أمر منهي عنه ومنهي عن النهي عنه

أمر منهي عنه ومنهي عن النهي عنه

أمر منهي عنه ومنهي عن النهي عنه ، لغزٌ يتمُّ البحث عن إجابته كثيرًا، وسيكون هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ هناك جملةً من النواهي التي نهى عنها الشرع الحنيف، وفي هذا المقال سيتمُّ بيان إجابة اللغز المطروح في مقدمة هذا المقال، وسيتمُّ أيضًا بيان حكم خطبة الجمعة وأركانها وسننها.

أمر منهي عنه ومنهي عن النهي عنه

إنَّ الأمر المنهي عنه، والذي نهى الشرع الحنيف المسلم من أن ينهى أخيه المسلم عنه هو الكلام أثناء خطبة الجمعة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَومَ الجُمُعَةِ: أنْصِتْ، والإِمَامُ يَخْطُبُ، فقَدْ لَغَوْتَ”.[1]

شاهد أيضًا: لماذا نهى النبي عن الأكل من وسط الصحن

حكم خطبة الجمعة

اختلف الفقهاء في حكم خطبة الجمعة على قولين، وفي هذه الفقرة من مقال أمر منهي عنه ومنهي عن النهي عنه، وفيما يأتي ذلك:[2]

  • القول الأول: أن خطبة الجمعة شرطٌ من شروط صحة صلاة الجُمعة، وهذا مذهب الأحناف وجمهور المالكية ومذهب الشافعية والحنابلة، ودليلهم في ذلك، ما يأتي:
    • قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}، حيث ذهب بعض المفسرين أن المراد بذكر الله هي الخطبة، ووجه الدلالة من الحديث أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- حرَّم البيع أثناء النداء، وفي ذلك دليلصا على وجوبها؛ إذ أنَّ المباح لا يحرَّم إلا بالواجب.
    • قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}، ووجه الدلالة من ذلك أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- ذمهم على الانفضاض وترك الخطبة، والواجب هو الذي يذم تاركه شرعًا.
  • القول الثاني: أنَّ الخطبة سنة لصلاة الجمعة، وهذا القول مرويٌ عن الإمام مالك، أنَّ الجمعة تصح ممن لم يحضر الخطبة، ولو كانت شرطًا يجب الإتيان به لم يصح إدراك الجمعة إلا بها.

شاهد أيضًا: هل يجوز إفراد الجمعة بالصيام للقضاء وما حكم صيام يوم الجمعة قضاء

أركان خطبة الجمعة

في الفقرة الثالثة من مقال أمر منهي عنه ومنهي عن النهي عنه، سيتمُّ ذكر أركان خطبة الجمعة عند الأئمة الأربعة، وفيما يأتي ذلك:[3]

  • الحنفيّة: ذهب أبو حنيفة إلى أنّ رُكن الخُطبة ينعقدُ بتحميدةٍ أو تهليلةٍ أو تسبيحةٍ، فالمأمور به مُطلق الذّكر، سواء كان قليلً أو كثيرًا، بينما ذهب الصاحبان من الحنفيّة إلى أنَّه لا بُدَّ من ذكرٍ طويل حتى تُسمّى خُطبة.
  • المالكيّة: يرى المالكيّة أن للخُطبةَ رُكنٌ واحِدٌ، وهو أقلّ ما يُسمّى خُطبة في لُغة العرب، ولو كقول: “اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا أَمَرَ، وَانْتَهُوا عَمَّا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ”، ولا تعدُّ التسبيحة والتهليلة خطبة.
  • الشافعيّة: ذهب الشافعيّة إلى أنَّ للخُطبة خمسة أركانٍ، وهيَ:
    • قولُ الحمدُ لله.
    • ثُمّ الصّلاة على النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-، وذكره باسمه أو بصفته.
    • ثُمّ الوصية بالتّقوى
    • ثمَّ الدُّعاء للمؤمنين في الخُطبة الثانية.
    • ثُمّ قراءة آيةٍ مُفهِمَة، ولا يكتفي بقراءة آيةٍ غيرُ مُفهِمَة، وتُسنّ أن تكون في الخُطبة الأولى، ودليلهم فعلُ النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- لذلك.
  • الحنابلة: وعندهم الخُطبة أربعةُ أركان، وهيَ:
    • حمد الله تعالى.
    • ثُمّ الصّلاة على النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- بصيغة الصّلاة.
    • ثُمّ الموعظة؛ وهيَ المقصود من الخطبة.
    • وقراءة آيةٍ كاملة.
    • وزاد بعض الحنابلة رُكنين وهما:
      • الموالاة بين الخُطبتين والصّلاة، فلا يفصل بين الخطبة الأولى أو الثانية أو الصّلاة بفاصل.
      •  الجهر بالخُطبة بحيثُ يُسمع العدد المُعتبر لإقامتها.

شاهد أيضًا: من قال الحمد لله بعد الطعام أو الشراب فقد حصل على

سنن خطبة الجمعة

وفي هذه الفقرة من مقال أمر منهي عنه ومنهي عن النهي عنه، سيتمُّ ذكر سنن صلاة خطبة الجمعة، وفيما يأتي ذلك:[4][5]

  • الترتيب بين الأركان؛ أي البدء بالحمد والثناء على الله، ثُمّ الصلاة على النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، ثُمّ الوصيّة بالتقوى، ثُمّ قراءة الآية، ثُمّ الدُعاء للمؤمنين، والدُعاء في الخُطبة الثانيّة لأئمة المُسلمين بالصلاح.
  • أن تكون الخُطبة على منبرٍ، والصلاة على آل بيت النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وسلام الخطيب على النّاس عند صُعوده، مع الإقبال عليهم بوجهه.
  • أداء الخطيب للخُطبة قائماً، وأن يعتمد بيساره على عصا أو غير ذلك، وأن يستقبل بخَُطبته جهة وَجهِهِ، فلا يلتفت يميناً أو شِمالاً، وأن يُقصّر الخُطبتين، وأن تكون الأولى أطول من الثانية، وأن يرفع صوته بهما حسب طاقته.
  • الطّهارة وستر العورة عند جُمهور الفُقهاء، في حين يرى الشافعيّة اشتراطُ ذلك، وأن يجلس الإمام على المنبر قبل الخُطبة، وأن يؤذّنَ مؤذنٌ واحدٌ لا جماعة بين يدي الخطيب إذا جلس على المنبر، ويُسنّ عند الشافعيّة ختم الخطبة الثانيّة بقوله: “أستغفر الله لي ولكم”، مع رفع الصوت بها، وإنصات الحاضرين للخُطبة، كما يُسنُّ للداخل أن يصلّي تحية المسجد حتى لو كان الإمامُ يخطُب، لكن لا يُطيل فيهما، ويُسنّ كذلك نُزول الإمام إلى المِحراب مع فراغ المؤذن من الإقامة.
  • جُلوس الخطيب حتى فراغ الأذان، وأن يكون جُلوسه على كُرسيٍّ ونحوه.

شاهد أيضًا: صحة إذا وافقت ليلة الجمعة إحدى ليالي الوتر

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه بيان أن الكلام أثناء خطبة الجمعة هي الإجابة  الصحيحة على لغزِ: أمر منهي عنه ومنهي عن النهي عنه، كما تمَّ فيه ذكر حكم خطبة الجمعة وأركانها وسننها.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبي هريرة، 934، حديث صحيح
  2. ^ alukah.net , حكم خطبة الجمعة , 24/5/2021
  3. ^ الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، صص177-179 , https://al-maktaba.org/book/11430/11660#p7 , 24/5/2021
  4. ^ الفقه على المذاهب الأربعة، عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، ص357-359 , https://al-maktaba.org/book/9849/355#p3 , 24/5/2021
  5. ^ الفقه الإسلامي وأدلته، وهبة الزحيلي، ص1311-1319 , https://al-maktaba.org/book/33954/1299#p3 , 24/5/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *