استخدم سليمان عليه السلام في دعوة ملكة سبأ

استخدم سليمان عليه السلام في دعوة ملكة سبأ

ماذا استخدم سليمان عليه السلام في دعوة ملكة سبأ ؟ إن سيدنا سليمان عليه السلام من الأنبياء الذين ذكروا في القرآن الكريم، والله تعالى منح سيدنا سليمان عليه السلام ميزات وصفات ليست موجودة عند غيره من الأنبياء؛ حيث أنه وكان قادرًا على التحكّم بالعديد من المخلوقات مثل الإنس والجن والرياح والنحاس الذي يَلين كان بين يديه، أما بلقيس فهي ملكة سبأ التي هي إقليم اليمن، وقد كانت وقومها يعبدون الشمس من دون الله تعالى، فعلم سيدنا سليمان عليه السلام من طائر الهدهد بقصتها وأراد دعوتها إلى التوحيد. [1]

قصة سليمان عليه السلام مع الهدهد

جاء نبي الله سليمان – عليه السلام – ذات يوم ليُشرِف على رعيته متفقدًا لهم وحريصًا على سير العمل في مملكته، وكانت رعيته من الانس والجان والحيوان لما أعطاه الله من ملكه الإلمام بلغات و ألسنة عديدة. فتفقَّد الطيور، ولم يجد الهدهد من بينها، فغضب غضبًا شديدًا لتركه عمله وغيابه من دون عذر. [2] فلما حضر الهدهد إلى سليمان معتذرًا ليبرر غيابه عن العمل، قال: يا نبي الله: “أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ”. [3]

فكان ردّ سليمان عليه السلام بأن صمت لما قاله الهدهد، يفكر بصدق كلامه وقد شغل باله تلك الأمه التي اتخذت الشمس عباده من دون الله حتى انتهى إلى قرار، فرفع رأسه وأمر بكتابة رسالة سريعة موجَزة، وـوكل بها إلى الهدهد فقال له: “اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ”.[4]

ماذا استخدم سليمان عليه السلام في دعوة ملكة سبأ

ذهب الهدهد ذهب ليسلم الرسالة الى الملكة فعمد بها في وسط  حاشيتها وخدمها مباشره، فأخذت الرسالة وقرأت محتواها عليهم، قال تعالى: “قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ”. [5] ، كان هذا كلامًا واضحًا مختصرا فيه لهجه آمره حاسمه غير قابله للجدل، بالحضور لها مسلمة طائعة مع حاشيتها، أي أن سيدنا سليمان دعاها مع التخويف من الحرب.[2]

فكان أن أستقر الرأي على الأذعان لطلب سليمان عليه السلام  لأن كل همها كان متاعها وثرواتها وأن لا يسلب منها عرشها فلو دعاها سليمان عليه السلام إلى الإسلام دون تخويف بالحرب لما سمعت ولما أطاعت، ويؤكد ذلك أنها اختارت أن تتبين حال نبي الله سليمان بالهدية التي عزمت على إرسالها إليه، قبل أن تذعن له. [6]

رحله بلقيس الى مملكة سليمان عليه السلام 

عندما ذهب الرسل إلى سليمان رفض هديتهم وأعلن رفضه لها، حينذاك قررت الملكة أن تذهب مع كبار قومها إلى سليمان لتصل إلى حل سلمي ودِّي يستقر عليه التفاوض فيما بينهما . وكانت الرحلة بين سبأ واليمن إلى القدس، تستغرق ثلاثة اشهر، وأراد سليمان أن يختبر ذكاء بلقيس بأن يظهر لها فضل الله عليه وملكه، بأن يحضر لها كرسي عرشها من مملكتها إلى مملكته ويجلسها فوقه، فأجاب عفريت من الجن أنه سيحضره في لحظه، فتم ذلك قبل وصول بلقيس، فعند دخولها قصر سليمان عليه السلام سألها سليمان عليه السلام سؤالا ليرى ذكاء بلقيس فكان ان سألها: “هل هذا عرشك؟“.[2]

فالعرش عرشها ، ولكن كيف يجيء العرش من اليمن إلى بلاد الشام وقد تركته هناك في حماية جنودها وشعبها؟ فإن أجابت نعم هذا هو عرشي كانت الإجابة غير صحيحة. لأن عرشها في اليمن وليس في القدس عند سليمان. وإن قالت لا كان ذكاؤها ضعيفًا أو محدودًا لأنها تفكر استنادًا لأفكار في رأسها دون أن تطرح هذه الأفكار للمناقشة مع هذا الواقع الجديد. فأجابت إجابة تنم عن حكمة واسعة  فقالت: (كَأَنَّهُ هُوَ).[2]

اسلام بلقيس ملكة سبأ

أعد سليمان عليه السلام مفاجأة أخرى غير مفاجأة العرش، حيث أعدَّ قصرًا من البلور أقيمت أرضيته فوق الماء وظهر كأنه بحر، فلما قيل لها ادخلي الصرح حسبت أنها ستخوض في الماء، فكشفت عن ساقيها، فلما تمت المفاجأة كشف لها سليمان عن سرها، وحقيقه بنائها وأمام تلك العجائب الإلهية التي سخرت لخدمة سليمان وقفت الملكة في دهشة، ورجعت إلى ربها واعترفت بظلمها لنفسها فيما سلف من عبادة غير الله، معلنة إسلامها مع سليمان لا لسليمان، ولكن “لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”.[1]

لقد اهتدى قلبها وعرف عقلها أن الإسلام لله ليس استسلامًا لأحد من خلقه، ولو كان هو سليمان النبي الملك صاحب المعجزات، أما الإسلام فهو إسلام لله رب العالمين. وهكذا أسدل الستار على قصة مثيرة بين دولتين، وتبعها شعبها فأسلم مثلها، فأكرم بها من امرأة وملكة كانت تحكم شعبها بأسلوب الشورى، وجنبت شعبها ويلات الحرب، وبسياستها الحكيمة وعقلها الرزين، وكذلك ويلات الهلاك في الآخرة إذا ظلوا على كفرهم ولم يسلموا لله رب العالمين مع نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام. [1]

وبهذا نكون قد وصلنا إلى هذا المقال، وقد سلطنا الضوء على قصة سيدنا سليمان مع ملكة سبأ بلقيس، كما وضحنا ماذا استخدم سليمان عليه السلام في دعوة ملكة سبأ للتوحيد والإيمان بالله سبحانه وتعالى.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , بلقيس والهدهد وسليمان , 26/11/2020
  2. ^ alukah.net , قصة إسلام ملكة سبأ , 26/11/2020
  3. ^ سورة النمل , الآية (23، 24)
  4. ^ سورة النمل , الأية (28)
  5. ^ سورة النمل , الأية (29-30)
  6. ^ islamweb.net , توضيحات حول موقف سليمان من ملكة سبأ وقومها , 26/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *