حكم قول ان شاء الله بعد الدعاء
جدول المحتويات
حكم قول ان شاء الله بعد الدعاء من المسائل الهامة التي يجب معرفتها حيث أن الدعاء من أحب العبادات لله عز وجل، فهو الصلة التي تربط العبد من ربه، وفيه يسأله الاستجابة لحاجاته، وللدعاء بعض الشروط والآداب التي يجب التحلي بها، وكذلك بعض الأحكام التي لا يجب الخروج عنها ومنها حكم قول ان شاء الله بعد الدعاء الذي سنتعرف عليه من الناحية الشرعية من خلال هذا الموضوع.
حكم قول ان شاء الله بعد الدعاء
لقد نهتنا الشريعة الإسلامية عن تعليق الدعاء بقول ان اشاء الله لأن فيها نوع من الاستغناء عن رحمة ومغفرة الله تعالى، فكما جاء عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أنه قال، “لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإنه لا مكره له”.
وذلك لأن هذا القول به فتور بالرغبة والتقليل من اليقين في استجابة الله تعالى للدعاء، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول، “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه”، فالنبي الكريم لم يقم هنا بالاكتفاء بالنهي ولكنه طلب أن نعزم في الدعاء أو نجزم بتحقيق الطلب والتيقن من إجابته ولو بعد حين.
والله سبحانه وتعالى يعد من يطلب مغرفته وعفوه بأنه سوف يجيب المضطر لو دعاه، وقول ان شاء الله بعد الدعاء تُظهر تقييد الدعاء بالمشيئة، لأن الله عز وجل فعال لما يريد ولذلك فلا يمكن تقييد الإجابة بالمشيئة.[1]
شروط استجابة الدعاء
هناك بعض الشروط التي يجب أن يلتزم بها الداعي حتى يستجيب له الله سبحانه وتعالى، وهي الشروط التي يُقبل بها الدعاء، ومنها ما يأتي:
- التحلي بالإخلاص عند الدعاء: بمعنى أن يكون الدعاء نابع من قلب مؤمن وصافي وخير.
- تجنب السؤال والدعاء لمن هم دون الله تعالى، فلا يجوز الدعاء سوى للذات الإلهية، فالسؤال يكون لله تعالى والاستعانة تكون به، وهذا الشرط من أهم شروط الدعاء وبدونه لا يتم قبول الدعاء أو العمل من الشخص لأنه بذلك يجعل وسيط بينه وبين الله تعالى.
- إحسان الظن بالله والتيقن من استجابته للدعاء، لأنه القادر على كل شيء، ومن يحسن الظن به يكون له ما يتمنى وأكثر، وذلك لقوله تعالى في حديثه القدسي،: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)، مع عدم تعجل الدعاء.
- حضور القلب: من حيث استشعار القلب لرحمة وعظمة الله تعالى، وأن يتطلع العبد لله وهو يرجو ما لديه بإيمان وخشوع.
- تجنب ما حرمه الله تعالى من مأكولات ومشروبات والابتعاد عن فعل جميع الموبقات لكي يستجيب الله سبحانه وتعالى لدعاء العبد.
- تجنب الاعتداء عند الدعاء، فلا يتم الدعاء بما فيه اثم أو شر أو قطيعة للأرحام، فلا يجوز الدعاء سوى بالخير للنفس أو للآخرين.
- الاهتمام بأداء العبادات المفروضة علينا من الله تعالى والاستجابة للوالدين وعدم اتخاذ الدعاء كحجة للهروب من هذه الأمور الهامة.
شاهد أيضًا: ماهو الدعاء الذي وصى به الرسول الكريم في ليلة القدر
آداب الدعاء
هناك بعض الآداب التي يجب أن يتحلى بها الداعي لكي يستجيب الله سبحانه وتعالى لدعائه، ومن بينها ما يلي:
- ذكر ما يترتب على الدعاء، وذلك كما دعا موسى عليه السلام في قوله، (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا).
- عدم استعجال الاستجابة للدعاء والمطالبة بتحقيقه، فيجب أن يتحلى المسلم بالصبر والطمأنينة عند الدعاء، وعليه أن يعلم أنه بالدعاء يقوم بأفضل العبادات التي تقربه من الله تعالى، وأنه سوف يختار له الأصوب والألح له.
- وعدم المبالغة في السجع والتكلف عند الدعاء، فالرسول الكريم كان يتجنب السجع في الدعاء.
- عدم رفع الصوت عند السؤال أو الدعاء، وعدم المطالبة بالأشياء المستحيلة مثل الدعاء بتحقيق المعاصي، أو الدعاء على النفس أو الأقارب.
- الدعاء بالأدعية الجامعة أي الكلام المختصر الذي يحتوي على الكثير من المعاني التي تهم الداعي ويرغب في الاستجابة لها.
- أن يكرر المسلم الدعاء 3 من المرات كما كان يفعل الرسول الكريم الذي لنا فيه اسوة حسنة إلى يوم الدين، مع الاستغفار ثلاثة أيضا، ولا يلزم ذلك في جميع الأدعية.
- العزم عند الدعاء بمعنى عدم قول ان شاء الله أو ان شئت بعد الدعاء.
- الدعاء للذات في البداية وبعد ذلك يتم الدعاء للغير، فقد كان الأنبياء يفعلون ذلك عند الدعاء.
- أن يكون الدعاء في السر وليس في العلن فذلك أعظم الإيمان.
- أن يتوضأ المسلم ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويحمد الله ويصلي على نبيه الكريم.
الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء
هناك بعض الأوقات التي يكون فيها الدعاء مستحبًا، وهي كالآتي:
- قبل أن يبدأ الإنسان في العمل لطلب المشورة والعون من الله عز وجل، وكذلك خلال العمل لطلب الثبات عليه والاخلاص به، وبعد ذلك يتم الاستغفار عن التقصير الذي حدث خلال العمل حتى ولو كان بسيط.
- أثناء السجود، فالعبد يكون قريب من الله تعالى أثناء السجود بالتحديد.
- عند نزول الغيث أو المطر.
- وعند سماع الآذان.
- عند ختم القرآن.
- خلال أوقات الخشوع.
- في آخر قسم من الليل أو الثلث الأخير.
- بين الآذان والإقامة.
- عقب الصلوات المفروضة.
- يوم وليلة الجمعة.
- في ليلة القدر.
- في يوم عرفة.
- عند مشاهدة الكعبة يوم الحج والعمرة.
- بمجالس الذكر.
- أول عشرة أيام من شهر ذو الحجة.
- على جبل عرفات.
- عند جبل الصفا والمروة.
- عند المشعر الحرام.
- بعد رمي جمرة العقبة في الحج.
شاهد أيضًا: هل يجوز الدعاء للكافر الميت والحي ام لا
فضائل الدعاء
هناك الكثير من الفضائل المترتبة على الدعاء ومنها ما يلي:
- نيل استجابة الله تعالى وطاعته.
- السلامة من الكبر فالدعاء من أقسام العبادة ومن يتركه هو المتكبر على الله تعالى، ومن يفعل ذلك يستحق جهنم الخالدة.
- في الدعاء عبادة لله عز وجل، فالمؤمن يُظهر ضعفه وقلة حيلته أمام عظمة الله تعالى، والاعتراف له بأنه القادر والواحد الأحد.
- سبب في تجنب غضب الله تعالى على العبد، فمن لا يدعو الله تعالى يستحق غضبه.
- إظهار أن المسلم الحق متوكل على الله تعالى معتمد عليه، وبه تعلو وتسمو الأنفس بالاستغناء بالله تعالى عما سواه.
- ثمرة الدعاء مضمونة، لأن الله تعالى يستجيب الدعاء مهما طال الوقت فلو لم يستجب لدعائه في الدنيا سوف يدخر هذا الدعاء له في يوم القيامة، كما يقول الرسول الكريم.
- الدعاء من أسباب دفع لبلاء قبل أن يقع، كما أنه من أسباب رفعه بعد أن يقع وقد أيد النبي الكريم ذلك في الحديث الشريف.
- فتح باب المناجاة بين المسلم وربه، ليتأكد من محبة الله تعالى له وقربه منه ليزداد إيمانه وتعلقه بالله عز وجل.[2]
وفي نهاية مقالنا نكون قد عرفنا حكم قول ان شاء الله بعد الدعاء فعندما يدعو المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب يزيد التآخي والمودة وتنتشر المحبة وتتوطد العلاقات بين جميع المسلمين.