الجمع والقصر للمسافر كم يوم

الجمع والقصر للمسافر كم يوم

الجمع والقصر للمسافر كم يوم ؟ من المسائل الهامة التي يجب على المسلم معرفتها، فقد شرع الله -سبحانه وتعالى- الجمع والقصر تيسيرًا على العباد، فالسفر قطعة من العذاب فهو مظنة المشقة والتعب، وفي هذا المقال سنبين حكم الجمع والقصر، وعدد الأيام التي يجوز للمسافر أن يقصر ويجمع بها، كما سنوضح شروط صحة القصر والجمع للمسافر كما سنبين كيفيتهما.

حكم الجمع والقصر

اتفق العلماء على مشروعية القصر على خلاف بينهم بين الوجوب والاستحباب -رخصة- ، أما الجمع في الصلاة فقد أجمع العلماء على استحباب جمع التقديم بين الظهر والعصر يوم عرفة، وأن جمع  التأخير بين المغرب والعشاء هو السنة في المزدلفة بعد نزول عرفة، وباستثناء هذه المواضع في الجمع للصلاة فقد كان هناك خلاف بين الفقهاء،  على قولين وهما:[1]

  • جواز الجمع في السفر مطقًا: سواء أكان جمع تقديم أم تأخير بين الظهرين أو بين العشاءين وعلى هذا القول  ذهب المالكية والشافعية والحنابلة، ولكنهم اختلفوا في شروطه.
  • منع الجمع في السفر: وهذا قول أبو حنيفة والصاحبان: أبو يوسف، ومحمد بن حسن، وسبب اختلافهم في الحكم الشرعي هو اختلافهم في تصحيح الآثار الواردة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم.

الجمع والقصر للمسافر كم يوم

إن مدة الجمع والقصر للمسافر هي أربعة أيام، وهذا ماذهب إليه جمهور أهل العلم فإذا نوى المسافر أن يقيم أكثر من أربعة أيام فإنه يتم؛ لأن الأصل في حق المقيم أن يتم، والسفر عارض، و إذا كان عازمًا على الإقامة مدة لا يعرف نهايتها هل هي أربعة أيام أو أكثر فإنه يقصر حتى تنتهي حاجته، لأن إقامته غير محدودة، واستدل الجمهور على ذلك بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نزل مكة في حجة الوداع، فإنه نزل بمكة صبيحة رابعة في ذي الحجة ولم يزل يقصر حتى خرج إلى منى في ثامن ذي الحجة، وذهب بعض أهل العلم إلى أن المسافر يقصر ما دام في السفر ولو طالت إقامته حتى يرجع إلى بلاده.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمسافر

شروط الجمع للمسافر وكيفيته

إذا أراد المسافر الجمع بين الصلاة فإنه يجمع بين صلاتي الظهر والعصر معًا وصلاة المغرب والعشاء معًا، أما الفجر فلا تضم إلى شيء، وتصلى وحدها بعد طلوع الفجر وقبل الشمس، وأما من أراد الجمع فيصلي صلاة الظهر مع العصر وقت الظهر، ويسمى “جمع تقديم”، أو يؤخر صلاة الظهر ويصليها مع العصر في وقت العصر، ويسمى “جمع تأخير”، فيخير المسلم بما يشاء، وكذلك إذا أراد الجمع بين صلاة المغرب والعشاء فله أن يصليهما معًا في وقت المغرب أو وقت العشاء، وأما شروط الجمع، فهي كالاتي:[3]

  • أن يتم مسافة السفر وهي حوالي 80 كيلومترًا، وهذا ما ذهب إليه جمهور أهل العلم، وذهب بعض أهل العلم أن مسافة السفر تعتمد على العرف بما يعتبر سفر عند الناس.
  • أن يكون السفر مباح وعلى هذا جمهور أهل العلم، فإذا كان المسافر قد سافر لقطع الطريق أو ارتكاب الفاحشة أو ارتكاب بعض المعاصي الأخرى فلا يجوز له الجمع، ولم يشترط أبو حنيفة -رحمه الله- ذلك.
  • أن لا يبدأ القصر إلا إذا غادر المدينة التي يقيم فيها.
  •  أن يوالي بين الصلاتين في جمع تقديم، فلا يفصل بين الصلاتين بوقت طويل، وهذا رأي جمهور أهل العلم.
  • يجب في حال جمع الصلاة الترتيب، بأن يصلي الظهر أولاً ثم يصلي العصر، ويصلي المغرب أولاً ثم يصلي العشاء، سواء كان جمعه جمع تقديم أو تأخير.

شروط القصر وكيفيته

إن القصر يتم على الصلاة الرباعية فقط وهي صلاة الظهر والعصر والعشاء، فيصليها المسلم ركعتين بدلًا من أربع، وأما صلاة المغرب والفجر فلا يجوز قصرها، وأما شروط القصر فهي كالاتي:[4]

  • أن يتم مسافة السفر وهي حوالي 80 كيلومترًا، وهذا ما ذهب إليه جمهور أهل العلم.
  • نية السفر، فإذا خرج المسافر من بيته دون أن يعلم إلى أين يذهب، فلا يمكنه أن يقصر حتى لو قطع مسافة القصر، لأنه لم يقصد قطع مسافة، وهذا بإجماع الفقهاء.
  • أن يكون السفر مباح وعلى هذا جمهور أهل العلم، فإذا كان المسافر قد سافر لقطع الطريق أو ارتكاب الفاحشة أو ارتكاب بعض المعاصي الأخرى فلا يجوز له القصر.
  • عدم وجود نيّة للإقامة، فإذا نوى المسافر الإقامة فإنّه يمتنع عن القصر.

وبهذا نكون قد أجبنا على سؤال الجمع والقصر للمسافر كم يوم، فللمسافر أن يقصر ويجمع مدة أربع أيام، فإذا علم أنه سيقم أكثر من أربع أيام فلا يجوز له القصر أو الجمع، وإذا لم يعلم مدة اقامته في البلد الذي سافر إليها فيجوز له الجمع والقصر مع الالتزام بشروطهما الصحيحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *