اول مسلم ركب بحر الروم

اول مسلم ركب بحر الروم يعد هذا السؤال من الأسئلة المهمة التي يتم تداولها بين الكثير من الناس في كل مكان وخاصة المهتمين بدراسة التاريخ الإسلامي حيث حقق المسلمين انتصارات هائلة في بحر الروم وتوسعوا فيه وذلك لنشر الدين الإسلامي في جميع أنحاء العالم، وفي هذا المقال سوف نقوم بالتعرف على هذا المسلم فتابعوا معنا.

اول مسلم ركب بحر الروم

أول من ركب بحر الروم هو معاوية بن أبي سفيان حيث كان أول مسلم ركب بحر الروم وكان ذلك بهدف الغزو، فعندما أصبح معاوية أميراً على بلاد الشام أصبح يرغب في محاربة الروم من خلال البحر فانطلق حتى يحقق حلمه وطموحه الذي كان يسعى له حيث أذن له عثمان بن عفان بذلك.

فقام بعد ذلك بحماية المدن الساحلية من غارات الروم ثم قتم بفتح قبرص في عام 28هـ، ثم أعاد فتحها مرة أخرى عام 33هـ كذلك استطاع معاوية ابن أبي سفيان الانتصار على الروم في معركة ذات الصواري كما وأنه غزا صقلية عام 48هـ.

وقام معاوية بن أبي سفيان بعمل خطة ذكية يمكن من خلالها انتقال العرب المسلمين إلى الجزر في بحر الروم وذلك حتى يقوم بحمايتها ويعمل على نشر الإسلام فيها، حيث أنه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وجد معاوية من خلال حروبه المتعددة مع الروم أن قوتهم الحقيقية تكمن في القوة البحرية لديهم.

كما وأنه رأى أن أي حروب تكون من خلال البحر ضد الروم فليس لها أي قيمة لأن الروم سوف تنتصر بها على عكس الحروب من المدن الساحلية لديهم، فعزم على بناء قوة اسلامية من الجيش الإسلامي يمكن استخدامه في محاربة الروم من خلال البحر.

فطلب الأذن من الخليفة عمر بن الخطاب حتى يبدأ في ذلك ولكن عمر رفض، ولكن عند تولى عثمان بن عفان الخلافة بعد عمر بن الخطاب طلب معاوية منه بعمل حرب ضد الروم من ناحية البحر فأذن له وقام بإمداده بقوة بحرية وبُنيت السفن على سواحل بلاد الشام حتى تحميها من غزو الروم.[1]

شاهد أيضًا: من هو أول من بنى السجون في الإسلام

معاوية بن ابي سفيان

معاوية بن أبي سفيان هو صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، وأمّه هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، وُلد معاوية في مكة المكرمة ودخل الإسلام عام 8هـ، كما قيل أنه أسلم قبل أبيه في عام 6هـ لكنه لم يستطيع أن يلحق بالرسول عليه الصلاة والسلام خوفاً من أبيه.

أخفى معاوية إسلامه حتى مجيء عام الفتح، وأصبح بعد إسلامه واحد من كتاب الرسول عليه الصلاة والسلام، وبدأ في خدمة الإسلام مع الذين أسلموا من أسرته، كما أنه قام بتأسيس الدولة الأمويّة في بلاد الشام حيث كان من العرب الأذكياء الحكماء وكان فصيح اللسان ولديه الكثير من الوقار.

كان معاوية بن أبي سفيان صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم وحضر معه معركتي حُنين والطائف وقام بالجهاد معه وإتباع رسالته فأعطاه سيدنا محمد من غنائم غزوة حنين مئة من الإبل وأربعين أوقية.

كما هاجر معاوية مع الرسول إلى المدينة المنورة حيث كان معاوية في المرتبة الثانية من خلال الالتزام بكتابة الوحي الذي كان ينزل على الرسول بعد زيد بن ثابت الأنصاري.

عمل عمر بن الخطاب على تولي معاوية بن أي سفيان دمشق والأردن وكان ذلك في عام 18هـ بعد وفاة يزيد بن أبي سفيان وهو واحد من قادة جيوش فتح بلاد الشام ، ويعد معاوية واحد من أكثر القادة المسلمين من حيث الحظ والكفاءة وخاصة في عهد خلافة عثمان بن عفان.

أصبح معاوية ابن أبي سفيان والي على الصلاة في عهد عثمان بن عفان كما وكان ينوب عن الخليفة فيها حيث كان هذا يدل على عظمة مكانة الوالي في الدولة، كما وأنه أصبح في عهد عثمان والي على الحرب وكذلك الخراج حيث كان يقوم بتعيين الولاة على الأجناد.

كما كانت لديه سلطة قوية وواضحة في كل شيء يقوم به وله حق التصرف في كثير مت الأشياء وأمور البلاد، فعندما حدثت الفتنة وقتل من خلالها عثمان بن عفان تمت مبايعة علي بن أبي طالب على الخلافة لكن معاوية ابن أبي سفيان طالب بالخلافة بدلا من علي وأخذ قضية تهاون علي بن أبي طالب بالقصاص من قاتل عثمان كحجة حتى لا يبايعه.

أصبح هناك مراسلات بين معاوية وعلي بن أبي طالب في أمور الخلافة فأصبح موقف معاوية أكثر قوة وخاصة بعد معركة صفّين وخروج الخوارج فقام أهل الشام بمبايعة معاوية على الخلافة، كما واختلف أهل العراق على خلافة علي لكن مصر كانت هدف معاوية حيث كان يعلم بأنه في حالة استطاع السيطرة على مصر فسوف ينتصر على علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

ثم تمكن معاوية أبن أبي سفيان في عام 38هـ في السيطرة على مصر ثم بعد ذلك السيطرة على الحجاز واليمن، كما في عام 40هـ اتفق كلا من معاوية وعلي رضي الله عنهما في أن تكون العراق لعلي والشام لمعاوية، وهذا يعني أن المسلمين سوف يكون لهما خليفتان في نفس الوقت.

لكن هذا لم يدوم لوقت كبير حيث قتل علي بن أبي طالب ولم يستطع ابنه الحسن رضي الله عنه من بعده على قتال الأمويين وذلك بسبب ضعف قوة أهل العراق، فتنازل الحسن عن الخلافة لصالح معاوية وكان ذلك في عام 41هـ، حيث كانت خلافته بداية عهد إسلامي جديد ملئ بالازدهار والانتصارات الحربية.

كان معاوية يريد التخلص من الروم والقضاء عليهم بأي طريقة ممكنه وهذا ما كان يشغل باله أكثر شيء خلال فترة خلافته حيث كان يرى بأنهم أكثر من يهددون الدولة الاسلامية والتخلص منهم عبارة عن انتصار قوي، وكان لدى الخلفاء الراشدين ثقة كبيرة للغاية في معاوية.

وكان أفضل من له الولاية بعد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان فظل معاوية أمير على بلاد الشام وخليفة للمسلمين لمدة عشرين عام، كذلك قام بحكم العرب والأعاجم وكان حكمه يشمل بلاد الحرمين ومصر والشام والعراق واليمن والمغرب وغيرها.[2]

بحر الروم

بحر الروم هو عبارة عن خليج من البحر المحيط الذي يقع بين الأندلس والبصرة من بلاد طنجة وبين طنجة وجزيرة جبل طارق من أرض الأندلس، حيث يصل عرضه اثني عشر ميل ثم بعد ذلك يبدأ في الاتساع حتى يصل إلى سواحل المغرب حتى أرض مصر.

بعدها يمتد على الأراضي المصرية حتى يصل إلى بلاد الشام ثم بعدها ينعطف حتى يصل إلى بلاد الرّوم ليصل أنطاكية وما حولها ويمتد كذلك على سواحل أثيناس ومنها إلى سواحل رومية حتى يقترب من إفرنجه ومنها إلى أن يصبح بمحاذاة من صقليّة.

ثم يمتد منها إلى طرطوشة من بلاد الأندلس ثمّ ينتشر في بلاد الأندلس حتى يحاذي البصرة ويمتد منها إلى أخر البلاد الإسلامية من جانب الروم وهي شنترين، ومما سبق يمكن تعريفه بأنه بحر الروم والشام ومصر والمغرب والأندلس وإفرنجة وصقلية.

وبحر الروم هو البحر الأبيض المتوسط وله العديد من الأسماء التي لقب بها على مر التاريخ حيث قام الرومان بتسميته ماره نوسترم ومعناها بحرنا وذلك عند تأسيس  الإمبراطوريّة الرومانية على يد أغسطس، كما سماه الأوروبيون باسم المتوسط وذلك لأنه كان يقع بين ثلاث قارات وهذت معناه انه يقع في وسط العالم.[3]

شاهد أيضًا: من هو اول من جمع القرآن بين لوحين ؟

ركب المسلمون بحر الروم في عهد الخليفة؟

ركب المسلمون بحر الروم في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه وذلك بعد رفض الخليفة عمر بن الخطاب عندما طلب منه معاوية بن أبي سفيان، وكان لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه نظرة خاصة به ولذلك رفض طلب سيدنا معاوية بن أبي سفيان.[1]

وفي نهاية المقال وبعد أن قمنا بذكر الاجابة عن سؤال من هو اول مسلم ركب بحر الروم، فيجب على جميع المسلمين أن يعلموا أن الصحابة هم خير الخلق بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وقد سعوا جميعًا إلى نشر الدين الإسلامي في جميع أنحاء العالم بكافة الطرق.