سبب نزول سورة المجادلة
جدول المحتويات
سبب نزول سورة المجادلة من أسباب النُّزُول التي يرغب في معرفتها طُلّاب العلم، ولكُل سُورةٍ من سُور القرآن الكريم سبب للنّزول، وأسباب النّزول هي الوقائع والأحداث التي حدثت؛ نزل على إثرها هذه السّور أو بعض الآيات، وقد يكون للسورة الواحدة أكثر من سبب نزول؛ لأن القرآن لم ينزل جُملةً واحدةً، وإنما نزل مُنجّما بحسب الوقائع.
التعريف بسورة المجادلة
سورة المُجادلة من السّور المدنيّة، والسّور المدنية هي التي نزلت بعد هجرة النبي-صلى الله عليه وسلّم-، ولو بغير المدينة المنوّرة، وتحتلّ المرتبة الثامنة والخمسين بين سُور القرآن الكريم بعد سورة الحديد وقبل سُورة الحشر، وأما عدد آياتها فهو اثنان وعشرُون آيةً، وقد نزلت بعدسُورة المنافقون، وهي من سُور المُفصّل، وهي أوّل سورةٍ في الجزء الثامن والعشرون، وقد سُمّي هذا الجُزء باسمها، ولها عدّة أسماء كــ(قد سمع، والمُجادلة، والظهار)، وقد ابتدأ ب”قد” وهي حرف توكيد يُفيد تحقُّق الوُقُوع إذا جاء بعده فعل ماضٍ.[1]
شاهد أيضًا: سبب نزول سورة العاديات
سبب نزول سورة المجادلة
تعدّدت الأسباب التي نزلت من أجلها سورة المُجادلة، فقد ورد سببًا لنُزول الآية الأولى مُختلفًا عن سبب نزول الآية الثانية مُختلفًا عن الآية الثامنة، وإليك تفصيل ذلك:[2]
سبب نزول الآية الأولى
ذُكر في سبب نُزول الآية الأولى: أنّ أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها قالت:”تبارك الذي وسِع سمعُه كلَّ شيءٍ إني لَأسمعُ كلامَ خولةَ بنتِ ثعلبةَ ويخفَى عليَّ بعضُه وهي تشتكى زوجَها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهي تقولُ يا رسولَ اللهِ أكل شبابي ونثرتُ له بطني حتى إذا كبرتْ سِنِّي وانقطع له ولدي ظاهَر مِنِّى اللهمَّ إني أشكو إليك قالت عائشةُ فما برِحتْ حتى نزل جبريلُ عليه السلامُ بهؤلاء الآياتِ”.
سبب نزول الآية الثانية
وورد في سبب نُزُول الآية الثانية، وهي آية الظّهار، وقد ورد ذلك عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-: إنّ تلك الآية نزلت في أوس بن الصّامت، وذلك أنه ظاهر امرأته خولة بنت ثعلبة، فذهبت زوجته إلأى رسول الله-صلى الله عليه وسلّم-، واشتكت إليه من فعل زوجها، فأنزل الله-تعالى- هذه الآية؛ فأمره أن يعتق لله رقبة؛ فلم يستطع ذلك؛ لعدم قُدرته الماليّة على ذلك، ثُمّ أمره أن يصوم ستّين يومًا مًتتابعين، فلم يفعل ذلك؛ لعدم قُدرته على الصّوم، فأمره بعد ذلك أن يُطعم ستّين مسكينًا؛ فطلب من رسول الله أن يُعينه على ذلك؛ فأعطاه رسول الله خمسة عشر صاعًا؛ حتّى يُطعم بهم السّتّين مسكينًا.
سبب نزول الآية الثّامنة
ورد في سبب نزول هذه الآية أن اللمنافقين واليهود كانوا يتناجون في ما بينهم، ويتغامزُون على المؤمنين، وحينما يراهم المؤمنون يظنُّون أن شيئًا قد وقع بأصحابهم من الذي يُجاهدون في السّرايا، واشتكوا ذلك لرسول الله؛ فأمرهم النبيّ أن لا يفعلون ذلك، ولكنّهم لم يرجعوا عن فعلتهم تلك؛ فأنزل الله على رسول هذه الآية.
سبب نزول “وإذا جاءوك حيّوك”
ذُكر في سبب نزُول قول الله -تعالى-:”وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ..” أن رجُلًا من اليهود مرّ على النبي-صلى الله عليه وسلّم-، وقال له: السّام عليكم، فردّ عليه الصّ؛ابة، فقال لهم النبي:” (أتَدْرون ما قال؟ قالوا: نَعَمْ، قال: السَّامُ عليكم، قال: رُدُّوا علَيَّ الرَّجُلَ، فرَدُّوه، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: قلتَ: كذا وكذا؟ قال: نَعَمْ، فقال رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذا سَلَّمَ عليكم أحَدٌ مِن أهلِ الكِتابِ فقولوا: عليكَ”.
شاهد أيضًا: ماسبب نزول سورة الملك
سبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم
وردت لسورة المُجادلة ثلاث أسماء، وكلّ اسم من هذه الأسماء له سببٌ معيّن، فسبب تسميتها بـ”قد سمع” أن هاتين الكلمتين هما أوّل كلمتيْن في السّورة، كما أن الجُزء سُمّي باسم هاتين الكلمتين، والاسم الثاني: سورة الظّهار، وذلك لأن ورد فيها حدّ الظّهار، والظّهار هو: أن يقول الرّجل لامرأته أنتِ عليّ كظهر أُمّي، والاسم الثالث هو: سورة المُجادلة؛ لذكر فيها المرأة التي اشتكت لرسول الله زوجها.
ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على سبب نزول سورة المجادلة ، وهل لكُلّ سورةٍ من سُور القرآن سببٌ للنُّزُول أم أن أسباب النّزول قد تتعدّد للسورة الواحدة، وما هو السبب في نُزول الآية الأولى من السّورة، وما الحدث الذي تسبّب في نزول الآية الثانية والثّامنة.