ما هي بدع شهر رجب المنتشرة بين الناس

ما هي بدع شهر رجب المنتشرة بين الناس هذه البدع التي تُعد من أكثر البدع انتشارًا في المجتمعات الإسلامية، وقد سُمّيت بِدعًا لأنَّها لم ترد في أي نص شرعي في القرآن الكريم أو في السنة النبوية الشريفة، وكلّ ما أضيف على الدين فهو بدعة كما أخبر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وفي هذا المقال سوف نقوم بتعريف شهر رجب، وسنتحدث عن البدع المنتشرة بين الناس في هذا الشهر بالتفصيل.

شهر رجب

يُعد شهر رجب الشهر السابع في ترتيب شهور السنة الهجرية، فهو يأتي بعد شهر محرّم ثمَّ صفر ثمَّ ربيع الأول ثمَّ ربيع الآخر ثمَّ جمادى الأولى ثمَّ جمادى الآخرة ثمَّ رجب، وهو واحد من الأشهر الحرم الأربعة في السنة الهجرية، وقد سُمِّي شهر رجب بهذا الاسم من كلمة الرجوب، والرجوب في اللغة العربية هو التعظيم والإجلال، قال الحافظ بن كثير في تسمية شهر رجب بهذا الاسم: “ورَجَبٌ مِنَ التَّرْجِيبِ وَهُوَ التَّعْظِيمُ وَيُجْمَعُ عَلَى أَرْجَابٍ ورِجَابٍ ورَجَبَاتٍ، وشَعْبَانُ مِنْ تَشَعُّبِ الْقَبَائِلِ وَتَفَرُّقِهَا لِلْغَارَةِ وَيُجْمَعُ عَلَى شَعَابِينَ وشعبانات، ورمضان مِنْ شِدَّةِ الرَّمْضَاءِ، وَهُوَ الْحُرُّ، يُقَالُ رَمِضَتِ الْفِصَالُ: إِذَا عَطِشَتْ، وَيُجْمَعُ عَلَى رَمَضَانَاتٍ وَرَمَاضِينَ وَأَرْمِضَةٍ، وشَوَّالٌ مِنْ شَالَتِ الْإِبِلُ بِأَذْنَابِهَا لِلطِّرَاقِ – يعني الضِّراب”، والله أعلم. [1]

شاهد أيضًا: من امثلة البدع العملية

بدع شهر رجب

كثيرة هي البدع التي عرفها المسلمون في شهر رجب، وقد ردّ أهل العلم من الفقهاء على هذه البدع وحذروا منها، فمن يبتدع شيئًا في الدين فهو رِدّ أي مرتد عن الدين كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وفيما يأتي نلقي الضوء على أشهر البدع المنتشرة بين الناس في شهر رجب: [2]

بدعة الصلاة والصيام

ابتدع الكثيرون موضوع الصلاة والصيام بشكل مخصوص في شهر رجب بحجة أنَّه من الأمور المباركة التي وردت فيها نصوص شرعية تبينها وتؤكدها، ولكنَّ الصحيح أنَّه لا يوجد حديث صريح أو آية صريحة أو رأي فقهي صريح يعطي للصيام والصلاة في شهر رجب فضلًا عن سائر الشهور الأخرى، وإنَّما ورد صيام الأيام البيض وهو صيام لكل أشهر السنة ولم يختص بشهر رجب وصيام الاثنين والخميس من كل أسبوع، وقد قال ابن تيمية في هذه المسألة المُهمّة: “ولم يثبت عن النّبيّ -صلَّى الله علية وسلَّم- في رجب حديث، بل عامة الأحاديث المأثورة فيه عن النبي- صلى الله علية وسلم – كلها كذب”، وقال ابن حجر: “لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة”.

بدعة العمرة

انتشرت بين الناس أيضًا بدعة الاعتمار بشهر رجب اقتداءً برسول الله صلّى الله عليه وسلَّم، ولكنّه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام- أنَّه رغب بالعمرة في شهر رجب، والوارد عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّها قالت عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “وَما اعْتَمَرَ في رَجَبٍ قَطُّ” [3] والله أعلم.

بدعة الإسراء والمعراج

انتشرت بين الناس بدعة أنَّ ليلة الإسراء والمعراج هي ليلة يوم السابع والعشرين من شهر رجب، وهذه بدعة ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، فلم ترد في أي نص شرعي من نصوص القرآن الكريم أو السنة النبوية، ولهذا فإنَّه لا يُشرع للمسلمين أن يقوموا بإحياء السابع والعشرين من شهر رجب بحجّة أنَّها ليلة الإسراء والمعراج، وقد قال ابن تيمية في هذه ليلة الإسراء والمعراج: “ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النُّقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به، ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر” والله أعلم.

شاهد أيضًا: من اسباب ظهور البدع

حكم البدع في الإسلام

إنَّ الابتداع في الدين من الأمور المحرمة حرمة شديدة والتي يجب أن يحذر منها المسلم أشد الحذر، والأدلة على تحريم البدع كثيرة، نذكر منها: [4]

• عن العرباض بن سارية أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “عليكم بسنتي وسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِييْنَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بها، وعَضُّوا عليها بالنَّوَاجِذِ ،وإيَّاكُم ومُحْدَثَاتِ الأمورِ؛ فإِنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ“. [5]
• قال تعالى في سورة الشورى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. [5]

إلى هنا نختم هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن شهر رجب ما هي بدع شهر رجب المنتشرة بين الناس وفصلنا في جميع هذه البدع، ثمَّ وضعنا في الختام الحكم الإسلامي الشرعي في موضوع البدع كاملة.