ما الاثار المترتبة على منع الاغنياء للزكاة على الفرد والمجتمع

ما الاثار المترتبة على منع الاغنياء للزكاة

ما الاثار المترتبة على منع الاغنياء للزكاة ؟، يعتبر سؤال هام، ولا بد من الإجابة عنه للحد من من هذه الآثار، فالحكمة من تشريع الزكاة هي مواساة الأغنياء لإخوانهم الفقراء، ولو قام الأغنياء بهذه الفريضة حق القيام، وصرفوا زكاتهم في مصارفها الشرعية، لحصل للفقراء والمساكين ما يكفيهم، ولا يحتاجون معه إلى غيره. حيث أن الأموال ما هي إلا وديعة في أيدي الأغنياء، وفتنة وامتحان لهم من الله، لينظر أيشكرون أم يكفرون، ومن شكر الله على هذه النعمة أداء زكاتها، والصدقة على الفقراء والمساكين. [1]

ما الاثار والفوائد المترتبة على اداء الزكاة

للزكاة فوائد متعددة تعود على الفرد والمجتمع ونذكرها هنا:

فوائد أداء الزكاة للفرد

من فوائد الزكاة أنها تطهر المال وتنميه وتزيده. وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، وادفعوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع). فإنها تنمي المال وتطهره، كما أنها تطهر صاحب المال من الشحّ تطهر قلبه، وتطهر جسمه من الحرام. والله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز يقول: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9].

فوائد أداء الزكاة للمجتمع

ومن فوائد الزكاة التأليف بين الناس، ليذهب ما في نفوس الفقراء من الحقد علي الأغنياء. أما إذا منعهم الأغنياء لما قد يصيب نفوسهم إذا منعهم الأغنياء من الزكاة التي فرضها الله لهم. كما أن الزكاة تطهر المجتمعات من الفساد. وفي الزكاة جلب للخيرات من السماء، فقد ورد في الحديث: ((ما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء)) . فإذا أدى الناس زكاة أموالهم انزل الله لهم البركة من السماء والأرض. وتحصل البركة في نزول المطر، ونبات الأرض، وشبع المواشي، وشرب الناس من هذا الماء الذي ينزل من السماء، وغير ذلك. بالاضافة إلى إعانة المجاهدين في سبيل الله، لأن من أصناف الزكاة الجهاد في سبيل الله. وفي الزكاة تحرير من الرق، فان الإنسان يجوز له أن يشتري عبدا مملوكا من الزكاة، ومن فوائد الزكاة أيضًا فك الذمم من الديون.[2]

ما الاثار المترتبة على منع الاغنياء للزكاة

لمنع الزكاة عن مستحقيها العديد من الاثار على مانعها بشكل خاص، وعلى المجتمع بشكل عام. ونذكرها فيما يلي:

الاثار المترتبة على منع الاغنياء للزكاة العائدة على الفرد

فإنه مانع الزكاة متوعد بالعذاب الأليم على منعها. قال تعالى: “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.” {التوبة: 34}. كما يُحرم بركة الرزق، وتؤخذ منه قهرا، ويعاقب بأنواع من العقوبات الدنيوية والأخروية.

الاثار المترتبة على منع الاغنياء للزكاة العائدة على المجتمع

ومنها أن الناس يمنعون بسبب منع بعضهم الزكاة من إنزال المطر، كما يسبب انتشار الجوع. حيث أن المجتمع إذا لم يتوازن فيه الاقتصاد حسب ما يريده الله عز وجل، وهو عندما يستغني الفقراء ويعيشون آمنين من الفقر، سينتشر النهب، والسرقة، والفوضى؛ حيث تباع الأعراض، ويتسلط الفقراء على الأغنياء.

كما يؤدي منع الزكاة سبب إلى سخط الفقراء على الأغنياء واتساع دائرة الكراهة، والشحناء بين المسلمين. حتى أن منع الزكاة تؤدي إلى انتشار الطبقية، والجريمة، ويقل المعروف بين الناس، ويترتب على ذلك كل مشاكل الفقر والفاقة.[3]

مصارف الزكاة الشرعية

يجبُ صرفُ الزكاةِ إلى ثمانيةِ أصناف لكلِّ صنف ثمُن الزكاةِ، وهذه الأصناف هي:

  • الفقير: وهو من لا يقدر على ما يقعُ موقعاً من كفايته، وعجز عن كسب يليق به، أوْ شغله الكسب عن الاشتغال بعلم شرعيّ.
  • المسكين: وهو من وجد ما يقع موقعًا من كفايته ولا يكفيه، مثل أن يريد خمسة فيجد ثلاثة، أو أربعة، ويأتي فيه ما قيل في الفقير.
  • العاملون: وهم الذين يبعثهم الإمام كما تقدم، فمنهم الساعي والكاتب والحاشر والقاسم، فيجعل للعامل الثمن، فإن كان الثمن أكثر من أجرته ردَّ الفاضل على الباقين، وإن كان أقلّ كمّلهُ من الزكاة، هذا إذا فرّق الإمام، فإن فرّق المالك قسم على سبعة وسقط العامل.
  • المؤلفة قلوبهم: فإن كانوا كفارًا لم يعطوا، وإن كانوا مسلمين أعطوا. والمؤلفة: قوم أشراف يرجى حسن إسلامهم، أو إسلام نظرائهم.
  • الرقاب: وهم المكاتبون، فيعطون ما يؤدون إن لم يكن معهم ما يؤدون.
  • الغارمون: فإن غرم لإصلاح بأن استدان دينًا لتسكين فتنة دم أو مال، دفع إليه مع الغنى، وإن استدان لنفقته ونفقة عياله دفع إليه مع الفقر دون الغنى، وإن استدان وصرفه في معصية وتاب دفع إليه في الأصح.
  • في سبيل الله تعالى: وهم الغزاة الذين لا حق لهم في الديوان، فيعطون مع الغنى ما يكفيهم لغزوهم من سلاح وفرس وكسوة ونفقة.
  • ابن السبيل: وهو المسافر المجتاز بنا، أو المنشئ للسفر في غير معصية، فيعطى نفقةً ومركوبًا مع الحاجة وإن كان له في بلده مال. [4]

مما سبق عرفنا أهمية الزكاة في تنمية المجتمع وما لها من اثار محمودة على الفرد نفسه من نماء الرزق وبركته. كما أجبنا عن السؤال (ما الاثار المترتبة على منع الاغنياء للزكاة)، وعرفنا أن منع الزكاة يؤدي إلى تفشي الأحقاد والنهب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *