هل ينزل جبريل في ليلة القدر

هل ينزل جبريل في ليلة القدر

هل ينزل جبريل في ليلة القدر ؟ وليلة القَدْر ليلةٌ من الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وهي غير مُحدَّدةٍ بليلةٍ مُعيَّنةٍ؛ وقد اختصّها الله تعالى بشأنٍ عظيمٍ؛ فأنزلَ القرآن الكريم فيها في مرحلةٍ من مراحل نزوله، وهي ليلةٌ مباركةٌ يُقدّر الله تعالى فيها ما سيكون في العام، وأجر العمل الصالح فيها أفضل من أجر العمل مدّة ألف شهرٍ، وقد كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يتحرّى ليلة القَدْر في العشر الأواخر من شهر رمضان، ويجتهد فيها بالعبادات والطاعات ما لا يجتهد في غيرها، لذا يهتم موقع محتويات بالتعرف على إجابة سؤال هل ينزل جبريل ليلة القدر أملا.

هل ينزل جبريل في ليلة القدر

ينزل جبريل -عليه السلام- والملائكة في ليلة القدر من كلّ عام، وقد ورد ذلك في سورة القدر في قوله تعالى: “تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ”[1]، وجاء في تفسير هذه الآية أنّ الملائكة تتنزل أيّ شيئًا فشيئًا، وذلك لأنّ الملائكة سكان السماوات، والسماوات سبع، فتتنزل الملائكة إلى الأرض شيئًا فشيئًا حتى تملأ الأرض، ونزول الملائكة في الأرض عنوان على الرحمة والخير والبركة، ولهذا إذا امتنعت الملائكة من دخول شيء كان ذلك دليلًا على أن هذا المكان الذي امتنعت الملائكة من دخوله قد يخلو من الخير والبركة كالمكان الذي فيه الصور، فإن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة، يعني صورة محرمة؛ لأن الصورة إذا كانت ممتهنة في فراش أو مخدة، فأكثر العلماء على أنها جائزة، وعلى هذا فلا تمتنع الملائكة من دخول المكان؛ لأنه لو امتنعت لكان ذلك ممنوعًا، فالملائكة تتنزل في ليلة القدر بكثرة، ونزولهم خير وبركة، “وَالرُّوحُ” هو جبريل عليه السلام، خصه الله بالذكر لشرفه وفضله.[2]

اقرأ أيضًا: هل ليلة القدر ثابتة ام متغيرة

ما يحدث في ليلة القدر

تُعَدّ ليلة القَدْر ليلةً من الليالي العظيمة المباركة في الإسلام؛ إذ اختصّها الله -سبحانه وتعالى- دون غيرها من الليالي بنزول القرآن الكريم فيها، كما أنّ الأجر المُترتّب على العمل الصالح فيها ليس كالأجر المُترتّب على العمل الصالح في غيرها من الليالي؛ فالأجر فيها مُضاعف، ويزيد عن عمل ألف شهر، وخير ما يؤدّيه المسلم فيها الاجتهاد في الطاعات والعبادات؛ من صلاةٍ، ودعاءٍ، وتسبيحٍ، وقراءة للقرآن، بالإضافة إلى أنّ قيام ليلة القَدْر أحد أسباب غفران الذنوب، وعلى الرغم من الفضائل السابقة، إلّا أنّ وقت هذه الليلة غير مُحدَّد بليلةٍ مُعيَّنةٍ، وإنّما هي إحدى الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وقِيل إنّها في الليالي الوتريّة من العشر الأواخر من رمضان، وفيما يأتي سنذكر ما يحدث في هذه الليلة المباركة:[3]

