو على كلمة التوحيد هو أمر جائز في الدين الإسلامي، حيث أنَّه لا حرج في الترحم والدعاء على كل مُسلم موحد سواء أكان هذا الشخص من العُصاة أو من أصحاب الذنوب والخطايا الكثيرة، كما إنَّه من الجدير بالذكر أنّ العُصاة من المُسلمين هم الأكثر حاجة إلى الترحم والدعاء بالمغفرة من غيرهم من المُسلمين، والله أعلم.[7]

هل يجوز الترحم على موتى غير المسلمين

إنَّ الرحمة هو أمر مخصوص للمُسلمين، حيث أنَّه لا يجوز أن يدعو المرء بالرحمة لغير المُسلم حتى لو كان هذا الشخص من أهل الكتاب من اليهود أو النصارى، حتى لو كان الشخص الميت من ذو القربى، وذلك لقوله تعالى: “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ”، والله أعلم.

هل يجوز الترحم على المنتحر

إنَّ المنتحر أو قاتل النفس من المُسلمين لا يدخل في مدخل الكفر إلَّا أنَّ عمله يُعدّ من المعصية والذنوب الكبيرة، إلَّا أنَّ فعل الانتحار لا يُخرج المرء من ملَّة الإسلام، وعلى ذلك فإنَّ الترحم على المُنتحر هو أمر جائز، وقد بيَّن ذلك الشيخ ابن باز في قوله: “قاتل نفسه يغسل ويصلي عليه ويدفن مع المسلمين ؛ لأنه عاص وهو ليس بكافر ؛ لأن قتل النفس معصية وليس بكفر”، والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: حكم من تاب من الشرك وما حكم من مات وهو مشرك

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته، كما ذكر حكم تعزية الشيعة، وحكم تكفير الشيعة، بالإضافة للتطرق إى حكم الترحم على كل من المُبتدع والعاصي من المُسلمين والمنتحر من المُسلمين والترحم على غير المسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *