حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة

حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة

حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة ، من الأحكام المهمة التي سيتم التعرف عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن يوم الجمعة هو يوم عظيم ولا سيما عند صلاة الجمعة حين يلتقي المسلمون وهذا هو الهدف الأسمى من صلاة الجمعة، غير أنها الصلاة التي هي بمثابة إعلاء كلمة الله العليا، لكن هذل هذا يعني أن يقوم المصلين بالحديث أثناء خطبة الجمعة، هذا ما سيتم التعرف عليه فيما يأتي.

خطبة الجمعة وحكمها

الخطبة في اللغة هي ما يقال على المنبر، وهي مشتقة من الخطبة، وفيها مأخوذة من الخطب ، وهو الشيء العظيم، لأنهم كانوا يفعلون به، فهو كلام ومخاطبة، في الحشد معتمدين على السمع والبصر، أما حكم صلاة الجمعة فهو واجب بالنسبة للرجال، وخطبة الجمعة شرط من شروطها ولا يصح بدونه، وعليه تتفق المذاهب الأربعة ويلزم الاعتماد على الأمر وحظر البيع المرغوب فيه في ذلك الوقت، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.

حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة

إن حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة هو : لا يجوز الكلام والإمام يخطب بالناس، لا مع العاطس ولا مع غيره، مما يعني وجوب الاستماع لسماع الخطيب باستثناء الحديث مع الخطيب، فلا حرج في ذلك، إذا أراد أن يسأل الخطيب عن شيء أو ينفي شيئاً أنه أخطأ فعليه أن ينكره، لأنها من نفس خطبته، لكن الناس من بينهم ليسوا كذلك حتى لو عطس وحمد الله فلا تقل: يرحمك، كما لا تقل في الصلاة ، فإن عطس وهو يصلي، فحمد الله ، فيقال: يرحمك، في خطبة تسمع له كمتخلص لا يتكلم ولا يصنع السلام ولا يبدأ بالسلام ولا يتشمت العاطس فمن واجبه الإنصات فقط، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا قلت لصاحبك: (أنصت) يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت”، وقوله أيضًا: “من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفاراً، والذي يقول له: أنصت، ليست له جمعة”.[1]

حكم الإنصات لخطبة الجمعة واجب أو مستحب

وبعد أن تم التعرف على حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة فإنّ حكم الانصات لخطبة الجمعة واجب وجوب عيني على كل شخص وهذا مجمع عليه بين كافة الفقهاء، المالكية، والحنفية، والحنابلة، وقولٌ من أقوال الشّافعية، ودليل ذلك من القرآن الكريم، قوله تعالى: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا” فقد قال الإمام أحمد: (أجمَعُوا أنَّها نزلتْ في الصَّلاةِ والخُطبةِ)، وأمّا الدليل من السّنة النّبوية الشريفة فقد روى أبو هريرة -رضِي الله عنه-أنَّ رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: (إذا قُلتَ لصاحبِكَ يومَ الجُمُعةِ: أنصِتْ والإمامُ يَخطُبُ، فقد لغوتَ)، دلت الأدلة الشرعية على وجوب الإنصات في خطبة الجمعة؛ لأن أثرها وفائدتها تعود على الفرد والمجتمع، فهي تذكير للمسلمين، ووعظ لهم، فالاستماع واجب، وكل كلمة بلاغ لا لزوم لها، وإذا كانت كلمة (استماع) بلاغية، يحرم الكلام البسيط.[2]

شاهد أيضًا: كم ركعة صلاة الجمعة

حكم تشميت العاطس والامام يخطب

إن العلماء اختلفوا في حكم تشميت العاطس أثناء خطبة الجمعة، وفيما يأتي بيان ذلك التفصيل:[3]

  • الحنفية: إن الحديث أثناء خطبة الجمعة مكروهًا وليس محرمًا.
  • الشافعية: لديهم رأيان ففي القديم عندهم الحكم محرم لوجوب الإنصات على المأمومين حال الخطبة، وهذا الحكم وارد في رواية عند أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى.
  • الحنابلة: في الراجح عندهم ذهبوا إلى جواز هذا الأمر ووافق في ذلك المذهب الجديد للشافعي وعند أحمد في رواية أخرى، حيث قال: “إذا سمعت الخطبة فاستمع وأنصت ولا تقرأ ولا تشمت، وإذا لم تسمع الخطبة، فاقرأ وشمت، ورد السلام”، ودليل جواز ذلك كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا عطس أحدكم فحمد الله، فحق على كل مسلم سمعه أن يقول: يرحمك الله” وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس” متفق عليه.
  • الحسن والشعبي والنخعي وقتادة: تشميت العاطس أثناء خطبة الجمعة جائز في الشريعة الإسلامية، ومن الجدير بالذّكر أن الخلاف في المسألة خلاف وقع قديمًا، مما يعني أن المصلي الأفضل له أن يلتزم الإنصات أثناء خبة الجمعة، حتى وإن تطلب ذلك تشميت العاطس.

من فاتته خطبة الجمعة

إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ملتزمًا بخطبة الجمعة وإدراكها، حيث ورد أن الرسول عليه السلام لم يترك خطبة الجمعة ولا في أي حال من الأحوال، وقد قال الرسول عليه السلام: (وصلوا كما رأيتموني أصلي)، ومن الجدير بالذكر أنّ الذي يتقصد عدم عدم المجيء للاستماع إلى خطبتي الجمعة يعتبر آثماً، مع صحة صلاته ولو أدرك ركعةً واحدةً مع الإمام، ومما يدل على مطلق القول ذلك: قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مَن أدرَك ركْعةً مِن الصَّلاةِ مع الإمامِ، فقد أدرَك الصَّلاةَ)، وورد عن بعض العلماء كسفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق بأنّ من وصل لركعة وأدركها من صلاة الجمعة فيقضي ركعة أخرى فقط، إلّا أنّ من أدرك الجلوس فوجب أن يصلّي أربع ركعاتٍ.[4]

شروط وأركان وسنن خطبة الجمعة

قد تعرفنا على حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة ، وفيما يأتي بيان شروط وأركان وسنن خطبة الجمعة:[5]

شروط خطبة الجمعة

وفيما يأتي بيان شروط خطبة الجمعة:

  • يجب دخول وقت صلاة الجمعة، أي لا تقبل الخطبة قبل دخول الوقت.
  • أن لا تقع بعد الصلاة وليس قبلها.
  • وجود النية من قِبل الخطيب والمصلي لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات”.
  • يجب على الخطيب أن يجهر في خطبته وهذا هو قول جمهور الفقهاء.

أركان خطبة الجمعة

وفيما يأتي بيان أركان خطبة الجمعة، فقد اشترط الفقهاء الأركان الأربعة في كل من الخطبتين:

  • أن يحصل به المقصود من الخطبة التي فيها الوعظ والإرشاد.
  • أن تكون ملينة للقلوب، فمن أتى الخطبة ليخطب بالناس فعليه اختيار الأسلوب الحسن واليسير.
  • يجب على المصلي أن يحمد الله تعالى في بداية خطبته.
  • يجب على الخطيب الصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
  • لا بد للخطيب أن يقرأ شيئًا من القرآن الكريم فهيمن مكملات الخطبة ، وهي زينة لها.

شاهد أيضًا: حكم صلاة الجمعة في البيت

سنن خطبة الجمعة

وفيما يأتي بيان سنن الخطبة التي كان يلتزم بها الرسول صلى الله عليه وسلم:

  • الدعاء للأمة الإسلامية بالهداية، والدعاء للمستعمين المتواجدين في خطبة الجمعة.
  • ذكر الله تعالى قبل وأثناء وبعد خطبة الجمعة.
  • أن تكون الخطبة مليئة بالموعظة الحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • مراهاة الناس والعرف وأحوالهم، اقتداءًا بالرسول صلى الله عليه وسلم.

الإشارة أثناء خطبة الجمعة

تبين سابقًا أن حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة  لا يجوز بإجماع العلماء، وأما بالنسبة للإشارة في أثناء خطبة الجمعة فهي جائزة للضرورة القصوى وهي جائزة أيضًا بإجماع فقهاء أهل العلم، ودليل ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه: (أنَّ رجلًا دخَلَ المسجدَ والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخطُبُ يومَ الجُمُعة، فقال: يا رسولَ الله، متى السَّاعةُ؟ فأشارَ الناسُ إليه أنِ اسكُتْ، فسألَه ثلاثَ مرَّاتٍ، كلَّ ذلك يُشيرونَ إليه أنِ اسكُت، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وَيْحَك! ما أعددتَ لها؟!). [6]

شاهد أيضًا: دعاء للأموات يوم الجمعة

إلى هنا نكون قد بينا حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة بالإضافة إلى أركان وسنن وشرط صلاة الجمعة، وحكمها العام للعبد، وحكم الإشارة أثناء خطبة الجمعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *