ما هو الاسم الذي يطلق على الشاعر الذي عاصر الجاهلية والإسلام؟
جدول المحتويات
ما هو الاسم الذي يطلق على الشاعر الذي عاصر الجاهلية والإسلام؟ سؤال من الأسئلة المطروحة، فقد كان للشعر قبل الإسلام مكانة عظيمة، وكان للشعراء شأن عظيم فقد عدَّ العرب الشاعر على أنّه المدافع والمُحامي عن شرف وعرض القبيلة، إلّا أن هذه المظاهر التي تُقدس الشعر وترفع من مكانته بدأت بالتلاشي مع ظهور الإسلام، وفي هذا المقال سنذكر ما الاسم الذي يُطلق على الشاعر الذي عاصر هاتين المرحلتين، ونذكر بعض هؤلاء الشعراء.
ما هو الاسم الذي يطلق على الشاعر الذي عاصر الجاهلية والإسلام؟
يُطلق على الشاعر الذي عاصر الجاهلية والإسلام معًا الشاعر المخضرم، فإنَّ الشاعر الذي أدرك الإسلام وأدرك الجاهلية في حياته وعاش في تلك الفترتين هو شاعر مُخضرم، وعلى ذلك فإنَّ الشاعر المُخضرم شهد مرحلة كان فيها الشعر والشعراء هم أعلى الناس مكانة وأشرفهم، كما شهد بعد ذلك زوال هذه الصفات والهالة التي كان ترافق الشعراء، والتي أصبح فيها الشاعر شخصًا عاديًا كغيره من الناس، وإنَّ كلمة مُخضرم تُطلق على كلّ شخص عاصر عهدين أو شهد مرحلتين مختلفتين من التاريخ، وكذلك يُطلق على الشخص واسع العلم والمعرفة.[1]
شاهد أيضًا: من عجائب اللغة العربية الفصحى في الشعر
معنى كلمة مخضرم
مُخضرم هو اسم المفعول من خَضرم، وهي كلمة تشير إلى عدد من المعاني ومنها:[2]
- التوسط في الأمور، فإنَّ الشخص المخضرم هو من عاصر عهدين، ويشار إلى من عاصر الجاهلية والإسلام إلى أنّه مُخضرم، وكذلك من كان أسودًا وأبوه أبيضًا، والمُخضرم من الطعام هو الذي يتوسط بين الحلو والمر، والمخضرم من الماء هو الماء الذي يكون بين العذب والمالح.
- الكثرة من الشيء، فإنَّ المُخضرم هو واسع العلم والمعرفة، والخضارم من الماء هو الماء الكثير، والشخص الخُضَارِم هو كثير الجود والكرم.
- كما تُشير كلمة مُخضرم إلى الخلط، فخضرّم الشيء أي خلطه، ويُقال خضرم كذا وكذا أي خلط الشيئين.
بعض الشعراء المخضرمين
لا شكَّ في أنَّ الشعراء المُخضرمين هم شعراء عاشوا في اجاهلية وتأثروا بها وبعاداتها وتقاليدها والطبيعة التي كانوا يعيشونها، إلّا أنّه بعد دخول الإسلام بدأت هذه المُعتقدات الشعرية بالتحوّل، والانتقال إلى مرحلة مغايرة ومختلفة تمامًا عمّا عاشوه في الجاهلية، ومن أيرز الشعراء المُخضرمين نذكر:
- الشاعر تميم بن مُقبل.
- الشاعر حسان بن ثابت.
- الشاعر الأسود بن يزيد.
- الشاعر أبو مسلم الخولاني.
- الشاعر سعد بن أياس.
- الشاعر كعب بن زهير.
- الشاعر الحطيئة.
الشعر والإسلام
وقف الإسلام موقفًا معاديًا للشعراء الذين عملوا على ذمّ الإسلام وهجاء الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته الكرام، إلّا أنّه لم يقف موقفًا معاديًا للشعر، فإنَّ الشعر الذي يصف أحوال الناس ومشاعرهم، ويعمل على مدح الإسلام هو شعر مُباح في الإسلام ولا بأس فيه، وقد كرّه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- شعراء المشركين والكافرين وابتعد ونفر منهم، كما إنَّه دعا شعراء المسلمين واستعان بهم ليُدافعوا عن دين الإسلام بشعرهم ويردّوا من قام بهجاء الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وذمّه، وكان من أبرز الشعراء المخضرمين الذين شهدوا الجاهلية والإسلام الشاعر حساب بن ثابت، الذي دخل الإسلام وهو في عمر الستين، وعمل في شعره على مدح الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ودين الإسلام، وردَّ على كل من قام بهجاء الدين والنبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد سُمي حسان بن ثابت شاعر الرسول، لقوله:
قال الله: قد أرسلت عبدا يقول الحق إن نفع البلاء
شهدت به فقوموا صدقوه فقلتم: لا نقوم ولا نشاء
فمن يهجو الرسول منكم ويمدحه وينصره سواء
وعلى ذلك فإنَّ الإسلام لم يُحارب الشعر ورأى فيه بعض أقواله حكمة، كما إنَّ فيه مساندة للدعوة الإسلامية، ولا بأس في استخدام الشعر بما يخدم مصالح الأمة الإسلامية ويساعدها.[3]
شاهد أيضًا: سبب تسمية سورة الشعراء بهذا الاسم
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن ما هو الاسم الذي يطلق على الشاعر الذي عاصر الجاهلية والإسلام؟، كما بيّن معنى كلمة مُخضرم كما وردت في معجم المعاني، وذكر بعض الشعراء المخضرمين، بالإضافة إلى توضيح رأي الإسلام في الشعر والشعراء.