اول ما يقضى بين الناس يوم القيامه

اول ما يقضى بين الناس يوم القيامه

اول ما يقضى بين الناس يوم القيامه سؤال من الأسئلة المطروحة والتي يجب على كلّ مسلم معرفة إجابته، فإنَّ الحياة الدنيا هي دار اختبار وابتلاء والآخرة دار الحساب ونيل الجزاء والقضاء، فلكلّ إنسان جزاء ما عمل من خير أو شر مهما كان مقدار هذا العمل وحجمه، وإنَّ حقوق الناس والقضاء فيما بينهم هو أحد الأمور التي يُحاسب عليها الإنسان، وفي هذا المقال سنوضّح أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة، كما سنبيّن الحديث النبوي الشريف الذي أشار إلى ذلك، بالإضافة لذكر بعضًا من حقوق الناس في الإسلام.

اول ما يقضى بين الناس يوم القيامه

اول ما يقضى بين الناس يوم القيامه هو حق الدماء، فقد جعل الله تعالى لحقّ الدماء بين الناس شأنًا عظيمًا، فهو أول أمر يجازي ويقضي فيه بين عباده يوم القيامة، وحقُّ الدماء هو ظلم الناس بعظهم البعض أو الاعتداء على بعضهم البعض والذي يؤدي إلى الدماء، فيشمل ذلك القتل والجروح وكلّ أمر أوقع الدماء بين الناس، وإنَّ من واجب المسلم تحرّي السلامة في الدين والابتعاد عن كلّ ما يمسّ في صحّة عمله، فيبتعد عن الاعتداء على الآخرين أو التطاول على حقوقهم سواء أكان ذلك فيه وقع للدماء أو لم يكن، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: من اول من يقرع باب الجنة يوم القيامة

حديث اول ما يقضى بين الناس يوم القيامه

كما ذكرنا سابقًا فإنَّ أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة  هو الدماء، وقد ورد ذلك في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في قوله: “أوَّلُ ما يُقْضَى بيْنَ النَّاسِ يَومَ القِيامَةِ في الدِّماءِ، وفي رواية أخرى يُحْكَمُ بيْنَ النَّاسِ[2]، وهو أحد الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد يتساءل بعض الناس عن كون الحديث الشريف السابق يتضارب مع قوله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديث آخر: ” إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه[3]، فقد أشار أهل العلم إلى عدم تضارب القول في الحديثين النبويين السابقين، فإنَّ الحديث الأول يُشير إلى أول ما يُقضى بين الناس فيما بينهم أي بين العباد وهو حقّ الدماء، أمَّا الحديث النبوي الشريف الثاني يُشير إلى أول ما يُحاسب الله تعالى عليه عباده من أعمال وعبادة فتكون العلاقة في الحديث الثاني بين العبد وربه، وعلى ذلك فأنَّه لا تضارب في معنى الحديثين السابقين وكلاهما صحيح، والله أعلم.[4]

حقوق الناس في الإسلام

عظَّم الله تعالى حقوق الإنسان، وأمر كلّ مسلم بمراعاة حقوق أخيه المسلم، كما أمر بعدم الاعتداء والظلم على الغير، ووعد كلّ من اعتدى أو تطاول على غيره بالجزاء والحساب يوم القيامة، وقد بيّنا فيما سبق اول ما يقضى بين الناس يوم القيامه، ولعلَّ أبرز الحقوق التي وصّى بها الإسلام والتي يجب على المسلمين مراعاتها:[5]

  • الأمانة: وذلك بأن يؤدي المسلم الأمانة دون زيادة أو نقصان والحفاظ على كل ما ائتمن عليه سواء أكان ذلك مالًا أو سرًّا أو غير ذلك.
  • العدل عند الحكم: وهو الانصاف في حال حكم الإنسان بين شخصين من الناس، فلا يجور على صاحب الحق ويحكم بالعدل، والعدل هو كلّ ما ورد في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة من أحكام وتشريعات، لذا فإنّ حكم الإنسان بالعدل بين الناس يحتاج لمعرفة وعلم ليستطيع أن يُنصف ويعدل.
  • القول الحسن: وتجنّب سوء الكلام وفواحشه، فإنَّ الكلمة الطيبة صدقة، والكلمة السيئة سبيل لنشر البغضاء والحقد بين الناس، كما إنَّ الكلمة السيئة تولد في قلب الإنسان انعدام السكينة والراحة، كما إنَّ سوء الكلام ليس من صفات المؤمن الصادق.
  • عدم الاعتداء: وذلك يشمل الاعتداء بالقتال أو محاربة الأطفال أو النساء أو المجانين أو غيرهم ممّن لا يبغون قتال المسلمين، فإنَّ الاعتداء من الأمور التي يبغضها الله تعالى ولا يُحب فاعلها، فقد حثَّ الإسلام على إقامة الصلح والابتعاد عن الفساد أو نشره.
  • تجنّب النميمة: فإنَّ النميمة من الأمور التي تبعث على نشر الفساد في المجتمع وتفريق صفوف أفراده، وإنَّ الهدف من النميمة هو نشر البغضاء والفتنة بين الناس، وهي من الأمور البغيضة والصفات المذمومة، والتي يجب على كلّ مسلم تجنبها.
  • أداء الدين: وهو إعطاء كلّ ذي حق حقه وذلك بقضاء وسداد ما استلفه منه من المال أو غيره، وقد جعل الإسلام الدين من أعظم الحقوق والتي يجب على المؤمن تأديتها والمُسارعة في ذلك، وبيان حقوق الناس بكتابتها وتدوينها لكي لا يضيع حقّ الناس.
  • مراعاة حق الجار: ويتمثّل ذلك بمعاملته بإحسان، وأداء حقوقه، ومساندته عند الحاجة، وعدم التطاول على حقوقه، بل السعي الدائم لكسب ودّه، والصبر على يصدر منه من أذى أو شر.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وذلك بأن يحثّ المسلم الآخرين على عمل الخير، وينصهم بالابتعاد عن المُنكرات، ولعلَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أبرز الشعائر التي وصّى بها دين الإسلام وأمرنا الله تعالى بها، لما فيه من تقليل لأداء المُنكرات وإكثار للأعمال الصالحة بين المسلمين.

شاهد أيضًا: أساس التفاضل بين الناس عند الله

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذ بيّن اول ما يقضى بين الناس يوم القيامه، كما ذكر الحديث النبوي الشريف الذي يوضّح أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة، بالإضافة لذكر أهم حقوق الناس التي يجب على كلّ مسلم مراعاتها.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , باب المجازاة بالدماء في الآخرة وأنها أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة , 3-5-2021
  2. ^ صحيح مسلم , عبد الله بن مسعود، مسلم، 1678، صحيح.
  3. ^ صحيح الترغيب , أبو هريرة، الألباني، 540، صحيح.
  4. ^ islamweb.net , أول ما يقضى فيه يوم القيامة. , 3-5-2021
  5. ^ islamway.net , حقوق الناس في الشريعة الإسلامية , 3-5-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *