حكم قول إلا رسول الله

حكم قول إلا رسول الله

حكم قول إلا رسول الله ، وهو من الأقوال التي يستخدمها المسلمون بكثرة والقصد منها هو الدفاع عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وباتت شعرًا لمقاطعة ادول التي أسهمت بشكلٍ أو بآخر الإساءة للنبيّ الكريم، أو وقفت وساندت من أساؤوا له عليه الصلاة والسّلام، وسنأتي في هذا المقال على الحكم الشرعي لقول هذه العبارة.[1]

من هو رسول الله

قبل معرفة حكم قول إلّا رسول الله، لا بدّ أن نُعرّف به صلّى الله عليه وسلم، وهو محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وينتهي نسبه الكريم إلى نبيّ الله إسماعيل عليه السّلام، ولد في يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، في عام الفيل، وقد توفي والده عبد الله قبل أن تلده أمّه آمنة بنت وهب، فولد يتيم الأب، ثم توفت أمّه وهو ابن سبع سنوات، أرضعته حليمة السعدية، وثويبة مولاة أبي لهب، وقد عاش رسول الله في بيوت كثيرة أولها بيت حليمة السعدية حتى بلغ العامين، ثم عاش مع أمّه في كفالة جدّه عبد المطلب، وحين توفي جدّه تربّى في بيت عمّه أبي طالب الذي كان أول المساندين له في دعوته، وقد بُعث رسول الله وهو في الأربعين من عمره، فتعرض لإيذاء شديد من قومه، فكذبوه وعادوه حتّى هاجر إلى المدينة المنورة التي حاضرة الإسلام، وانتشرت منها دعوة الإسلام.[2]

حكم قول إلا رسول الله

في الحديث عن حكم قول إلّا رسول الله، فلا شكّ في حسن نيّة من أطلقها أو استخدمها، ولكنّ في مبنى العبارة إشكال وهو انّه تمّ ذكر المستثنى ولمن يذكر المستثنى منه، وفي تقديرنا للمستثنى منه فلا يستقيم معنى العبارة فظاهرها يقول أنّنا نحن المسلمون يمكن أن نسكت أو نقبل عن أيّ إساءة إلّا تلك التي تطال رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهذا المعنى باطل ولا يجوز، فنحن لا نسكت عن أيّ إساءة تمسّ شيئًا من مقدساتنا كالقرآن الكريم أو الأنبياء والمرسلين أو الأحد من الصحابة الكرام، أو أمهات المؤمنين أو أيّ شخص من المؤمنين.

فيظهر بذلك أنّ معنى العبارة غير سليم، وهو ما أدى لأن يُفتي بعض لعلماء بأنّها غير جائزة شرعًا،[1] ولكنّ وكونها شاعت على معنى سليم وصحيح ولا يقصد في باطنه ما يأتي عليه ظاهره من المعنى، وقصد المؤمنين مكن وراء هو الدفاع عن رسول الله ضدّ كل من يحاول أن يمسه بإساءة مهما كان نوعها، فقد قال بعض العلماء أنّه لا حرج بقولها.[3]

حكم قول لبيك يا رسول الله

بعد معرفة حكم قول إلّا رسولَ الله، من الجيد أن نأتي على حكمِ بعض الأقوال التي انتشرت على ألسنة المسلمين، كقولهم “لبيك يا محمد” أو ” نحري دون نحرك يا رسول الله” أو “لبيك يا رسول الله” وغيرها من العبارة التي يقصد المسلمون من ورائها إعلان نصرتهم للنبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم، فقولها في حياة رسول الله كان جائزًا لا لُبس فيه فقد ورد عن الصحابة الكرام أنّه قالوا  “لبيك يا رسول الله وسعديك”، ومعناها أنّهم مقيمون على طاعته عليه الصلاة والسلام، وقد جاءت بصيغة الخطاب والنداء ومن المعلوم أنّه لا يخاطب أو ينادى إلّا الحيّ، لذلك من الأفضل عدم قول هذه العبارات التي تظهر عدم معرفة قائلها بمعناها، ولو كان القصد منها إظهار محبّة رسول الله، فالأولى هو إظهار محبته بإحياء سنته والتزام ما أمر بهن وليس مجرّد الدعاوى والأقوال، والله أعلم.[4]

وهكذا نكون قد عرّفنا برسول الله صلّى الله عليه وسلم، وبيّنا الحكم الشرعيّ لقول إلّا رسول الله الذي شاع قوله للدفاع عن رسول الله ضدّ من يحاول الإساءة له بقول أو فعل، ثم بيّنا حكم الأقوال الأخرى ك “لبيك يا رسول الله” أو “نحري دون نحرك يا رسول الله”، ولا شكّ في أنّ الدفاع عن رسول الله يكون بنصرة الإسلام بالأقوال والأفعال لا بالأقوال فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *