هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم

هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم

هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم؟ الأم لها مكان مقدسة، ومنزلة رفيعة لا يصلها أي أحد في هذه الدنيا، فالأم هي المُربية، والمدرّسة، والعاملة فهي تستحق الدعاء لها بكل الخير والسعادة، ولكن يحدث في بعض الأحيان أنتظلم الأم ابنها أو ابنتها، فهل يجوز الدعاء على الأم بقول حسبي الله ونعم الوكيل؟ هذا سوف يكون موضوع مقال موقع محتويات في السطور القادمة.

هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم

قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم هو جائز، ولكن بشرط أن لا يكون ذلك أمام الأم حتى لا تسمعه، وكذلك أن لا يكون بهدف الدعاء على الأم، فقول حسبي الله ونعم الوكيل هو من الأدعية والأذكار التي يُشرع الدعاء بها في كل وقت وحين، وقد وعد الله تعالى لمن قال هذا الذكر أن ينصره ولو بعد حين، فهذا دعاء مشروع يقوله المسلم إذا أصابه الهمّ أو الغم أو الحزن، أو الخوف أو الظلم أو ما شابه ذلك من الأم أو غيرها من الناس يمكن الدعاء بهذا الدعاء والذكر العظيم، ويجب أن يصبر الأولاد على ظلم أهلهم لهم إن كانوا ظالمين، ويعاشروهم بالمعروف ويصبروا على أذاهم ويحتسبوا ذلك عند ربهم مهما بلغوا من ظلمهم لأبنائهم.[1]

شاهد أيضًا: تجربتي مع حسبي الله ونعم الوكيل والدليل عليها من الكتاب والسنة

هل يجوز الدعاء على الأم الظالمة

لا يجوز الدعاء على الأم الظالمة ولا الأب الظالم مهما بلغ من الظلم، ولكن يكتفي الابن بقول حسبي الله ونعم الوكيل بشرط أن لا يقول ذلك بقصد الدعاء على الوالدين، ويمكنه أن يقول للأم الظالمة أو الأب الظالم: الله اهدِ أمي، اللهم اهدِ أمي، الهم أرهم الحق حقًا وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه، وأما الدعاء على الوالدين فلا يجوز أبدًا بأي حالٍ من الأحوال، لأن الله تعالى جعل طاعتهما مقدمة على أي طاعة في الكون بعد طاعته -سبحانه وتعالى- فقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[2]، فليس على الابن أكثر من الدعاء لوالديه بالصلاح والتوفيق والهداية وأن يكفيه الله تعالى شرّهما وهذا لا يكون أمامهًا أفضل.[3]

شاهد أيضًا: معجزات حسبي الله ونعم الوكيل

حكم قسوة الأم على ابنتها

لا يجوز ظلم الأم لابنتها أو لأي أحد من أبنائها أو القسوة عليهم فهو أمر محرّم شرعًا، لأن الدّين الحنيف لم يبح الظلم أبدًا بين العباد، فليس لأحد أن يظلم أحداً، فلا الأم يباح لها أن تظلم بنتها، ولا الأب يباح له ذلك، فظلم الأم لابنتها هو من سوء المعاملة، وكذلك لا يجوز للأب ظلم ابنته بأن يمنعها من الزواج بالشخص المناسب لها، ولو قام الأب بذلك لأصبح اسمه فاسقًا، وفي هذه الحالة تنتقل البنت من ولاية الأب لن يأتي بعده من المحارم إما الأخ الكبير أو العم أو الخال أو غيره مما يلي الأب، كذلك حرّم الله تعالى تفضيل أحد الأبناء على الآخرين، وتقديم له الهدايا والهِبات دون تقديمها لأخوته الآخرين، فهذا كله من باب الظلم، وللأبناء على آبائهم عدد كبير من الحقوق مثل تعليمهم الفروض، تعليمهم آداب الإسلام، والعدل بينهم وغير ذلك من أمور.[4]

شاهد أيضًا: ما هو حكم عيد الام في الاسلام بالتفصيل

ما حكم الأم التي تدعي على أولادها

لا يجوز أن تدعو الأم على أبنائها إلا بكل خير، لأن دعاء الأم على أبنائها مستجاب، لذا يُخشى أن تتم إجابة دعاء الأم التي تدعو على أبنائها بالشرّ حتى وإن كان في حالة الغضب والزعل، لذا على الأم أن تحاول قدر المستطاع أن تتمالك أعصابها، وتجاهد نفسها وتحاول قدر استطاعتها الابتعاد عن الدعاء على الأبناء، فلا بد أن يكون دعاء الأم طيّبًا محببًا فيه كل الخير والبركات، وهذا الأمر لا بد أن يكون فيه صبر وجهاد للنفس، وعلى الرغم من أن الله لطيف حليم بعباده وقد لا يستجيب دعاء الأم على أولادها في حالة الغضب، إلا أنه قد يتوافق الدعاء مع وقت إجابة، لذا على الأم الحرص الشديد والابتعاد عن الدعاء على الأبناء سواءً في حالة الغضب والزعل أو في الأحوال العاديّة؛ لأن دعاء الأم خاصة والوالدين عامة محل استجابة.[7]

شاهد أيضًا: حق الطاعة للوالدين يسقط إذا عارض حق اللَّه تعالى

هل يجوز هجر الأم الظالمة

إذا جاوز ظلم الأم حداً بعيداً لدرجة أنه لا يستطيع الابن أو البنت التعايش معه، فيمكن في هذه الحالة الابتعاد عن الأم وليس هجرها، فيبتعد الابن أو الابنة عن أمه قدر المستطاع، ولكن لا يهجرها أبدًا، يبقى يزورها ويتفقّد أحوالها حتى وإن كانت ظالمة له، فالمسلم عليه أن يجاهد نفسه قدر الإمكان لكي يكون بارًا بوالديه، فكما أن للأبناء حقوقًا على الأم، فإن للأم حقوقًا على الأبناء، ومن أهم حقوق الأم على الأبناء: الطاعة بغير معصية الله تعالى، والرحمة والرأفة بحالها، والإحسان لها قدر المستطاع حتى وإن كانت أمًا ظالمة، فلا يُشترط أن تكون الأم صالحة جيّدة حتى يبرّها أولادها، ولكن برّ الأم واجب في كل وقت وحين، ولا يجوز التقصير بأي حق من حقوق الأم.[8]

شاهد أيضًا: هل تعلم عن بر الوالدين للإذاعة المدرسية

هل قطيعة الأم بسبب المشاكل يُعد من العقوق؟

مقاطعة الأم بسبب بعض المشاكل من العقوق، بل هو من الكبائر التي تدخل صاحبها في النار، وتعريف العقوق بحسب العلماء المسلمين هو: إيذاء أحد الأبوين بتوجيه الكلام الجارح، أو العيش في وجه أحدهما، أو الدعاء على أي منهما بالشرّ، أو شيء من الأشياء العادية التي تعتبر في حق الغير غير مباحة، وإذا وجّهت إلى الأبوين تعد كبيرة من الكبائر، فكما أن صلة الوالدين من أفضل الأعمال التي يقوم بها الأبناء، كذلك قطع الوالدين أو هجرهما من أعظم الكبائر التي نهى الله تعالى عنها.[9]

في نهاية مقالنا تعرفنا على هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم حيث بيّنا حكم ذلك،  وتعرفنا على هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم، وهل يجوز الدعاء على الأم الظالمة، وهل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأب، وغيرها الكثير من الأحكام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *