تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

تفسير ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ التفسير هو بيان المراد من كلام الله -عزَّ وجلَّ- وفهم المقصود منه، وحيث أنَّه نزل ليُعمل به، ولا يستطيع المسلم العمل به إلا من خلال فهمه، فإنَّه ارتُأيَ أن يتم تفسير الآية الكريمة المذكورة عند علماء التفسير مع بيان سبب نزولها، كما سيتمُّ بيان معاني مفرداتها، واستخراج الثمرات المستفادة منها، وفيما يأتي ذلك:

تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

نزلت هذه الآية الكريمة بمناسبة مكيدة كفار قريش ومكرهم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما أرادوا قتله، وترصدوا له ينتظرون خروجه، فأخرجه الله -عزَّ وجلَّ- من بينهم من غير أن يشعروا به، وذهب هو وصاحبه واختبئا في الغار قبل هجرتهم إلى المدينة المنورة، وتقصَّى كفار قريش أثر النبيِّ حتى لحقوه إلى الغار، إلَّا أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- رحم نبيَّه وحماه وصرف أنظار الكفار عنه،[1] وبناءً على ذلك فإنَّ قوله تعالى: {إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}،[2] يعني: اذكر يا محمد بما منَّ الله به عليك حيث تشاور كفار قريش فيما يصنعون بك من التثبيت أو القتل إو الإخراج والجلي من دياره، فحماك الله من شرِّهم ونجَّاك من بطشهم، ورد كيدهم في نحورهم، وأحبط مكرهم وخيَّب سعيهم، وهذا هو مكر الله الذي مكره للكفار،[3] ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ مكر الله ليس كمكر المخلوقين، فمكر المخلوقين مذمومٌ لأنَّ معناه الخداع والتضليل؛ حيث يتمُّ به إيصال الأذى لمن لا يستحقه، ومكر الخالق محمودٌ لأنَّ عدلٌ ورحمة؛ وإيصالُ العذاب لمن يستحقه.[4]

شاهد أيضًا: الغار الذي اختبأ فيه الرسول وصاحبه هو غار

معاني مفردات يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

من المعلوم أنَّ القرآن الكريم نزل بلسانٍ عربيٍ مبين، وبناءً على ذلك فإنَّ من أركان فهمه أن يكون المسلم عارفًا بمعاني ألفاظه، ومن هذا المنطلق فإنَّه سيتمُّ في هذه الفقرة بيان مفردات قوله تعالى: {إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}،[5] وفيما يأتي ذلك:

  • يمكر: أي يخدع ويصرف غيره عن مقصده بحيلة.[6]
  • ليثبتوك: أي ليقيدوك أو يحبسوك وقيل ليسحروك.[7]
  • يخرجوك: أي أن يتمَّ إجلاءه وإخراجه من الديار.[8]
  • يمكر الله: أي رد الله الله كيدهم في نحورهم.[9]

شاهد أيضًا: ما هي أصح طرق التفسير للقرآن الكريم

الثمرات المستفادة من قوله تعالى {يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}

إنَّ للقرآن الكريم أهمية بالغة في حياة المسلم، حيث إنَّ كلَّ ما في حياته مرتبطٌ في هذا الكتاب العظيم الخالد فبه يعرف المسلم عقيدته وعباداته وكيف يرضي ربه، كما أنَّ به ما يحتاج إليه من التوجيهات والإرشادات لتستقيم حياته، وعلى ذلك لا بدَّ للمسلم من أن لا يكتفي بقراءته فحسب بل عليه أن يتدبره ويفهم ما به ويستخرج منه الثمرات التي تعينه على إكمال حياته وفق ما شرع الله -عزَّ وجل- وفيما يأتي بعض الثمرات المستفادة من الآية المذكورة:

  • أنَّ المكر السيءِ لا يحق إلا بأهله.
  • أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- عادلٌ محسن، لا يرضى بالظلم.
  • أنَّ تدبير الله -عزَّ وجلَّ- نافذ، وكلُّ شيءٍ يقع بمشيئته وحده.
  • أنَّه من كان مع الله كان الله معه وحماه ونجاه.
  • أنَّ المكر منه ما هو محمودٌ ومنه ما هو مذموم.
  • أنَّ مكر الله -عزَّ وجلَّ- محمودٌ ويكون ذلك بإيصال العذاب لمن يستحقه من غير ظلم.

شاهد أيضًا: من أقسام التفسير باعتبار معرفة الناس له

وبذلك تمَّ الوصول إلة ختام مقال تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، والذي تمَّ فيه بيان معنى الآية الكريمة وبيان سبب نزولها، كما تمَّ توضيح محل الإشكال الذي يقع به كثيرٌ من الناس وهو كيف أنَّ الله يمكر؟ ثمَّ تمَّ في الفقرة الثانية بيان معناي مفردات الآية الكريمة، وفي الختام تمَّ ذكر بعض الثمرات المستفادة منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *