جدول المحتويات
اختلف العلماء في أول آيات نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من سورة ؟، فقد ورد بعض الكتب أنّ سورة المُدَّثر كانت أوّل سُور القرآن نزولاً؛ وقال آخرون من العلماء أن سورة الفاتحة كانت أوّل سورةٍ نزلت كاملةً، ومن من قال بأن سورة العلق ولا سيما الآية الاولى، ويُمكن الجمع بين الأقوال باعتبار بداية سورة العلق أوّل الآيات نزولاً، وأنّ بداية سورة المُدثِّر أوّل ما نزل من التبليغ بالرسالة المحمدية، وأمّا سورة الفاتحة فهي أوّل السُّوَر نزولاً، وفي هذا المقال سيتم تفصي ذلك.
أول آيات نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من سورة
إنّ الراجح في أول آيات نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من سورة العلق وهي آية {إقرأ باسم ربك الذي خلق}، وأمّا بالنسبة لأوائل السور فهي تنقسم على النحو الآتي:
أول سورة نزلت في مكة المكرمة
إنّ الوحي جبريل -عليه السلام- بواسطته تم وصول كلام الله تعالى، فأوّل سورة نزلت هي سورة العلق، وقد ذكر بعض العلماء أنّ سورة المدثذر هي أول سورة، ويمكن الجمع بين القوليْن أنّ سورة العلق نزلت قبل سورة المدّثر، فسورة المدّثر نزلت في فترة فتور الوحي بعد سورة العلق بمدّة من الزّمن، والدليل على أن سورة العلق هي أول سورة نزلت قول أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: “فَجاءَهُ المَلَكُ فقالَ: اقْرَأْ، قالَ: ما أنا بقارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ…}”.[1][2]
أول سورة نزلت في المدينة المنورة
إنّ سورة البقرة هي أول سورة نزلت على الرّسول -صلى الله عليه وسلم- وقد ثبت ذلك في السنة النبوية الشريفة، ومن الجدير بالذّكر أنّ سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم، وأما بالنسبة لنزول السورة الكريمة فقد نزلت آيتها متفرقة أيْ ليس على دفعة واحدة، ويوجد منها بسبب وأخرى بدون سبب.
المكي والمدني من السور القرآنية
وبعد أن تم بيان أول آيات نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من سورة ، لا بُدّ من الحديث عن المكي والمدني من سور القرآن الكريم، إنّ الصحابة -رضي الله عنهم- عاصروا الرّسول -عليه السلام- وشاهدوا المكي والمدني من الآيات، كما أنّ التابعين ما بعد الصحابة ساروا على نهجهم، حيث كانوا أكثر علمًا بالمكي والمدني من الآيات القرآنية، ومن الجدير بالذّكر أنّ الفارق الرّئيس بين الآيات المكية والمدنية، هو أنّ الآيات المكية ما كان نزولها قبل الهجرة، بخلاف الآيات المدنية التي كان نزولها بعد الهجرة النبوية، يقول الباقلاني: “إنّما يُرجع في معرفة المكيّ والمدنيّ لحفظ الصحابة والتابعين، ولم يرد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك قول؛ لأنّه لم يؤمر به ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمّة وإن وجب في بعضه على أهل العلم معرفة تاريخ الناسخ والمنسوخ، فقد يُعرف ذلك بغير نصٍّ من الرسول”.[3]
شاهد أيضًا: أول سورة نزلت كاملة.
ما هي آخر سورة نزلت على الرسول
من الجدير بالذّكر إلى أنّه لم يوجد نصٌّ صريحٌ يوضح بيان آخر سورة نزلت، وإنّما استدلّ الصحابة بما سمعوه عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-؛ ولذلك اختُلِف في تحديد آخر سورةٍ، وفيما يأتي بيان ذلك:[4]
- عن عُبيدالله بن عبدالله أنّه قال: (قالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ: تَعْلَمُ، وَقالَ هَارُونُ: تَدْرِي، آخِرَ سُورَةٍ نَزَلَتْ مِنَ القُرْآنِ، نَزَلَتْ جَمِيعًا؟ قُلتُ: نَعَمْ، إذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، قالَ: صَدَقْتَ).[5]
- قول عائشة -رضي الله عنها-: (يا جُبَيرُ، هل تَقرَأُ المائدةَ؟ فقُلتُ: نَعَمْ، فقالت: أمَا إنَّها آخِرُ سورةٍ نَزَلتْ، فمَا وَجَدتُم فيها من حَلالٍ فاستَحِلُّوه، وما وَجَدتُم فيها من حَرامٍ فحَرِّموه).[6]
- ذكر بعض الصحابة كالبراء بن عازب أن آخر سورة نزلت هي سورة التوبة والتي تسمى بسورة براءة.
شاهد أيضًا: الفرق بين المكي والمدني.
إلى هنا نكون قد بينا أول آيات نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من سورة ، كما بينا آخر سورة نزلت على الرّسول -صلى الله عليه وسلم- وتبيّن أن الخلاف وارد بين العلماء سواء كانت السور نازلة في مكة أو المدينة المنورة.
المراجع
- ^ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3، صحيح
- ^ أبو عبدالله مصطفى بن العدوى شلباية، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي (الطبعة الأولى)، موقع إلكتروني: المكتبة الشاملة الحديثة، صفحة 10، جزء 78. بتصرّف
- ^ al-maktaba.org , المكي والمدني , 09-02-2021
- ^ islamqa.info , آخر سورة نزلت في القرآن , 09-02-2021