السنن التي تفعل مع الصلوات المفروضة هي

السنن التي تفعل مع الصلوات المفروضة

السنن التي تفعل مع الصلوات المفروضة هي سيتم بيانها في هذا المقال، فمن الجدير بالذكر أن الصلاة في اللغة هي الدعاء، وأما في الاصطلاح الشرعي هي أفعال مخصوصة تؤدّى في أوقات معيّنة، وتنقسم إلى الفروض والسنن والنوافل، وفيما يأتي بيان السنن التي تؤدى مع الفرائض وجدير بالذّكر إلى أنّ السنة هي الأفعال والأقوال التي كان يتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم.

السنن التي تفعل مع الصلوات المفروضة

إن السنن التي تفعل مع الصلوات المفروضة هي السنن الرواتب، وسيتم فيما يأتي بيانها:[1]

السنن المؤكدة

من السنن التي داوم على تنفيذها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يتركها إلا نادرًا حتى لا يفهم بالمثابرة وجوبها، وفيما يأتي بيانها:

سنة الفجر

ورد عن عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَمْ يَكُنْ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مُعَاهَدَةً منه علَى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ)، وورد في فضلها العديد من الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هذه قوله عليه السلام: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا)، ولِما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخَفِّفُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حتَّى إنِّي لَأَقُولُ: هلْ قَرَأَ بأُمِّ الكِتَابِ)، ومن الأدلة أيضًا: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: (من لم يُصَلِّ ركعتيْ الفجرِ فليُصلِّهما بعد ما تطلعُ الشمسُ)، ومن السنن أيضًا: لما ثبت عن أمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا صَلَّى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ)، وفيما يأتي بيان السور التي يمكن للعبد أن يستعين بها في صلاة الفجر بعد صلاة الفاتحة:

  • قراءة سورة الكافرون والإخلاص: ودليل ذلك لما ورد في السنة النبوية الشريفة: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ: {قُلْ يا أَيُّهَا الكَافِرُونَ}، وَ{قُلْ هو اللَّهُ أَحَدٌ}).
  • قوله تعالى من سورة البقرة: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا}،وقوله من سورة آل عمران: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، أو قوله تعالى: {تعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}.

سنة الظهر

هنالك العديد من الأوجه الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخص سنة الظهر، وفيما يأتي بيانها:

  • أربع ركعات: عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ. وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فِيهَا،حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).
  • ست ركعات: ودليل ذلك عندما سُألت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- عن صلاته -صلى الله عليه وسلم- فقال: (سَأَلْتُ عَائِشَةَ عن صَلَاةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، عن تَطَوُّعِهِ؟ فَقالَتْ: كانَ يُصَلِّي في بَيْتي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ فيُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ)، وأيضًا: عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ لا يَدَعُ أرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ).
  • ثمان ركعات: ودليل ذلك من السنة النبوية الشريفة: عن أم حبيبة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من صلَّى أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها حرَّمَه اللَّهُ عزَّ وجلَّ علَى النَّارِ)، وذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (صلاةُ الَّليلِ والنَّهارِ مَثْنَى مَثْنَى).

سنّتا المغرب والعشاء

بالنسبة لسنة المغرب عن عبدالله بن عمر أنه قال:(حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ… ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ)، وأيضًا لما رواه رافع بن خدي -رضي الله عنه-: (أتانا رسول الله صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ في بني عبدِ الأشْهلِ، فصلَّى بنا المغربَ في مسجدنا، ثمَّ قالَ: ارْكعوا هاتينِ الرَّكعتينِ في بيوتِكم)، وأما بالنسبة لسنة العشاء، فدليل ذلك حديث ابن عمر -رضي الله عنه-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ … ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ).

السنن غير المؤكدة

هي السنن التي كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفعلها تارة ويتركها تارة أخرى، لما صحَّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا)، ودليل سنيَّة الركعتان ما ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، ثُمَّ قالَ في الثَّالِثَةِ: لِمَن شاءَ).

شاهد أيضًاالصلاة التي ليس لها سنة راتبة

تعريف سنن الصلوات الخمس وحِكمتها

إن لسنن الصلوات الخمس اسم آخر وهو سنن الرواتب، ويقصد بها السنن المؤكدة التي ترافق صلاة الفريضة، سواء قبلها أو بعدها، وقد ثبت أن عددها اثنتي عشرة، وأما بالنسبة لحكمة مشروعيتها، سيتم بيان الأدلة على ذلك فيما يأتي من السنة النبوية الشريفة:

  • روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عله وسلم- قال: (إن أولَ ما يُحَاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ المكتوبةُ فإن أَتَمَّها وإلا قيل انظُروا هل له من تَطَوُّعٍ فإن كان له تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتِ الفريضةُ من تَطَوُّعِهِ ثم يُفْعَلُ بسائرِ الأعمالِ المفروضةِ مِثْلُ ذلك).
  • ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ).
  • عن ربيعة بن كعب الأسلم -رضي الله عنه- أنه قال: (كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ. قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ).

حكم السنن الرواتب

من ترك السنة الواجبة عوقب، وأما من ترك السنة المستحبة فلا عقاب عليه، لكن فاته الأجر والثواب العظيم، كما فاته قضاء بعض الفروض؛ لأنها تكملة لأجر الفرض يوم القيامة، وإتمام السنة يعتبر سبيلاً للمسلم لعدم ضياع واجباته ومن ترك السنة: يحتمل أنه ترك الواجبات المفروضة عليه، ولم يصر أحد على ترك هذه السنة إلا من هم أقل تدينا.[2]

شاهد أيضًا: عدد السنن الرواتب

فضل السنن الرواتب

وردَ في فضل السنن الرواتب قوله صلى الله عليه وسلم: (سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم َيقول: “ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي لله كل يومٍ ثِنتي عشرةَ ركعةً تطوعًا ، غير فريضةٍ، إلا بني اللهُ له بيتًا في الجنةِ. أو إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنةِ ” . قالت أُمُّ حبيبةَ: فما برِحتُ أُصلِّيهنَّ بعد. وقال عَمرو: ما برِحتُ أُصلِّيهنَّ بعد. وقال النعمانُ، مثلَ ذلك. وفي روايةٍ : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ “ما من عبدٍ مسلمٍ توضأ فأسبغَ الوضوءَ ثم صلَّى لله كلَّ يومٍ ” فذكر بمثله).[3]

كيفية قضاء السنن الرواتب

وفيما يأتي بيان كيفية قضاء السنن الرواتب:[4]

  • قضاء السنة القبلية: صحَّ عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت إن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: (كان إذا لم يُصَلِّ أربعًا قبلَ الظهرِ، صلَّاهُنَّ بعدها).
  • قضاء السنة البعدية: دليل ذلك عندما سألت أم سلمة الرسول صلى الله عليه وسلم فأجابها: (يا بنت أبي أمية، سألت عن الركعتين بعد العصر، فإنه أتاني أناس من بني عبد القيس فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان).

أجبنا في هذا المقال على سؤال: السنن التي تفعل مع الصلوات المفروضة هي وبين أن المقصود بهذه السنن هي الرواتب ولها فضل عظيم كونها وردت عن القدوة الأول وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

المراجع

  1. ^ الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1057، جزء 2. بتصرّف , 13-07-2021
  2. ^ حسين العوايشة (1423 - 1429 ه)، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، عمان - الأردن: المكتبة الإسلامية، صفحة 105. بتصرّف , 13-07-2021
  3. ^ عبد الله الطيار (1433 هـ - 2012 م)، الفقه الميسر (الطبعة الثانية)، الرياض- المملكة العربية السعودية: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 347، جزء 1. بتصرّف , 13-07-2021
  4. ^ عبد الله الطيار (1433 هـ - 2012 م)، الفقه الميسر (الطبعة الثانية)، الرياض- المملكة العربية السعودية: مَدَارُ الوَطن للنَّشر، صفحة 347، جزء 1. بتصرّف , 13-07-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *