بحث عن الفرزدق

بحث عن الفرزدق

بحث عن الفرزدق الشاعر الأموي، وقد كان الشعر في العهد الأموي انعكاسًا للأحداث التي تجري فيه كما كان في أيّ عصر آخر، وقد برز عدد من الأعلام الذي استطاعوا أن يؤثروا في مجرى القصيدة العربيّة وأن يهبوها من أرواحهم حتّى أصبحت نبراسًا لباقي الآداب العالمية، ويُمثّل الفرزدق أحد فحول الشعر العربيّ في العصر الأمويّ.

مقدمة بحث عن الفرزدق

نبدأ بحثنا عن الشاعر الفرزدق بالتعريف باسمه ونسبه، وهو الفرزدقُ هو همّام بن غالب بن صعصعة المولود في البصرة في السنة العشرين للهجرة، وأمّه هي ليلى بنت حابس، وهي أخت الأقرع بن حابس وكان صحابيًا جليلًا من أشراف العر في العصر الجاهليّ، وكان الفرزدق يُكنّى بأبي مكيّة، وذلك تيمنًا باسم ابنة له، أمّا لقب الفرزدق فقد أطلق عليه هذا اللقب لخشونة في ملامح وجهه، وقد اشتهر الشاعر الفرزدق بأنّه ذو نسب رفيع في قومه فهو من إحدى القبائل البدوية ذات المكانة المرموقة والشأن العظيم، كما عرفت بسطوتها بين القبائل، واشته والد الشاعر الفرزدق بالعزّة والكرم، وينتمي الفرزدق إلى العصر الأموي الذي بدأ بتسلّم معاوية بن أبي سفيان للخلافة وانتهى بمعركة الأمويين مع العباسيين وهي معركة الزاب.[1]

شاهد أيضًا: ما اسم الشاعر الملقب بالفرزدق

بحث عن الفرزدق

سندرج فيما يأتي بحثًا كاملًا عن الفرزدق:

حياة الشاعر الفرزدق

أمضى الشاعر الفرزدق حياته وقد تنقّل بين الولاة والخلفاء، وكان يمدحهم تارةً ويهجوهم تارةً أخرى، كما عُرف عنه ولاؤه وحبّه لآل البيت النبويّ، فكان لا ينفك يمدحهم بشعره ويدافع عنهم ، ولا يخشى في ذلك لومة لائم، وقد مدح زين العابدين عليّ في قصيدة مشهورة وذلك خير دليل على ولائه لأهل البيت، وهذا الحبّ لم يمنع الفرزدق أن يتقرّب للأمويين، فقد مدحهم وطلب ودّهم، ولا سيما في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وم كان من أبنائه، وقد رحل الفرزدق إلى المدينة مرغمًا عندما حكم زياد بن أبيه العراق، وعاد إليها بعد وفاته، وقد تقرّب إلى عبيد اه بن زياد كما مدحه ليحصل على دعمه، وعندما أصبح الحجاج حاكم العراق تقرّب منه الفرزدق ومدحه، وقد عاصر الفرزدق في حياته شعراء كثيرون منهم الأخطل وجرير وكُثيّر وغيرهم.[2]

زواج الفرزدق

كان للفرزدق عدد من القصائد التي تغزّل بها في النساء، وقد تزّوج زيجات عديدة ومن زوجاته حدراء بن زيق بن بسطام بن قيس، وطيبة بنت العجاج المجاشعي، ورهيمة بنت غني بنت درهم النمرية، والنوار بنت مشاجع، وقد طلق منهن الكثير ولكنّ طلاقه من النوار بنت مشاجع أثّر في نفسه تأثيرًا شديدًا وقد كتب في ذلك قصيدةً يعبّر فيها عن ندمه على طلاقها، وكانت زوجته النوار موجودة في جلّ قصائده مع النساء الأخريات، وفيما يأتي معرض لبعض زوجاته:

  • زواج الفرزدق من نوار بنت شجاع: وكانت النوار بنت مجاشع بنت عمّ الفرزدق، وهي من أنجبت له الولد، الذين رثى أربعة منهم في شعره، وهي من ندم ندمًا شديدًا على طلاقها، وقال فيها:

نَدِمتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ               لَمّا غَدَت مِنّي مُطَلَّقَةٌ نَوارُ

وَكانَت جَنَّتي فَخَرَجتُ مِنها         كَآدَمَ حينَ لَجَّ بِها الضِرارُ

  • زواج الفرزدق من حدراء الشيبانية: وقد جاء ذكرها في عدد من أشعاره وهي:

 لَو أَنَّ حَدراءَ تَجزيني كَما زَعَمَت       أَن سَوفَ تَفعَلُ مِن بَذلٍ وَإِكرامِ

لَكُنتُ أَطوَعُ مِن ذي حَلقَةٍ جُعِلَت       في الأَنفِ ذَلَّ بِتَقوادٍ وَتَرسامِ

  • زواج الفرزدق من ظبية بنت مشاجع: وهي من مدحها في شعره فقال:

أُبادِرُ شَوّالاً بِظَبيَةَ إِنَّني                   أَتَتني بِها الأَهواءُ مِن كُلِّ جانِبِ

بِمالِئَةِ الحِجلَينِ لَو أَنَّ مَيِّتًا               وَإِن كانَ في الأَكفانِ تَحتَ النَصائِبِ

  • زواج الفرزدق من اليرابيع بنت الحارث: وعلى الرغم من زواجه من اليربوعية بنت الحارث، وذكرها في شعره إلّا أنّه كان يذكره زوجه نوار عند ذكره لها، فيقول:

أَراها نُجومَ اللَيلِ وَالشَمسُ حَيَّةٌ               زِحامِ بَناتِ الحارِثُ بنِ عُبادِ

نِساءٌ أَبوهُنَّ الأَغَرُّ وَلَم تَكُن                     مِنَ الحُتِّ في أَجبالِها وَهَدادِ

وَلَم يَكُنِ الجَوفُ الغَموضُ مَحَلَّها               وَلا في الهِجارِيِّينَ رَهطِ زِيادِ

  • زواج الفرزدق من رهيمة بنت غنى النمرية: وهي من زوجاته التي طلقها بعد أن نشدت به فقال هاجيًا:

لا تَنكِحَن بَعدي فَتى نَمِرِيَّةً                         مُزَمَّلَةً مِن بَعلِها لِبِعادِ

وَبَيضاءَ زَعراءَ المَفارِقِ شَجنَةً                       مُوَلَّعَةً في خُضرَةٍ وَسَوادِ

لَها بَشَرٌ شَثنٌ كَأَنَّ مَضَمَّهُ                          إِذا عانَقَت بَعلاً مَضَمُّ قَتادِ

  • زواج الفرزدق من الزنجية: وهي زوجته أم ابنته مكيّة التي كان يُكنّى بها، ويقول فيها:

إِن يَكُ خالُها مِن آلِ كِسرى              فَكِسرى كانَ خَيرًا مِن عِقالِ

وَأَعظَمُ غُنيَةً في كُلِّ يَومٍ                 وَأَصدَقُ عِندَ مُختَلِفِ القِتالِ

صفات الفرزدق

في الحديث عن صفات الشاعر الفرزدق فلم يكن الشاعر الفرزدق حسن الوجه والصورة، وعلى الرغم من ذلك كان معجبًا بنفسه معتزًا بها، كما كان شديد العناية بلباسه وهندامه، وقد عرف عنه حرصه على أن يلبس المجوهرات الفاخرة، وكان يخضب لحيته وشعر رأسه، وقد اكتسب أخلاقه من البادية وهي الذكاء والفصاحة وسرعة البديهة والجواب، كما كان كثير الافتخار والزهو بنفسه، وقد عرفت عنه بعض الصفات غير المحببة، وبرغم ذلك فقد كانت له منزلة عالية في ميدان الحياة الأدبية والسياسية والاجتماعية في العصر الأموي، كما كان من أشراف قومه، ويعود بالنسب لقبيلة لها مكانة رفيعة، وكان الفرزدق من فحول الشعراء في عهده، الذين وثقوا الكثير من الأحداث التي مرّ بها العرب في ذلك الحين.

شاهد أيضًا: الشاعر همام بن غالب فطحل

منزلة الفرزدق

للشاعر الفرزدق منزلةً بين الشعراء والأدباء والنقاد، وذلك يعود إلى أسلوبه الجميل في الشعر، وقد كان بارعًا في تغيير الألفاظ وإيراد الغريب منها، وكان متميّزًا بحسن بلاغته التصويرية والشعرية، كما امتاز بعمق فصاحته التي كانت من تأثير نشأته في البادية، وقد أقيمت مقارنات بين جرير والفرزدق وقد كثر الحديث عن الشاعرين، وعمن هو المتفوق منهما على الآخر، وتصب جميع الآراء بأنّ كلا الشاعرين قد تفوق على باقي الشعراء في زمانهما، ونذكر فيما أاتي أبرز الأقوال التي جاءت في الشاعر الفرزدق:

  • قول ابن سلام: سمعت يونس بن حبيب يقول: ما شهدت مجلسًا قط ذُكر فيه جرير والفرزدق وأجمع أهل المجلس على أحدهما، وكان يونس يقدم الفرزدق ويقول: ما كان بالبصرة مولّد مثله.
  • سُئل جرير: كيف شعر الفرزدق؟ فقال: كذب من زعم أنه أشعر من الفرزدق.
  • قول أبو عمرو بن العلاء: كان الفرزدق أشبه من شعراء الجاهلية بزهير وكلاهما من الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين.
  • قيل للأخطل: أيهما أشعر أنت أم الفرزدق؟ فقال: أنا، غير أن الفرزدق قال أبياتًا ما استطعت أن أكافئه عليها.
  • قول ابن هبيرة: ما رأيت أشرف من الفرزدق، هجاني أميرًا ومدحني أسيرًا.

الفرزدق شاعرًا

يعدّ الفرزدق أحد فحول الشعر الثلاثة في العصر الأمور، والآخران من الشعراء هما الأخطل وجرير، وقد قيل عن هؤلاء الشعراء الثلاثة المثلث الأموي، وقد اختلف الناس في أفضلية كلّ واح منهما على الآخر، وقد نظم الفرزدق شعرًا في مختلف أغراض الشعر المعروفة، فقال قصائد في الغزل والفخر والهجاء والمديح والرثاء، وكلن الفخر هو أكثر ما ناسب طبعه من الأغراض الشعرية، وقد تميّز شعره بقوّة الألفاظ وجزالتها وبرصانة التركيب، وعرف عنه أنّه يحب استخدام غريب الألفاظ في شعره، وفيما يأتي تفصيل فيما كتب من الأغراض الشعرية:

  • الفخر: أكثر ما اشتهر به الفرزدق هو قصائد الفخر، وهو عائد بالنسب إلى قبيلة عززت له شعور الشرف والمجد، وقد بنى معاني الفخر في قصائده على الحلم والكرم والطاعة، كما تميّز أسلوبه بالمتانة والقوّة وغرابة الألفاظ، ومن أبرز مات قال الفرزدق في الفخر:

لَنَا العِزّةُ الغَلْبَاءُ، وَالعَددُ الذي                عَلَيْهِ إذا عُدّ الحَصَى يُتَحَلّفُ

تَرى الناسَ ما سِرنا يسيرونَ خَلفَنا       وإن نحنُ أومأنا إلى الناَّسِ وَقَفوا

وقد عَلِمَ الجيرانُ أنَّ قُدورَنا                   ضَوامِنُ للأرزاقِ والريحُ زفزفُ

  • المدح: أراد الشاعر الفرزدق من شعر المدح أن يتقرب من الخلفاء والأمراء ليلبي حاجات قبيلته أو ليكفّ شرهم عنها، ولم يكن يريد التكسّب، وقد وصف ممدوحيه بالرحمة والعدل وبشرف النسب وبالكرم، ومن أشهر قصائده في المدح هي تلك التي مدح بها زين العابدين ويقول فيها:

هَذا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطأَتَهُ               وَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هَذا اِبنُ خَيرِ عِبادِ اللَهِ كُلِّهِمُ                  هَذا التَقِيُّ النَقِيُّ الطاهِرُ العَلَمُ

هَذا اِبنُ فاطِمَةٍ إِن كُنتَ جاهِلَهُ              بِجَدِّهِ أَنبِياءُ اللَهِ قَد خُتِموا

  • الهجاء: نظم الفرزدق قصائد الهجاء ولاسيما تلك التي في جرير، وقد اشتمل شعر النقائض على هجائه لجرير، وكان هجاؤه مقترنًا بالفخر، فقد كان يهجو قبيلة ما ويمدح قبيلته، ومما نظم في ذلك قوله:

إِذا ما بَريدُ النَضرِ جاءَ بِنَصرِهِ               وَسُلطانِهِ أَلقى قُيودَ اِبنِ غالِبِ

لَئِن مالِكٌ أَمسى قَدِ اِنشَعَبَت بِهِ        شَعوبُ الَّتي يودى لَها كُلُّ ذاهِبِ

لَقَد أَنزَلَ اللَهُ الَّذي تَلتَقي بِهِ             عَلَيهِ مَنايا المَوتِ مِن كُلِّ جانِبِ

وفاة الشاعر الفرزدق

ما هو متفق عليه أنّ الشاعر الفرزدق توفي عن عمر يناهز المئة عام، ولكن اختلف المؤرخون في تاريخ وفاته، واتفقوا على سبب وفاته وهو أنّه أصيب بداء الدبيلة، وهو مرض يُصيب الجوف، وفيما يأتي بعض الآراء حول وفاته:

  • قول أبو فرج الأصفهاني في كتابه الأغاني: قال أبو زيد: “مات الحسن وابن سيرين وجرير والفرزدق في سنة عشر ومائة، ثم يُعلق أبو الفرج ويقول: وهذا غلط من أبي زيد لأن الفرزدق مات بعد يوم كاظمة، وكان ذلك سنة اثنتي عشر ومائة”.
  • قول البغدادي: قال النويري في تاريخه: “مات الفرزدق سنة عشر ومائة وله واحد وتسعون سنة”.
  • قول ابن خلكان: “توفي الفرزدق بالبصرة سنة عشر ومائة قبل جرير بأربعين يومًا”.
  • قول العسكري: “الفرزدق لقى عليًّا بنَ أبي طالب وتوفّي سنة عشر”.

شاهد أيضًا: الشاعر الذي قتله شعره

خاتمة بحث عن الفرزدق

وأخيرًا نختم بحثنا عن الشاعر الفرزدق الذي توفي ولكن بقي شعره ينتقل من عصر إلى عصر، فيتدارس الدارسون، ويتغنّى به المستشعرون، وقد ربط أغلب المؤرخون وفي الفرزدق بوفاة الشاعر جرير وقالوا إنّ وفاتهما كانت في العام نفسه، كما جاء ذلك مواتيًا لما كان بينهما في السنين الطويلة منافسة شعريّة استمرّت فترة طويلة من الزمن، بالإضافة إلى المكانة الشعريّة الرفيعة التي تميّزا بها عن غيرهما من الشُّعراء.

شاهد أيضًا: من هو الشاعر الذي لقب برهين المحبسين

بحث عن الفرزدق جاهز doc‎

كتب الشاعر الفرزدق الشعر منذ صغره، ولكنّه كان يميل فيه إلى التهتك والبذاءة، ولكنّه على ذلك كان أحد فحول الشعر في العصر الأموي، ولذلك فهو محطّ دراسة وبحث حتى يومنا هذا، وفيما يأتي ندرج بحثًا جاهزو عن الشاعر الفرزدق يمكن تحميله من هنا.

وهكذا نكون قد أدرجنا بحث عن الفرزدق ، كما ذكرنا نسب الشريف في قومه، وأضفنا تفصيلًا في صفاته وحياته السياسية، كما تحدثنا عن زيجاته وغزله بنسائه، كما أدرجنا الشعر الذي قاله في أغراض الشعر العربي من فخر وهجاء ومدح ورثاء، وختمنا بالحديث عن وفاته.

المراجع

  1. ^ marefa.org , الفرزدق , 06/12/2021
  2. ^ books.google.jo , حياة الفرزدق , 06/12/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *