من الحقوق المشتركة بين الزوجين

من الحقوق المشتركة بين الزوجين

من الحقوق المشتركة بين الزوجين، جعل الإسلام الأسرة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي، فإن صلحت صلح معها المجتمع، وما أجل هذا الهدف جعل الإسلام واجبات وحقوق لكل من الزوج والزوجة، والتي إذا التزم بها كل طرف بما عليه من واجبات وما له من حقوق ، قلت الخلافات بينهما وكانت الحياة أفضل، وتمكنت من بناء أسرة قوية سليمة تساعد في بناء المجتمع، وهذه الحقوق قسمها العلماء إلى ثلاثة أقسام الأول منها حقوق مشتركة بين الزوجين، والثاني حق الزوج على زوجته، والأخير هو حق الزوجة على زوجها، وحفظ الأسرار من الحقوق المشتركة بين الزوجين.[1]

حقوق الزوج على زوجته

أغلظ  العقود هو عقد الزواج، وأمر الله عز وجل العباد بالوفاء بالعقود، فمن موجبات الوفاء في عقد الزواج أداء الحقوق بين الزوجين، فالزوجة ملزمة والزوج ملزم به كذلك، وتأتي أهمية هذه الحقوق حسب ما تنسب إليه، ومن أهم هذه الحقوق، حقوق الزوج على زوجته، فحق الزوج على زوجته من أعظم الحقوق، وإن حق الرجل على المرأة أعظم من حقها عليه لقول الله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ويستعرض حقوق الزوج كالآتي:

  • الاستمتاع بالزوجة:                                                                                                                        يجب على الزوجة تسليم نفسها للزوج وتمكينه منها، لأن الزوج يستحق العوض حسب عقد الزواج، وهو الاستمتاع بزوجته، وفوض المرأة المستحق هو صداقها، وجب على المرأة طاعة زوجها حين يطلبها، ما لم يمنعها من ذلك عذر شرعي، أو عذر في نفسها مثل المرض والتعب، وقد رتب الله عز وجل عظيم الثواب على طاعة الزوج بالمعروف، كما رتب الإثم الكبير على مخالفة أوامر الزوج، ما دام يأمر بالمعروف، ووجوب طاعة الزوج مقيدة بالأ تكون الطاعة في معصية، فلا يجوز للزوجة طاعة زوجها في ما يخالف الشرع متل الوطء أثناء الحيض.
  • من حق الزوج على زوجته إلا تأذن بالدخول لمن يكره زوجها دخوله إلى المنزل، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه، أما لو علمت رضا الزوج فلا حرج عليها إذا كان الضيف من محارمها .
  • ومن حق الزوج على الزوجة عدم الخروج من المنزل إلا بإذن زوجها.
  • ومن حقوق الزوج أن تحفظه الزوجة في ماله بنفسها.
  • ومن حق الزوج على الزوجة أن تخدمه في حال قدرتها على ذلك، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم الأعباء والأعمال بين علي وفاطمة، فجعل أعمال الداخل من مسؤولية فاطمة رضي الله عنها ، وأعمال الخارج على علي رضي الله عنه وارضاه، مع أن فاطمة هي سيدة نساء العالمين فإن كان لها خادم وجبت نفقته على الزوج.
  • ومن حقوق الزوج السفر بزوجته والانتقال من بلد لآخر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا يأخذون زوجاتهم في السفر.[2]

اقرأ أيضًا:ما حقوق الزوجة وواجباتها نحو اسرتها

حقوق الزوجة على زوجها

  • من حق الزوجة على زوجها الصداق، فلا يحل للزوج أن يأخذ شيئًا من مهر زوجته إلا من طيب نفسها ورضاها، قال الله تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً).
  • ومن حقوق الزوجة على الزوج أن يطأها  ويقوم بإعفافها، حسب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة يجب على الزوج أن يطأ الزوجة، فلا يجوز له أن يعزلها دون موافقتها.
  • ومن حقوق الزوجة على زوجها البيات عندها، وأدنى درجات السنة في البيات، ليلة لكل أربع ليال لمن كان له ٤ من الزوجات.
  • ومن حقها عليه النفقة.
  • من حقوقها أيضًا على زوجها العدل والقسم إذا كان له أكثر من زوجة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل ويقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك. رواه أبو داود .[2]

اقرأ أيضًا:لماذا امر الرسول الزوجين بالاستحمام معا.

من الحقوق المشتركة بين الزوجين

كلًا من الزوجين له حقوق، وعليه من الواجبات، فيجب على كلاهما أن يقوم بها عليه من واجبات، ويؤدي الحقوق، وهناك من الحقوق ما تختص به الزوجة، وهناك ما يختص به الزوج، ويجب أن يعلم المسلم أن هذه الحقوق أوجبها الشرع فيجب الوفاء بها، كما أن هناك حقوقًا المشتركة بين الزوجين، على كل منهم أن يسعى إلى الالتزام بها وتحقيقها، حتى يسعد في الحياة الدنيا والآخرة، ومن الحقوق المشتركة بين الزوجين ما يأتي:

حفظ الأسرار

تتمثل في ألا يفشي أي منها أسرار الآخر، وبالأخص الأسرار التي تتعلق باللقاء بين الزوجين والمتعلقة بالفراش، لا بنبغي لأي من الزوجين إفشاء أسرار الزوجية ، لأن هذا من الخيانة ويؤدي إلى عدم الوفاق والشقاق وتكون الوحشة مكان الألفة، ولسوء وقبح هذا التصرف حرمه الله تعالى، وذم من يفعله.
أما بالنسبة للأسرار الأخرى فلا ينبغي للزوج إفشاء أسرار زوجته، أو التحدث عن عيوبها الخلقية والخلقية أمام الناس، أو أن يعيب شرابها أو طعامها وغير ذلك من الأمور المحرجة والمعيبة، فلا يحق لأحد إفشاء هذه الأسرار بين الناس حتى وإن كانوا أهل الزوج أو أهل الزوجة، فالزوج مطالب أن يكون سترًا وأمينًا على زوجته، ومطالب بحفظ كرامتها وحيائها.

تبادل الحب بين الزوجين

الحب هو أساس استقرار الحياة الزوجية ونجاحها، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب زوجاته، وكانت عائشة رضي الله عنها أحب زوجاته إليه.

المشاركة الوجدانية في الأحزان والأفراح

إن المشاركة في الفرح تجعله مضاعفًا، والمواساة تكسر حدة المصائب، والمصيبة إذا عمت خفت، والمشاركة الوجدانية  تدل على صدق المحبة، وهي سر من أسرار السعادة الزوجية.

أن يتزين كل من الزوجين للآخر

حق التزين متبادل بين الزوجين، على الزوج أن يتزين لزوجته، وإذا كان الحق أكثر في حق الزوجة ، المرأة تحب من الرجل ما يحب الرجل من المرأة، كالروائح الطيبة العطرة ومن الزينة بالنسبة للرجل،الطيب، والسواك، والاكتحال ولبس الثياب الحسنة ترجيل الشعر وتغيير الشيب بالصفرة أو بالحمرة، فعلى الزوج أن يهتم بمظهره، وطيب ريحه، وحسن ثيابه، ونظافة جسده؛ حتى لا تنفر منه المرأة.

من الحقوق المشتركة بين الزوجين، أن يقيما حدود الله فيما بينهم، وإعطاء كل ذي حق حقه، وإعانة الشريك على مصاعب الحياة، من أجل تحقيق الهدف الأكبر والأسمى وهو بناء أسرة مسلمة متماسكة، تؤدي في النهاية إلى بناء المجتمع الإسلامي ورقع شأنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *