هل يجوز الصلاة بعد الأذان مباشرة وما هو فضل سماع الأذان

هل يجوز الصلاة بعد الأذان مباشرة

هل يجوز الصلاة بعد الأذان مباشرة ؟ الأذان في اللغة هو: الإعلام، أما شرعًا فهو: الإعلام بدخول وقت الصلاة بذكر مخصوص، والإقامة شرعاً هي: الإعلام بالقيام إلى الصلاة بذكر مخصوص ورد به الشارع، وحكمهما أنهما مشروعان في حق الرجال للصلوات الخمس فقط دون غيرها، كما أنهما من فروض الكفايات التي  إن قام بهما من يكفي سقط الإثم عن الباقين؛ فهما من شعائر الإسلام الظاهرة، وتعطيلهما غير جائز. [1]

هل يجوز الصلاة بعد الأذان مباشرة

عندما يدخل الوقت تجوز الصلاة ولو بعد بدئه دقائق قليلة، ويعلم دخول وقت الصلوات كالتالي؛ بزوال الشمس للظهر، ولمصير ظل كل شيء مثله بعد فيء الزوال لدخول العصر، وغروب الشمس للمغرب، وغياب الشفق الأحمر من جهة المغرب  للعشاء، وطلوع الفجر الصادق للفجر، أما تحديد نصف الساعة، وكون الإنسان يتأنى بعد دخول الوقت قليلاً حتى يطمئن ويتوثق من دخوله، وإن كان إمامًا تأخر حتى يجتمع الناس لا يعجل، فهذا أيضًا مشروع مأمور به، حتى لا تفوتهم الصلاة، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتأنى بعد الأذان، ولا يعجل.[2]

والسنة للمؤمن أن يتبع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في التأني في الصلاة وغيرها، والمرأة مثل الرجل لا تعجل حتى تتيقن الوقت؛ فبعض المؤذنين قد يبكر، حيث لا يوجد عندهم الضبط المطلوب، أو قد تكون ساعته أيضاً متقدمة، فالتأخر مدة يسيرة بعد الأذان يكون فيه احتياط للرجل والمرأة، وذلك للرجل الذي يصلي مفردًا مثل المريض، وللإمام حتى يحضر الناس المسجد وحتى يلحقوا الصلاة؛ فالكثير من الناس لا يقوم إلى الصلاة إلا بعد الأذان يقوم يتوضأ ثم يذهب.[2]

فضل سماع الأذان

في الحقيقة الأكثر لايحصل له شرف الأذان، لذلك شرعت له أذكار وأدعية تتعلق بالأذان حتى يحصل على بعض الفضيلة التي فاتته من عدم الأذان، ومنها متابعة المؤذن، فعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قالَ المُؤَذِّنُ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، فقالَ أحَدُكُمْ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، ثُمَّ قالَ: حَيَّ علَى الصَّلاةِ، قالَ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: حَيَّ علَى الفَلاحِ، قالَ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، قالَ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، ثُمَّ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مِن قَلْبِهِ دَخَلَ الجَنَّةَ. [3] كما شرع لنا بدل الحيعلتين قول: “لاحول ولاقوة إلا بالله”، اعترافا منا بعجزنا سائلين الله الإعانة، وأن ما نقوم به من عبادات بفضل إعانة الله، فلايدخل في نفوسنا شيء من العجب. [4]

ما يسن قوله بعد الفراغ من متابعة الأذان

إذا فرغت المتابعة شرع لك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضل صلاة عليه الصلاة الإبراهيمية وهي التي نقولها في تشهد الصلاة، ثم تسأل الله للنبي -صلى الله عليه وسلم- الوسيلة؛ وهي منزلة في الجنة، ونسأله المقام المحمود؛ وهي الشفاعة العظمى يوم القيامة في الفصل بين الخلق. وبعد الفراغ من متابعة الأذان وما سبق ذكره يستحب الدعاء سواء في صلاة نفل أو خارجها، فمن مواطن إجابة الدعاء بين الأذان والإقامة، كما يستحب متابعة أكثر من مؤذن، فإن فرغ المسلم من متابعة المؤذن ثم سمع آخر تابعه لعموم الحديث الوارد في فضل متابعة الإمام. [4]

مسائل حول الأذانين الصبح

إن الفجر له أذانان ولكل واحد من الأذانين حكمة شرع لأجلها، فالأول يكون بالليل قبل دخول وقت الفجر، وهو لا يجب عنده الإمساك للصيام، ولا صلاة فريضة الفجر، والحكمة التي شرع من أجلها الأذان الأول بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:”لَا يَمْنَعَنَّ أحَدَكُمْ – أوْ أحَدًا مِنكُم – أذَانُ بلَالٍ مِن سَحُورِهِ، فإنَّه يُؤَذِّنُ – أوْ يُنَادِي بلَيْلٍ – لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ، ولِيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، وليسَ أنْ يَقُولَ الفَجْرُ – أوِ الصُّبْحُ – وقَالَ بأَصَابِعِهِ ورَفَعَهَا إلى فَوْقُ وطَأْطَأَ إلى أسْفَلُ حتَّى يَقُولَ هَكَذَا وقَالَ زُهَيْرٌ: بسَبَّابَتَيْهِ إحْدَاهُما فَوْقَ الأُخْرَى، ثُمَّ مَدَّهَا عن يَمِينِهِ وشِمَالِهِ”. [5]

ومعناه أنه يرد القائم أي المتهجد إلى راحته حتى يقوم إلى صلاة الصبح نشيطا، أو يكون له الصيام فيتسحر ويوقظ النائم كي يستعد لها بالغسل ونحوه، وبما أن هذا الأذان هو قبل طلوع الفجر الصادق لا تصح الصلاة المفروضة بعده كما لا يلزم الإمساك منه حتى طلوع  الفجر الصادق. وأما الأذان الثاني شرع للإعلام بدخول وقت الفجر، وعنده يجب الإمساك عن المفطرات للصائم، ويدخل وقت أداء فريضة الصبح. [7]

فيما سبق بينّا الإجابة على السؤال ” هل يجوز الصلاة بعد الأذان مباشرة ؟”، وهي أنها جائزة ولو بعد دخول الوقت بدقائق معدودة، كما بينّا فضل سماع الأذان ومتابعته وما يشرع بعده من الأذكار والأدعية.

المراجع

  1. ^ al-eman.com , الأذان، والإقامة , 10/11/2020
  2. ^ binbaz.org.sa , حكم الصلاة بعد الأذان مباشرة , 10/11/2020
  3. ^ صحيح مسلم , عمر بن الخطاب، مسلم، 385، صحيح
  4. ^ alukah.net , الأذان فضائل وأحكام , 10/11/2020
  5. ^ صحيح البخاري , عبدالله بن مسعود، البخاري، 621، صحيح
  6. ^ islamweb.net , مسائل حول الأذانين لصلاة الصبح , 10/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *