جدول المحتويات
حكم نسبة النعم الى النفس من الأحكام المهمّة التي لا بُدّ من معرفتها، فالله تعالى خلق الإنسان والحيوان والنّبات، كما أنّه خلق الجان والملائكة، ومن الجدير بالذّكر أنّ الله تعالى أنعم على عباده بنعم لا تُعدّ ولا تُحصى، وذلك واضح في قوله تعالى: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}،[1] وبما أنّ الله تعالى هو الذي أنعم على مخلوقاته، هل يجوز نسبة هذه النعم إلى الذّات الإنسانيّة؟ هذا ما سيتم التعرُّف عليه في هذا المقال.
سورة النعم في القرآن الكريم
وقبل الشروع في الحديث عن حكم نسبة النعم الى النفس لا بُدّ أن يتم بيان أنّ هنالك سورة خاصة في القرآن الكريم تُسمّى بسورة النّعم ممّا يعني أنّ هذا الحكم له أهمّيّة عظيمة يجب معرفته، وسورة النعم هي سورة النحل، والسبب في تسمية سورة النحل بهذا الاسم هو كثرة ما ذكره الله تعالى فيها من النعم على عباده وفضائله، كما تمّ فيها شرح طرق استعمالها وعدم نسبتها لغير الله تعالى، وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي السورة الأكثر شيوعًا التي تتكرر فيها كلمة (بركة) ومشتقاتها>
وقد ذكرها الله تعالى بعدة طرق، وتعتبر سورة النحل من السور المكية، حيث نزلت في مكة المكرّمة باستثناء مائة وستة وعشرين آية نزلت في المدينة المنورة، وهي إحدى السور التي يطلق عليها لفظ المئين، حيث يبلغ عدد آياتها مائة وثمانية وعشرون آية، ونزلت بعد سورة الكهف وترتيبها في القرآن السادس عشر، وتجدر الإشارة إلى النعم التي وردت في السورة الكريمة، وأكبرها وأهمها الهداية واللجوء إلى الله تعالى، وهي أول نعمة ذُكرت في السورة حيث قال تعالى: {يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرّوحِ مِن أَمرِهِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ أَن أَنذِروا أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاتَّقونِ}.[2][3]
حكم نسبة النعم الى النفس
إنّ حكم نسبة النعم الى النفس من الخلجات الفاسدة التي تطرأ على قلب الإنسان، والمقصود بذلك هو إذا أنعم الله تعالى على الإنسان نعمة معينة يظن أنّ هذه النعمة حصلت بسبب اجتهاده وقدرته بعيدًا عن قدرة الله تعالى، ويُعّد ذلك شركًا أكبرًا ويجب المسارعة للتوبة والاستغفار، وشكر الله تعالى ليلاً نهارًا لتحصيل النّعمة، ويُجدر بالذّكر أنّ عقوبة الذي ينسب نعمة الله إلى نفسه؛ سلب النّعمة وعدم تحصيل البركة في غالب أموره.[4]
من أمثلة نسبة النعم إلى النفس
وبعد أن تمّ بيان حكم نسبة النعم الى النفس لا بدّ من ذكر بعض الأمثلة، وفيما يأتي بيانها:[5]
- إذا نجح فلان بالامتحان وقال أنّ سبب نجاحه هو دراسته واجتهاده فقط بعيدًا عن إدراك أنّ الله تعالى هو الموفق.
- إذا تعالج فلان من مرضٍ ما، وقال أنّ سبب التعافي هو قدرة الأدوية بعيدًا عن أنّ الله تعالى هو الشّافي.
- إذا أصبح مع فلان مالًا وأدرك أنّ هذا المال بسبب سعيه بدون أن يدرك أنّ الله تعالى هو الرّزّاق.
- إذا اعتقد فلانًا أنّ وصوله لأمر تمنى تحققه كان بيده فقط بعيدًا عن الله هو المعطي.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى أنّ حكم نسبة النعم الى النفس كفرًا أصغرًا وجحودًا، لذلك يجب علينا أن ندرك أنّ كلّ ما عندنا هو من عند الله وليس على الإنسان إلا الأخذ بالأسباب، وشكر الله تعالى على الدّوام، حيث تعدّ هذه وسيلة لزيادة النعم، ولا ننسى قوله تعالى: {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ الله لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}.[6]
المراجع
- ^ سورة إبراهيم , اية 34
- ^ سورة النحل , اية 2
- ^ www.alukah.net , من النعم في سورة النحل , 26-10-2020
- ^ www.islamweb.net , نسبة النعمة للنفس واجتهادها مع نسيان المنعم , 2020
- ^ www.alukah.net , التحذير من جحود النعم وكفرانها , 2020
- ^ سورة إبراهيم , اية 34