  • تنزُّل الملائكة وجبريل: ليلة القدر من الليالي التي تتنزّل فيها الملائكة بالرحمة والخير من عند الله تعالى، وهي تتنزّل على عباد الله تعالى الذاكرين له، والقائمين لعبادته؛ فيسلّمون عليهم، ويدعون لهم، فتحلّ عليهم البركات، وينزل في مقدّمتهم الملك جبريل عليه السلام، قال تعالى: “تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ”[1]، وفي هذه الليلة المباركة لا تبقى بقعة في الأرض إلّا، وفيها ملك نزل بأمرٍ من الله تعالى حتى تضيق الأرض بهم.
  • توزيع الأرزاق والآجال: أمر الله -سبحانه وتعالى- الملائكة بكتابة مقادير الخلائق التي ستقع في العام نفسه، ونسخها من اللوح المحفوظ، فتُكتَب فيها الأعمار، وتُكتَب فيها مقادير الصحّة والمرض، والأمن والحرب، والغنى والفقر، والأرزاق، والأحوال جميعها، وكلّ ما أراده الله -سبحانه وتعالى- أن يقع في السنة، ولا يُعَدّ هذا عِلماً بالغيب؛ فالله -سبحانه وتعالى- وحده المُنفرد بعِلم الغَيب كلّه؛ إلّا أنّ الله يُطلِع من شاء من خَلقه على ما يشاء من أمر غَيبه؛ ففي ليلة القدر يُظهر الله تعالى لملائكته ما أراده من الغيب في السنة نفسها، ويُطلعهم عليه؛ ليُؤدّي كلّ مَلَك وظيفته من توزيعٍ للأرزاق، وقَبضٍ للأرواح، وغير ذلك من الوظائف التي أمرهم الله -سبحانه وتعالى- بتنفيذها.
  • انتشار السلام في ليلة القدر: تُعَدّ ليلة القدر ليلة السلام؛ ففيها يَعُمّ السلام، والأمن، والأمان، والسكينة، وقد وُصفت ليلة القَدر بالسلام؛ لأنَّه لا يحدث فيها إلّا كلّ أمر فيه خَير وراحة للمؤمنين منذ بدايتها؛ أي من مغيب الشمس، إلى طلوع فجر اليوم التالي، وفضل هذه الليلة يشمل جميع أجزاء الليل دون اختصاص الثُّلث الأخير، أو أيّ جزء منه، إلّا أنَّ الله -سبحانه وتعالى- خَصَّ المؤمن القائم العابد لله تعالى، والمُستغفر لذنبه، والتائب عنه بهذا السلام؛ فخاصّية السلام هي لكلّ مَن أراد قيام هذه الليلة، وهي بِشارة للمؤمن من الله عزّ وجلّ؛ لتجديد الهِمّة، وعدم الفتور عن قيام هذه الليلة المُبارَكة.
  • مغفرة ذنوب: مَن قام ليلة القدر ليلة القَدر ليلةٌ تُغفَر فيها ذنوب كلّ من قامها بإخلاصٍ لله تعالى دون رياء، أو رغبة منه في إشهار سُمعته بين الناس، وبَشَّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من يقوم هذه الليلة وهو مؤمن بالله، وموقن بأنَّها إحدى ليالي رمضان، وأنّها إحدى الليالي العَشر الأخيرة من شهر رمضان، ومُخلصاً لله تعالى مُحتسباً أجر عبادته عنده، وقائماً له، وتائباً إليه، بغُفران ذنوبه في السنين الماضية جميعها، ونَيله مغفرة واسعة تشمل صغائر الذنوب.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال هل ينزل جبريل في ليلة القدر، وتحدثنا عمّا يحدث في ليلة القدر بدايةً مع نزول جبريل والملائكة وانتشار السلام والسكينة في ليلة القدر، وتوزيع الأقدار والآجار ومغفرة الذنوب.

أسئلة شائعة

  • ما هي أهم فضائل ليلة القدر؟

    العبادة فيها خير من ألف شهر، وتتنزل الملائكة فيها، ولا تنزل الملائكة إلا بالخير والرحمة والعتق من النار.

  • هل يستجيب الله الدعاء في ليلة القدر؟

    إنّ ليلة القدر خير من ألف شهر، لذا فهي تعد من أوقات استجابة الدعاء.

المراجع

  1. ^ سورة القدر , الآية 4
  2. ^ islamweb.net , سورة القدر , 18/03/2024
  3. ^ alukah.net , فضائل ليلة القدر , 18/03/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *