اسباب مرض التصلب اللويحي واعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه

اسباب مرض التصلب اللويحي

ما هي اسباب مرض التصلب اللويحي ؟ ، حيث أنّ المايلين مادة دهنية تحيط بالمحور العصبي وتشكل طبقة عازلة كهربائية، وتتمثل وظيفتها في تسهيل وتسريع انتقال تدفق الأعصاب عبر أجسام الخلايا العصبية، وتصنف أمراض إزالة الميالين على أنها مجموعة من أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم وتدمر طبقة المايلين من الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي دون أن يكون لها تأثير كبير على الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المحيطي، وأكثر هذه الأمراض شيوعًا هو التصلب اللويحي أو ما يعرف بمرض التصلب المتعدد، وهو ثاني أهم أسباب الاعتلال العصبي لدى الشباب.

مرض التصلب اللويحي

هو مرض مزمن يهاجم الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على الدماغ والنخاع الشوكي والأعصاب البصرية، وتتراوح الأعراض من حالة إلى حالة إلى مدى واسع، وفي الحالات المتوسطة قد يكون العرض الوحيد هو تنميل في الأطراف، ولكن في الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي المرض إلى الشلل أو فقدان البصر، ولا يمكن التنبؤ بكيفية تقدم مرض التصلب اللويحي في جميع الحالات، وهناك أكثر من 400000 شخص في الولايات تعاني الولايات المتحدة الأمريكية من هذا المرض ، ويتم تشخيص حوالي 10000 حالة جديدة كل عام ، ويعد المرض شائعًا عند النساء بمقدار 3 أضعاف مما هو عند الرجال، وعادة ما يتم تشخيص هذا المرض بين سن 20 و 30.[1]

اسباب مرض التصلب اللويحي

حتى الآن لا يوجد سبب واضح ومباشر للإصابة بمرض التصلب اللويحي، ولكن بعض الدراسات تربط عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى ظهور هذا المرض، حيث تشير الفرضيات إلى إصابة المريض بعدوى فيروسية أو بكتيرية مع وجود عوامل بيئية معينة، وعوامل وراثية، وهذا يؤدي بدوره إلى إحداث خلل في المناعة الذاتية يؤدي إلى تدمير المايلين وظهور المرض، وتتضمن العوامل والأسباب التي تؤدي إلى مرض التصلب اللويحي ما يلي:[2]

  • عوامل وراثية: تشير الدراسات الجينية إلى أن معدل توافق الإصابة بالتصلب المتعدد في التوائم أحادية الزيجوت يتراوح من 20٪ إلى 35٪، مما يشير إلى أن العوامل الوراثية لهذا المرض لها تأثير معتدل، أي أن الإصابة بالمرض في وجود عوامل وراثية وحدها دون استبعاد العوامل المصاحبة، وتزيد الإصابة بالمرض لدى أحد أفراد الأسرة خطر الإصابة به إلى سبع مرات لبقية أفراد الأسرة.
  • العوامل البيئية: تلعب الجغرافيا دورًا واضحًا في سبب التصلب المتعدد بطريقة غير مفهومة تمامًا، حيث تقل مخاطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد في المناطق الاستوائية، بينما تزداد في الشمال وجنوب الكرة الأرضية، كما أنّ العِرق له تأثير مهم، حيث تقل مخاطر الإصابة في الإنويت، والتي قد تكون بسبب عوامل وراثية.
  • نقص فيتامين د: يعمل فيتامين د على تنظيم عمل الجهاز المناعي عن طريق زيادة مستويات السيتوكينات المضادة للالتهابات وتقليل مستويات السيتوكينات التي تحفز الالتهاب مما يعني أن زيادة فيتامين د تقلل خطر الإصابة بمرض التصلب اللويحي، والذي قد يفسر العوامل البيئية المسببة للمرض في المناطق الاستوائية لمزيد من ضوء الشمس مهمة لتصنيع فيتامين د في المناطق الشمالية والجنوبية.
  • القصور الوريدي النخاعي المزمن: إذ تشير بعضٌ من الفرضيات المثيرة للجدل إلى وجود علاقة بين بعض حالات التصلب المتعدد وأسباب الأوعية الدموية، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن القصور الوريدي النخاعي المزمن يؤدي إلى تراكم الحديد في أنسجة المخ، لوكن هذه الفرضية لا تحتوي على أدلة طبية كافية وقوية، حيث أنّ فرضية المناعة الذاتية هي دائمًا الأقوى والأكثر منطقية.

شاهد أيضًا: ما هو التصلب الجانبي الضموري .. اسبابه واعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه

أعراض مرض التصلب اللويحي

قد تبدأ أعراض التصلب المتعدد بالظهور تدريجيًا أو مفاجئًا، وقد تكون الأعراض شديدة وحادة، أو خفيفة جدًا بحيث لا تستدعي انتباه المريض لأشهر أو حتى سنوات، وقد يتم  اكتشاف المرض بالصدفة أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ أو خزعة من أنسجة المخ لسبب آخر، وتختلف أعراض التصلب المتعدد على نطاق واسع اعتمادًا على مكان الإصابة في الدماغ،ومن أبرز الأعراض المصاحبة له ما يلي:[3]

  • ضعف الأطراف: يظهر على شكل فقدان للقوة أو السرعة أو المرونة للأطراف، وقد يظهر على شكل إجهاد عام وضعف في العضلات، وقد تبدأ هذه الأعراض بالظهور بعد النشاط الرياضي أو العمل الشاق، و قد يكون هذا مصحوبًا بنوبات من التشنج وفرط المنعكسات وظهور علامة بابينسكي.
  • التشنج: يرتبط عادةً بالتشنجات أو الحركة التلقائية، ويعاني حوالي 30٪ من مرضى التصلب المتعدد من تقلصات متوسطة إلى شديدة، مما قد يؤثر سلبًا على أنشطتهم اليومية وقدرتهم على العمل.
  • التهاب العصب البصري: تبدأ أعراضه بانخفاض حدة البصر أو انخفاض في قدرة العين على تمييز الألوان في النقاط المركزية بمجال الرؤية، وقد تتفاقم هذه الأعراض إلى فقدان البصر، وعادة ما تصيب هذه الأعراض عين واحدة مع إمكانية التأثير على العينين، وهذا العرض هو الإحساس بالألم في المناطق المحيطة بالعين.
  • الأعراض الحسية: تختلف الأعراض الحسية لدى مرضى التصلب المتعدد وتشمل التنميل أو الإحساس بالوخز بالدبابيس والإبر ، ونقص الإحساس  في المنبهات الحسية، حيث يعاني 50٪ من المصابين بهذا المرض من آلام متفاوتة في أجزاء مختلفة من الجسم.
  • ضعف المثانة: يعاني أكثر من 90٪ من المرضى من خلل وظيفي في المثانة، مما يؤدي إلى التهاب البول لدى ما يقرب من ثلث المرضى، ويفسر ذلك بالتأثير السلبي للآفات المصلبة للجهاز العصبي المركزي على التنظيم العصبي للمثانة.

تشخيص مرض التصلب اللويحي

لتشخيص هذا المرض سيحتاج الطبيب إلى إجراء فحص عصبي سريري، كذلك أخذ التاريخ الطبي، وإجراء سلسلة من الاختبارات الأخرى لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بالمرض، وقد يشمل الاختبار التشخيصي ما يلي:[3]

  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يسمح استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ باكتشاف الآفات النشطة وغير النشطة في جميع أنحاء الدماغ والحبل الشوكي.
  • اختبار الإجهاد العصبي: يتطلب هذا الاختبار تحفيز المسارات العصبية لتحليل النشاط الكهربائي في الدماغ، وتشمل المنبهات التي يستخدمها الأطباء لتشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد ثلاثة أنواع: المنبهات البصرية والحسية وجذع الدماغ.
  • البزل القطني: يستخدم الأطباء هذا الاختبار لفحص السائل الدماغي الشوكي، مما يساعد في استبعاد الأمراض المعدية.
  • اختبارات الدم: يستخدم الأطباء اختبارات الدم الروتينية لاستبعاد الحالات الأخرى المحتملة ذات الأعراض المماثلة.

شاهد أيضًا:  خصائص الجهاز العصبي السمبثاوي .. بحث عن الجهاز العصبي الودي

علاج التصلب اللويحي

لا يوجد علاج نهائي لمرض التصلب المتعدد، لذلك يركز العلاج على قمع المناعة الذاتية، وتخفيف الأعراض وتقليلها، ويشمل علاج هذا المرض العلاج الدوائي والعلاج التأهيلي، وفيما يلي بعض الأدوية المستخدمة في العلاج:[4]

  • الستيرويدات القشرية: وهي أكثر الأدوية المستخدمة في علاج التصلب العصبي المتعدد لأنها تقلل الالتهاب وتثبط جهاز المناعة، وتستخدم بشكل عام لتقليل الأعراض أثناء النوبة الحادة للمرض.
  • الانترفيرون بيتا 1: يساعد هذا الدواء في إبطاء تقدم المرض، ولكن يجب استخدامه بحذر لأنه قد يتسبب في تلف الكبد.
  • غلاتيرامر: يعمل هذا العلاج على منع الجهاز المناعي من مهاجمة المايلين، حيث يتم حقنه مرة واحدة في اليوم، وقد يتسبب الحقن به إلى ضيق التنفس.
  • ناتاليزوماب: يستخدم في المرضى الذين لا يستطيعون تحمل أو الاستفادة من العلاجات الأخرى.
  • نوفانترون: عادة ما يستخدم هذا المثبط للمناعة فقط في المراحل المتقدمة من المرض.
  • مستخلص القنب: أشارت الدراسات إلى أن القنب يمكن أن يساعد في تخفيف الألم وتيبس العضلات والأرق.
  • تيريفلونومايد: هو عبارة عن قرص يؤخذ مرة واحدة يوميًا للبالغين المصابين بأشكال الانتكاس من مرض التصلب العصبي المتعدد.

شاهد أيضًا: علاج القولون العصبي بالعسل … تخلص من آلامك بالعسل

وختامًا، تمّ في هذا المقال الإجابة حول التساؤل المطروح، ما هي اسباب مرض التصلب اللويحي ؟، وتم التطرق كذلك إلى الحديث حول الأعراض المرضية التي تنتج عن مرض التصلب اللويحي، وبيان طرق تشخيص وعلاج هذا المرض.

المراجع

  1. ^ emedicine.medscape.com , Multiple Sclerosis , 1/21/2020
  2. ^ mayoclinic.org , Multiple sclerosis , 1/21/2020
  3. ^ healthline.com , Understanding Multiple Sclerosis (MS) , 1/21/2020
  4. ^ medicalnewstoday.com , Multiple sclerosis: What you need to know , 1/21/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *