فضل صيام الخميس وما هو فضل صوم التطوع وفوائده

فضل صيام الخميس

فضل صيام الخميس من الصّيام الذي به يتضاعف الحسنات، ويُكفّر الله-عزّ وجلّ- به السيّئات، ويتقرّب به العبد من ربه، فكُلّ العبادات التي يُؤدّيها المُسلم تكون له إلا الصّوم فإنه لله، وهو الذي يجزي به، وهو من العبادات التي تدُلّ على صدق العبد، وإخلاصه في قُربه من ربّه، وفيما يلي سنتعرّف على تعريف الصوم وفضل صيام يوم الخميس.

تعريف الصوم

عرّف عُلماء اللغة العربيّ الصوم بأنه الإمساك، وعُرّف في اصطلاح الفُقهاء بأنه: إمساكٌ عن المُفطرات من طُلُوع الفجر إلى غُرُوب الشّمس، أو الإمساك عن شهوتي الفرج والبطن، وهو الرُّكن الرّابع من أركان الإسلام الخمسة بعد إيتاء الزّكاة، وقبل حجّ البيت، ويجب الصّوم على البالغ العاقل المُستطيع.

فلا يجب على المجنون الصيام؛ لأنه غير كاملٍ للأهليّة، ولا على الصبيّ؛ لأنه لم يبلُغ سنّ التّكليف، ولكن يجب على وليّ أمره أن يُربّيَه على الصوم؛ حتى يتدرّب عليه، ولا على غير المُستطيع؛ لأنه له صام لحدثت له أضرارٌ نتيجة صيامه، وعليه القضاء للأيام التي لم يستطعْ صيامها إن كان قادرًا عليها، وإن لم يكُن قادرًا على الصّوم؛ فليُخرج كفّارة ما أفطره.[1]

شاهد أيضًا: الحكمة من مشروعية الصوم

فضل صيام الخميس

يكمُن فصل ضيام يوم الخميس في أن الأعمال تُرفع إلى الله-تعالى- يومي الاثنين والخميس، ولعلّ من أفضل العبادات التي يسعد المرء في رفعها؛ حتى يحظى بالثّواب الجزيل من ربّه هو الصّوم، فقد ورد عن أبي هُريرة-رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال:” تُعْرَضُ الأعْمالُ في كُلِّ يَومِ خَمِيسٍ واثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في ذلكَ اليَومِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا امْرَءًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا”.[2]

كما أن المُسلمين جميعَهم مأمورون باتّباع هدْي النبي-صلى الله عليه وسلّم-، واقتفاء أثره، ومعرفة ما كان يقوله ويفعله، ولقد ثبت أن النبي كان يُصوم يومي الاثنين والخميس، فقد ورد عن أُسامة بن زيد-رضي الله عنه- قال:”يا رسولَ اللَّهِ! إنَّكَ تَصومُ حتَّى لا تَكادَ تُفطرُ، وتُفطرُ حتَّى لا تَكادَ أن تَصومَ! إلَّا يَومَينِ إن دَخلا في صيامِكَ وإلَّا صُمتَهُما، قالَ: أيُّ يومينِ؟ قُلتُ: يومَ الاثنينِ ويومَ الخَميسِ، قالَ: ذانِكَ يومانِ تُعرَضُ فيهما الأَعمالُ على ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُعرَضَ عمَلي وأَنا صائمٌ”.[3]

صيام التطوع

إنّ النوافل من العبادات التي يُجبر بها ما وقع للمرء من تقصيرٍ في الفرائض، فصلاة النّافة تجبُر ما وقع من نقص في صلاة الفريضة، وصوم التطوع تجبُر ما وقع في صيام الفريضة، فقد ورد عن تميم الدّاري-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-:”أولُ ما يحاسبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ صلاتُهُ، فإنْ كانَ أتمَّها، كُتبتْ لهُ تامةٌ، وإنْ لم يكنْ أتمَّها، قالَ اللهُ لملائكتِهِ: انظروا هلْ تجدونَ لعبدِي منْ تطوعٍ فتكملونَ بها فريضَتَهُ؟ ثمَّ الزكاةَ كذلكَ، ثمَّ تؤخذُ الأعمالُ على حسبِ ذلكَ”، وما ينطبق على صلاة النّوافل ينطبق أيضًا على صوم النّوافل.[4]

شاهد أيضًا: فضل صيام الاثنين والخميس

فصل صيام التطوع

إن من أعظم العبادات التي بها يتقرّب العبد من ربّه هي “النّوافل”، ولصيام التطوُّع فضال كثيرة، ولعلّ من أبرز تلك الفضائل:[5]

  • يستُر الله -عزّ وجلّ- من يُداوم على صوم التطوّع، ويقيه من النار ومن عذاب النّار، والدليل على ذلك قول المُصطفى:”الصيام جُنَّةٌ، وحِصنٌ حصينٌ من النار”، وفي التعبير بـ”حصن حصن” خير دليلٍ على مدى أهميّة هذا الصّوم.
  • يعمل على تهذيب النّفوس، ويحِدّ من الوُقوع في الشّهوات، فهو يرقى بالنّفس البشريّة إلى أعلى الدّرجات، وفي ذلك يقول المُصطفى:”يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ”.
  • الاقتداء بهدي النبي، فلقد كان يحُثّ أصحابه على الصّوم، ويُبيّن لهم أنه عمل خيرٍ لا مثيل له، وفي ذلك يقول ورد عن أحد الصّحابة قوله:”(قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مُرني بأمرٍ ينفعُني اللَّهُ بِهِ قالَ عليْكَ بالصِّيامِ، فإنَّهُ لا مثلَ لَه”.
  • دخول الجنّة من بابٍ يُسمّى باب الريّان، وهو الباب الذي أعدّه الله -تعالى- لدُخُول الصّائمين منه.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرّف على فضل صيام الخميس ، وما هي الفضائل التي يحظى بها العبدُ إذا ما داوم على هذه النّوافل، وفضل صيام التطوّع، وما يفعله من جبرٍ في الفرائض، وما هو تعريف الصوم في اللغة وفي اصطلاح الفقهاء، وعلى ما يجب الصوم.

المراجع

  1. ^ dorar.net , تعريف الصوم , 2/2/2021
  2. ^ binbaz.org , صيام التطوع , 2/2/2021
  3. ^ binbaz.org , صيام التطوع , 2/2/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *