اسباب سجود السهو وحكمه ومحل السجود

اسباب سجود السهو

اسباب سجود السهو يتساءل الكثير من المسلمين عن الأسباب التي يجب فيها سجود السهو في الصلاة فمن رحمة الله بعباده أنه شرع لهم جبر الخلل أو النقص الذين يقومون به في عباداتهم ولا يستطيعون التحقق منه على النحو التام، إما عن طريق الاستغفار أو عن طريق النوافل في العبادات، كما شرع الله جل وعلا جبرًا للنقص الذي يطرأ على المسلم في صلاته من خلال سجود السهو.

اسباب سجود السهو

قد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه عن الأسباب التي يجب فيها سجود السهو وقد أجاب فضيلته بقول أن سجود السهو في الصلاة له ثلاث أسباب وهم كالتالي:-

الزيادة

والزيادة مثل أن يقوم الإنسان بزيادة الركوع أو السجود أو القيام أو القعود.

وفي هذه الحالة إذا زاد الإنسان في الصلاة ركوعًا أو سجودًا أو قعودًا أو قيامًا متعمدًا فقد بطلت صلاته، لأنه بذلك قد أتى بالصلاة بغير الوجه الصحيح الذي أمرنا الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم بها وقد قال الرسول الكريم “من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد، وأما إذا زاد المسلم في صلاته ناسيًا فإن صلاته غير باطلة، ولكنه يسجد سجدة للسهو بعد الانتهاء من السلام ودليل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه حين سلم النبي صلى الله عليه وسلم “حين سلم النبي صلى الله عليه وسلم من الركعتين في إحدى صلاتي العشي، إما الظهر وإما العصر، فلما ذكروه أتى صلى الله عليه وسلم بما بقى من صلاته، ثم سلم، ثم سجد سجدتين بعدما سلم ” رواه البخاري.

النقص

النقص هنا مثل أن ينقص الإنسان ركنًا من أركان الصلاة أو ينقص المسلم واجبًا من الواجبات اللازمة في الصلاة.

أما عن النقص فإذا  قام الإنسان بنقص ركن من أركان الصلاة فإما أن يذكره قبل الوصول لموضعه من الركعة الثانية، وبذلك يلزمه أن يأتي هذا الركن وما بعده، وأما عن الذي لا يذكره إلا في حين الوصول للركعة الثانية وبذلك تكون الركعة الثانية عوضًا عن التي تركها، وفي هاتين الحالتين يقوم بالسجود بعد السلام.

أما عن النقص الواجب إذا نقص الواجب وانتقل المصلي إلى الموضع الذى يليه مثل قول سبحان ربي الأعلى ولم يتذكر إلا بعدما قام من السجود، فبذلك قد قام المصلي بترك واجب من الصلاة سهوا فيمضي الشخص في صلاته ويسجد قبل السلام للسهو، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين ترك التشهد الأول سهوًا مضى في الصلاة وسجد قبل السلام للسهو ولم يرجع.

الشك

وهنا يعني أن يتردد الإنسان مثلًا كم صلى أربع ركعات أم ثلاث ركعات، حيث يتردد المصلي بين النقص والزيادة ومثال على ذلك أن يتردد المصلي هل صلى ركعتين أم ثلاث فلا يخلو في حالتين وهم إما أن يترجح عند المصلي الزيادة أو النقصان ويبني على ما ترجح عند المصلي ويسجد بعد السلام للسهو بناء على ما ترجح عند المصلي، وإما أن لا يترجح عنده الأمرين فيبني المصلي على اليقين وهو الأقل ويفعل عليه ويسجد قبل السلام للسهو.

شاهد أيضًا: طريقة سجود السهو واسبابها ومواضعها بالتفصيل

كيفية سجود السهو

تعددت آراء علماء المسلمين في محل السجود للسهو هل في آخر الصلاة أم بعد الانتهاء منها:

  • عند الشافعية: قد ورد عن الشافعي أن سجود السهو يتم قبل التسليم من الصلاة وبعد الانتهاء من التشهد مهما اختلف سبب سجود السهو، ويجب وجود نية لذلك لكل من المنفرد والإمام على حدا، أما عن الشخص المأموم فلا يحتاج لنية، ويكتفي بنية الإمام والنية هنا يكون محلها القلب.
  • وعند الحنفية: قد ورد عنهم أن السجود للسهو يكون بعد الانتهاء من السلام مباشرة واشترطوا وجود نية له.
  • عند المالكية: قد ورد عنهم أن سجود السهو يكون قبل السلام إن كان السبب النقص ويكون بعد السلام إذ كان السبب الزيادة، وأما عن النية فورد عنهم أن لا حاجة لها إذا كان السجود للسهو قبل السلام حيث يتم الاكتفاء بنية الصلاة على اعتبار أنها جزءًا منها وأما إن كانت بعد الصلاة  فلابد من وجود نية لأنه بذلك يكون قد خرج عن الصلاة.
  • عند الحنابلة: قد ورد عنهم أن سجود السهو يكون قبل التسليم من الصلاة في جميع الحالات إلا في حالتين:-
  1. الحالة الأولى: نقص ركعة أو أكثر من ركعة من الصلاة وعلى المصلي أن يأتي بالركعات الناقصة  ثم يقوم بسجدة السهو.
  2. الحالة الثانية: الشك في القيام بشئ من أعمال الصلاة فهنا يبني المصلي صلاته على ظنه ويكمل الصلاة بناء على ذلك، ثم يقوم بسجدة السهو بعد الانتهاء من السلام كما اشترط الحنابلة التشهد بعد السجود للسهو وقبل التسليم منها إذا كان بعد الصلاة.[1]

محل سجود السهو

هناك خلاف كبير بين أهل العلم والأزهر في أقوالهم أن الزيادة في الصلاة سهوًا يلزم لها السجود بعد السلام والنقص في الصلاة يلزم لها السجود قبل السلام وكانت كالتالي:-

  • في حالة الشك يسجد بعد السلام إذا ترجح عند المصلي أحد الاحتمالين وإذا لم يترجح أحد الاحتمالين فيسجد قبل السلام.
  • وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة أنه يجب جبر السهو بالسجود قبل السلام، كما فعل الرسول حيث قال صلوا، كما رأيتموني أصلي وأنه حين ترك التشهد الأول في الصلاة سجد سهوا قبل السلام.
  • وهناك قول أنه لا يشرع إعادة التشهد بعد سجود السهو سواء كان هذا السجود قبل التسليم أو بعده.
  • سجود السهو يتم تأديه كما يؤدي المصلي سجود الصلاة فيقوم بالسجود على سبعة ويذكر الله عز وجل به بالمعروف ويقول” سبحان ربي الأعلى ” وفي السجدتين يقول “رب اغفر لي رب اغفر لي”.

شاهد أيضًا: عدد السجدات الواجبة في اليوم والليلة هو

 حكم سجود السهو

قد اختلف أهل العلم في حكم سجود السهو لاعتبارات كثيرة منها حالة المصلي سواء كان مأموما أو منفردا أو غيرها من كثير من الاعتبارات:-

  • فالقول الأول عند الحنفية: يقول بوجوب سجود السهو على المصلي فإن تركه فيترتب عليه الإثم ولكن لا يبطل ذلك صلاته استدلالًا على حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب دفليتم عليه ثم ليسلم ثم ليسجد سجدتين، كما استدلوا أيضًا بحديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال ” لكل سهو سجدتان بعدما يسلم”.
  • أما القول الثاني عند المالكية: يقول أن سجود السهو سنة مؤكدة على كل من المنفرد والإمام ولكن لا يسجد المصلي للسهو إذا سها المأموم إلا إذا أنتهى الإمام من الصلاة فبعدها يسجد المصلي المأموم لسهو نفسه.
  • وعن القول الثالث وهو قول الشافعية: فهو يقول بأن سجود السهو سنة فلا يسجد الشخص المأموم خلف الإمام أبدًا لسهو نفسه فإن الإمام يتحمل عنه ذلك ووجب السجود للسهو في حالة واحدة وهي الاقتداء إذ يجب على الشخص المأموم أن يتابع الإمام.
  • أما عن القول الرابع وهو قول الحنابلة: فقد ذهب الحنابلة إلى وجود ثلاث حالات وهم كالآتي:

الحالة الأولى: يجب على المصلي سجود السهو إن سها المصلي وغفل أو إن شك فيه أو سها عن القيام بواجب من الصلاة أو أخطأ وجهل في قراءة الآيات مما يؤدي إلى تغيير معنى الآية بدون علم.

أما الحالة الثانية: يسن سجود السهو في حالة إضافة قولًا مشروعًا في غير الموضع له سهوًا أو عمدًا.

الحالة الثالثة: مباح السجود للسهو لمن قام بترك سنة من السنن للصلاة.[2]

وفي النهاية نكون قد عرفنا اسباب سجود السهو حيث قد شرع الله عز وجل سجود السهو لمن يقع في الخطأ في الصلاة سهوًا أو نسيانًا جبرًا له، فإن سجود السهو يسد الخلل الذي يحدث، ويجبره لينال العبد رضا الله جل وعلا بإتمام الصلاة دون أي تقصير حيث أن الخطأ في الطبيعة البشرية، وقد سها الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاته.

المراجع

  1. ^ islamway.net , أحكام سجود السهو , 24-2-2021
  2. ^ binbaz.org.sa , سجود السهو أحكامه ومواضعه , 24-2-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *