ما معنى اقامة الصلاة

ما معنى اقامة الصلاة

ما معنى اقامة الصلاة التي نسمعها يوميًا خمس مرات في اليوم في وقت الصلوات المفروضة، فدائمًا ما ينادي الإمام المصلين إلى اقامة الصلاة، فما هي اقامة الصلاة، وما الفرق بينها وبين أداء الصلاة، وكيفيّة أقامة الصلاة، والصيغتان التي وردت فيها الإقامة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

ما معنى اقامة الصلاة

إقامة اصلاة هو: أداء الصلاة بأفعالها، وركوعها، وسجودها، وخشوعها، والتذلل بين يدي الله تعالى، والتفكّر فيما يقرأ المصلي من القرآن والأذكار، في مختلف أركان الصلاة، ثم أداء الصلاة مع الجماعة في المساجد، وترك الدنيا ومصالحها، والإقبال على الله تعالى، ثم المحافظة على الصلوات الخمس المفروضة حين ينادي بهن المنادي، وهذا هو المقصود من إقامة الصلاة.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد جمل الإقامة

الفرق بين أداء الصلاة وإقامة الصلاة

لقد ورد الأمر الإلهي إلى الناس بإقامة الصلاة، ولم يتم استعمال لفظ أدّوا الصلاة، فأداء الصلاة يختلف كثيرًا عن إقامتها، فأداء الصلاة معناه: الإتيان بأركانها كاملة، وأما إقامة الصلاة فهي: الحفاظ على الصلاة بأوقاتها ورعايتها حق الرعاية، فإقامة الصلاة تجمع بين أداء الصلاة والإقامة، بينما أداء الصلاة لا يعني إقامتها، فالإقامة هي المحافظة على السلوك القويم بين الصلوات الخمس، والخشوع، وتدبر القرآن أثناء الصلاة، وأن تنعكس الصلاة على سلوك المسلم وأفعاله وأقواله عن طريق اتباع أوامر الله تعالى والإبتعاد عن نواهيه، وإخلاص النية والعمل والعبادة لله تعالى وحده، فالفرق بين الإقامة والأداء هي المحافظة على الصلاة بجميع أركانها وشروطها، ويمنع إقامة الصلاة المسلم من فعل المنكر أو أي شيء حرام، وأما أداء الصلاة، فقد يؤدي الفرد الصللاة مع الإستمرار في ارتكاب المعاصي والذنوب والفواحش، فصلاته تكون صلاة شكليّة لا ترقى إلى مستوى الإقامة.[2]

شاهد أيضًا: حكم صلاة النافلة بعد اقامة صلاة الفريضة

كيفية إقامة الصلاة

إقامة الصلاة في أن تقدّمها على أي شيء آخر، وأن تكون لحظات الصلاة هي أجمل لحظات السعادة التي تعيشها، وتمر الصلاة بثلاثة مراحل هي: [3]

المرحلة الأولى ما قبل الصلاة

ما قبل الصلاة وفيها نستعد نفسيًا وجسديًا للذهاب إلى الصلاة، وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم لأداء هذه المرحلة بعدة أمور وهي:

  • المسارعة إلى الصلاة والسعي إليها، وترك أيّ عمل آخر مهما كان.
  • ترديد الآذان، وفيه فوائد كبيرة في المحافظة على الصلاة.
  • إسباغ الوضوء.
  • الهدوء والسكينة في الطرثق إلى المسجد لأداء الصلاة.
  • أداء السنن والنوافل وتحية المسجد.

المرحلة الثانية أثناء الصلاة

وفي هذه المرحلة نكون في أعلى درجات الجمال البدني والنفسي، ونركز على الإهتمام بالصلاة، فنحن نقف بين يدي الله تعالى، وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء هذه المرحلة على عدد من الأمور منها:

  • الصلاة في جماعة، فقد وردت الكثر من الأحاديث النبوية الشريفة التي حثتنا على صلاة الجماعة.
  • الإنصات إلى التلاوة في الصلوات الجهريذة.
  • الصلاة كما صلى الرسول صلى الله عليه وسلم، من خلال الإطلاع على سيرته عليه الصلاة والسلام في الصلاة.
  • الصلاة في وقت النشاط، لا في وقت الخمول والكسل.
  • عدم الصلاة في حال مدافعة الأخبثين.
  • الصلاة على وقتها بلا تأخير.

المرحلة الثالثة بعد الإنتهاء من الصلاة

وقد علّمنا الرسول صلى الله عليه وسلم عدد من الأمور التي علينا القيام بها بعد الإنتهاء من صلاتنا وهي:

  • الإستغفار وذكر الله تعالى.
  • صلاة النوافل والسنن.
  • انتظار الصلاة بعد الصلاة.

شاهد أيضًا: هل يجوز إقامة العيد في البيت

الإقامة في المذاهب الأربعة

أحكام الإقامة عند المذاهب الأربعة من الحنفية، والشافعية، والحنابلة، والمالكية هي كما يلي:[4]

مَن يتولى الإقامة

  • يُسن إدراج الإقامة أو الإسراع بها: مع بيان حروفها، فيجمع بين كلمتين منها بصوت، والكلمة الأخيرة بصوت.
  • الأفضل في المذاهب الأربعة أن يتولى الإقامة مَن أذّن، فإن أذّن شخص وأقام الصلاة شخص غيره هذا غير جائز.
  • الحنفيّة: يُكره أن يقيم الصلاة من أذّن إذا تأذى من بذلك، لأن اكتساب أذى المسلم مكروه، ولا يُكره إن كان لا يتأذى به.
  • الحنابلة: يُستحب أن يقيم في موضع أذانه، لأن الإقامة شُرعت للإعلام، فشُرعت في موضعه، ليكون أبلغ في الإعلام، إلا أن يؤذن في مكان بعيد عن المسجد أو في المنارة، هنا يقيم في غير موضعه، لئلا يفوته شيء من الصلاة.
  • الشافعيّة: يُستحب عندهم أن تكون الإقامة في غير موضع الأذان، وبصوت أخفض من صوت الأذان، ولا يقيم حتى يأذن له الإمام، ولا يقيم المصلين للصلاة عند الإقامة حتى يقوم الإمام أو يُقبِل.

تعيين وقت قيام المُؤتمين إلى الصلاة

  • المالكيّة: قالوا بجواز أن يقوم المصلي حال الإقامة أو أولها أو بعدها، فلا يُطلب له تعيين حال، بل بقدر الطاقة للناس، فمنهم الثقيل ومنهم الحفيف.
  • الحنفية: يقوم المأموم عند قول الإمام “حي على الفلاح”، وبعد قيام الإمام، والأفضل أن يكون الإمام هو  المؤذن.
  • الحنابلة: يُستحب أن يقوم المأموم عند قول المؤذن: “قد قامت الصلاة”.
  • الشافعية: قالوا باستحباب أن يقوم المصلي بعد إنتهاء الإقامة، إذا كان الإمام مع المصلين في المسجد، وكان يقدر على القيام بسرعة، بحيث يدرك تكبيرة الإحرام، وإلا قام قبل ذلك بحيث يُدركها، ويُسن لمن كان أهلاً أن يجمع بين الأذان والأقامة والإمامة.

شاهد أيضًا: حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة

صيغ الإقامة

وردت أقامة الصلاة بصيغتان عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمن فعل واحدة منهما فقد أصاب السنة، ويجوز إيتار الإقامة أي: ذكر ألفاظ الإقامة مفردة مرة واحدة ما عدا لفظ الإقامة والتكبير،  غير أن الأفضل في العبادات الواردة على صفات متنوعة أن المسلم لا يلتزم صفة معينة، ويهجر باقي الصفات، بل السنة أن يفعل كل ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فينوّع المسلم بين صيغتي الإقامة الثابتتين عن النبي والصحابة، ومن تمام السنّة أن يفعل هذه الإقامة مرة، وهذه الإقامة مرّة أخرى، لأن هجر ما جاءت به السنّة، وملازمة غيره، قد يؤدي إلى جعل السنّة بدعة، وسغتا الإقامة هما:[5]

  • الصيغة الأولى: وهي إحدى عشرة جملة، وقد اختار هذه الصغة جمهور العلماء، منهم الإمام مالك، والإماما الشافعي، إلا أن الإمام مالك قال: يقول قد قامت الصلاة مرة واحدة.

اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ

أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ

حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ

حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ

قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ ، قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ

اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ

لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ

  • الصيغة الثانية: وتتألف من سبع عشرة كلمة ، واختار هذه الصيغة الإمام أبو حنيفة رحمه الله.

اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ

أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ

حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ

حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ

قَدْ قَامَتْ الصَّلاةُ ، قَدْ قَامَتْ الصَّلاةُ

اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ

لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ

شاهد أيضًا: ماذا تقول بين السجدتين

وفي نهاية مقالنا نكون قد تعرّفنا إلى ما معنى اقامة الصلاة، والفرق بين أداء الصلاة وإقامة الصلاة، كيفية إقامة الصلاة، والإقامة في المذاهب الأربعة، صيغ الإقامة، تأتي الإقامة بصيغتان عن الرسول صلى الله عليه وسلم، غير أن الأفضل في العبادات الواردة على صفات متنوعة أن المسلم لا يلتزم صفة معينة، ويهجر باقي الصفات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *