حكم قول لولا الله وفلان

حكم قول لولا الله وفلان

حكم قول لولا الله وفلان ، هو من الأحكام التي قد يسأل عنها الكثير من المسلمين، فمثل هذه الأقوالِ شائعةٌ بين المسلمين كثيرًا، فيقولون لولا الله وفلان لما حدث معي هذا الأمر، ولربّما كان لهذا القوِل دلالة شرك بالله دون أن نعلم؛ لذلك سنقوم بشرح الحكم الشرعي في هذا المقال.

معنى الشرك الأصغر

قبل معرفة حكم قول لولا الله وفلان وهي من الأقوال التي قد تحتمل الشرك في معناها، لذلك من الجيد أن نُعرّف الشرك بالله بمعناها المطلق، وهو الشرك الذي يقوم بالقلوب من الرياء ويكون شركًا خفيَّا، كالإنسان الذي يرائي الناس ويقرأ بلسانه فقط في صلاته، أو أن يسبّح ويهلل أمام الناس حتّى يحصد المديح منهم، وهناك أقوال أيضًا تندرج تحت اسم الشرك، كما أنّ الحرف بغير الله كالحلف بالنبيّ أو بالأبّ أو بالشرف كلّها تندرج تحت اسم الشرك الخفي أو الأصغر.[1]

حكم قول لولا الله وفلان

في الحديث عن حكم قول لولا الله وفلان فذلك هو نوع من قرن الله بغيره في الأمور التي تتعلّق بالقدر، بما يأتي بمعنى الشرك أو عدم التفريق بين الله وغيره من الخلق، فمثلًا من غير الجائز أن نقول لولا الله وفلان أنقذني لغرقت، فهو من الأمور المُحرّمة فقد جعل القائل السبب المخلوق مساويًا لله خالق السبب، وفي هذا نوع من الشرك، ولكنّ لا مانع من القول: لولا فلان لغرقت، إذا كان سببًا حقيقيًّا وواقعيًّا، ولهذا قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في عمّه أبي طالب عنما سأل عنه: “ما أغْنَيْتَ عن عَمِّكَ، فإنَّه كانَ يَحُوطُكَ ويَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ رسول الله: هو في ضَحْضَاحٍ مِن نَارٍ، ولَوْلَا أنَا لَكانَ في الدَّرَكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ”[2]، ولم يقل : لولا الله وأنا مع أنّ ابي طالب كان في عذابه ذاك بمشيئة الله، ولكنّ إضافة الشيء للسبب المعلوم حسَّا أو شرعًا أمر جائز وإن لم يذكر الله تعالى، والله أعلم.[3]

حكم قول ما شاء الله وشاء فلان

بعد معرفة حكم قول لولا الله وفلان من الجيد أن نعرف حكم قول ما شاء الله وشاء فلان أيضًا فإنّ من يتأمّل حياة النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- ويقرأ سيرته يرى مدى إخلاصه وحمايته لتوحيد الله عزّ وجل سدّ كلّ ذريعة قد تؤدي إلى الشرك بالله، وكان من ذلك أقوال قد تخدش التوحيد وتخلّ به، كقول ما شاء الله وشاء فلان،  وقد جاء في حديث رسول الله أنّه قال: “لا تَقولوا : ما شاءَ اللَّهُ وشاءَ فلانٌ ، ولَكِن قولوا : ما شاءَ اللَّهُ ثمَّ ما شاءَ فلانٌ”[4]، وقد جاء في شرح هذا الحديث ان الواو تفيد المعية والجمع والتشريك بين الله والعباد، أمّا ثمّ فهي تفيد التراخي وتقديم مشيئة الله وتأخير مشيئة سواه، إذًا فقول ما شاء الله وشاء فلان لا يجوز، والله تعالى أعلم.[5]

وهكذا نكون قد عرفّنا الشرك الأصغر وهو ذلك الشرك الخفي الذي قد يصحب بعض الأقوال والأفعال، وتحدثنا عنالحكم الشرعيّ لقول لولا الله وفلان، وبأنّها من صور الشرك بالله بالأقوال، كما عرفنا حكم قول ما شاء الله وشاء فلان وأنّه أيضًا من أنواع الشرك الخفي ولا يجوز.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , معنى الشرك الأصغر , 31-10-2020
  2. ^ صحيح البخاري , العباس بن عبدالمطلب،البخاري،3883،حديث صحيح
  3. ^ islamway.net , ما رأي فضيلتكم في هذه العبارة: "لولا الله وفلان"؟ رابط المادة: http://iswy.co/e3pch , 31-10-2020
  4. ^ الأذكار , حذيفة بن اليمان،النووي،444، حديث صحيح
  5. ^ slamweb.net , لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان , 31-10-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *