لا يجوز لمن اراد الحج او العمره وتجاوز الميقات بدون احرام

لا يجوز لمن اراد الحج او العمره وتجاوز الميقات بدون احرام

لا يجوز لمن اراد الحج او العمره وتجاوز الميقات بدون احرام ؟، وهو أحد الأسئلة المهمّة التي يجب أن يعرف إجابتها كل من يريد الحج أو العمرة، ففريضة الحج من أركان الإسلام الأساسية، خصها سبحانه بزمان معين ومكان محدد، فجعل زمانها أشهر الحج، وهناك مواقيت زمانية ومكانية على الحاجّ أو المعتمر أن يعرفوها بدّقة، وما حكم تجاوز تلك المواقيت المكانيّة أو الزمانية دون إحرام، فهذا ما سنعرفه في هذا المقال.

الإحرام

قبل أن نعرف الإجابة عن السؤال لا يجوز لمن اراد الحج او العمره وتجاوز الميقات بدون احرام، سنعرف ما هو الإحرام والإحرام في اللغة من الفعل حَرُم، والحرام هو ما يناقض الحلال، ويقال أحرم الرجل إحرامًا إذا أراد العمرة أو الحج، فبذأ بشروطهما وأسبابهما من خلع اللبس المخيط، والابتعاد عن كلّ ما منعه الله تعالى عنه في هذا الموضع كزواج أو طيب أو صيد وغيره، وهناك اختلاف بين تعريف الإحرام عند الأئمة، وهو كما يأتي:[1]

  • عند الحنفيّة: هو الدخول في حرمات مخصوصة بمعنى التزامها، غير أنّه لا يتحقق شرعًا إلا بالنية والذكر.
  • عند الشافعيّة: هو نية الدخول في حجّ أو عمرةٍ ، وسمي إحرامًا لأنه يمنع من المحرّمات.
  • عند المالكية: هو صفة حكميّة، توجب لموصوفها حرمة مقدمات الوطء مطلقًا، وإلقاء التفث والطيب، ولبس الرجال المخيط، والصيد بدون ضرورة لا يبطل بما تمنعه.

لا يجوز لمن اراد الحج او العمره وتجاوز الميقات بدون احرام

هناك مواقيت زمانيّة ومكانيّة يُحرم الحاج والمعتمر عند بلوغها، ولا يجوز لمن اراد الحج او العمره وتجاوز الميقات بدون احرام، فإن تجاوز الحاجّ الميقات لزمه أن يرجع إليه وأن يحرم منه، فإن ترك ذلك وأحرم من مكان دونه أو أقرب منه إلى مكة فعليه دم ؛ أي ذبح شيء من البهائم، وعند الكثير نمن أهل العلم فالذبح يكون في مكة المكرّمة، ويوزع على الفقراء، وذلك لأنّ الحاج ترك واجبًا من واجبات الحج.[2]

المواقيت الزمانية والمكانية

بعد معرفة أنّه لا يجوز لمن اراد الحج او العمره وتجاوز الميقات بدون احرام، فسنعرف ما هي المواقيت الزمانية والمكانيّة التي يجب أن يحرم الحاج أو المعتمر من عندها، وقد أوضح الرسول صلّى الله عليه وسلّم تلك الأماكن بشكل مفصّل ومحدد، فجعل لكل جهة من الجهات ميقاتًا للإحرام، وهي كما يأتي:[3]

  • ميقات أهل المدينة المنورة: هو ميقات “ذي الحليفة”، والمدينة المنورة كما هو معروف تقع في جهة الشمال للبيت الحرام، وهو أبعد المواقيت عن مكة المكرّمة، إذ يبعد عنها أربعمئة كيلو مترٍ تقريبًا؛ وهو معروف اليوم بأبيار علي.
  • ميقات أهل المغرب ومصر و السودان: وهو ميقات أهل أفريقيا عامّة، وهو “الجحفة”، ولما خربت الجحفة وصارت مكانًا غير مناسب للحجاج، اتخذ الناس بدلًا عنها “ميقات رابغ”، ومنه يُحرم الحجيج اليوم، وهو أبعد من الجحفة قليلاً عن مكة، ويبعد عنها مسافة ثلاثة وثمانين ومئة كيلو متر تقريبًا.
  • ميقات أهل الجنوب: وكلّ من كان قادمًا من جهتهم فهو “يلملم”، المكان معروف ويسمى اليوم “السعدية” ويبعد عن مكة مسافة مئة وعشرين كيلو متر تقريبًا.
  • ميقات أهل المشرق: وهو ميقات “ذات عرق”، هو لأهل العراق وإيران ومن كان في جهتهم، ويبعد عن مكة شرقًا مسافة قدرها مائة كيلو متر تقريبًا، وقد هُجر هذا الميقات فأصبح الميقات لأهل المشرق اليوم “الضَّريبة” وهو واد عظيم، يبعد عن ذات عرق عشرين كيلو مترًا، وعن مكة عشرين ومائة كيلو متر، منه يحرم الناس.
  • ميقات أهل نجد: وقد جعل النبي صلّى الله عليه وسلّم لأهل نجد ميقاتًا خاصًا بهم هو “قرن المنازل”، ويبعد عن مكة خمسة وسبعين كيلو مترًا، ويعرف اليوم بـ”السيل” وهو قريب من مدينة الطائف.

وهكذا نكون قد عرفنا أنّه لا يجوز لمن اراد الحج او العمره وتجاوز الميقات بدون احرام، ويكون الإحرام من مواقيت معينة بحسب البلد التي ينتمي إليها الحاجّ أو المعتمر، وهي ما ذكرناه آنفًا بالتفصيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *