حدثت ثلاث بيعات في العقبة

حدثت ثلاث بيعات في العقبة ، هو عنوان هذا المقال، ومن العلوم أنَّ العقبةُ منطقة في شبه الجزيرةِ العربيةِ وبالتحديد بين منىً ومكةَ المكرمةَ، وقد كانت القبائل العربية تأتي إلى مكةَ في مواسمِ الحجِّ، وقد استغلَّ النبيُّ هذه المواسم للدعوة إلى الله، وقام بمبايعةِ أهلش يثرب، فكم بيعةَ بايعوا النبيَّ؟ وما هي تفاصيل كلِّ بيعة؟ هذا ما سيجد القارئ الإجابة عليه في هذا المقال.

حدثت ثلاث بيعات في العقبة

إنَّ هذه الجملةُ غير صحيحة؛ إذ أنَّ المسلمين من أهل المدينةِ والذي يُطلق عليهم لقب الأنصار لم يبايعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العقبةِ -والتي هي منطقةٌ في شبه الجزيرةِ العربيةِ- إلا بيعتان، وسميِّتا ببيعةُ العقبةِ الأولى وبيعةُ العقبةِ الثانية.

شاهد أيضًا: تفسير آية وقرن في بيوتكن

بداية بيعتي العقبة الأولى والثانية

كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في السنة الحادية عشر للبعثةِ يُعرض نفسه على القبائل العربية في مواسم الحجِّ، طالبًا نصرته نصرة دعوته الإسلامية، فوجد في العقبةِ رهطٌ من شباب المدينةِ، يتحدثون، فسألهم عن أنفسهم فأجابوا بأنَّهم من الخزرج، فجلس معهم وبدأ يحدثهم عن الإسلام ويدعوهم إليه حتى شرح الله صدورهم لذلك فأسلموا، ورجعو إلى قومهم داعيين إلى الله.[1]

شاهد أيضًا: في السنة الثانية لبيعة العقبة الاولى اجتمع عند النبي صلى الله عليه وسلم

بيعة العقبة الأولى

في الموسم الثاني من مواسم الحجِّ وبالتحديد في السنة الثانية عشر لبعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقبل اثنا عشرَ رجلًا، منهم خمسةُ أشخاصٍ ممن اتصل بهم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في العام الماضي، وكان معهم سبعةٌ آخرون، جاؤوا وبايعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عدةِ أمور،[2] وفيما يأتي ذكرها:

بنود بيعة العقبة الأولى

لقد وردت بنودُ هذه البيعةِ في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ، وحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِن أصْحَابِهِ: بَايِعُونِي علَى أنْ لا تُشْرِكُوا باللَّهِ شيئًا، ولَا تَسْرِقُوا، ولَا تَزْنُوا، ولَا تَقْتُلُوا أوْلَادَكُمْ، ولَا تَأْتُوا ببُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بيْنَ أيْدِيكُمْ وأَرْجُلِكُمْ، ولَا تَعْصُوا في مَعروفٍ”،[3] ويُمكن إجمال بنود هذه البيعةِ بعدة نقاط، وفيما يأتي ذكرها:[4]

• عدم الشرك بالله -عزَّ وجلَّ- وصرف العبادةِ له وحده.
• عدم السرقة.
• عدم الزنا.
• عدم قتل الأولاد.
• عدم الإتيان بأيِّ بهتانٍ مفترىً.
• عدم العصيان في المعروف.

شاهد أيضًا: تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

نتائج الالتزام ببنود البيعة

وعد النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من التزم ببنود البيعةِ بعددٍ من الوعود، وقد جاء ذكرها في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “فمَن وفَى مِنكُم فأجْرُهُ علَى اللَّهِ، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا فَعُوقِبَ في الدُّنْيَا فَهو كَفَّارَةٌ له، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهو إلى اللَّهِ، إنْ شَاءَ عَفَا عنْه وإنْ شَاءَ عَاقَبَهُ فَبَايَعْنَاهُ علَى ذلكَ”.[5]

شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تشابه منها اختلف

بيعة العقبة الثانية

وفي العام الثالث عشر من بعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاءَ عددٌ كبيرٌ من أهل المدينة المنورةِ مستخفينَ مع قومهم المشركينَ الذين جاءوا لأداء الحجِّ، وبلغ عددهم آنذاك ثلاثة وسبعون رجلًا وامرأتانِ، وفي الثلث الأول من الليل ذهبوا متسللينَ لمقابلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسلمين، وقد تحدث رسول الله إليهم وطلب منهم مبايعته على عدة أمورٍ فبايعوه، وفيما يأتي ذكر بنود المايعةِ:[6]

شاهد أيضًا: هل كانت أم سلمة من المهاجرين أم من الأنصار

بنود بيعة العقبة الأولى

جاءت بنود بيعةِ العقبةِ الثانيةِ في قول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: “تُبايِعوني على السَّمعِ والطاعةِ في النَّشاطِ والكَسَلِ، وعلى النَّفَقةِ في العُسْرِ واليُسْرِ، وعلى الأمْرِ بالمَعْروفِ، والنَّهْيِ عن المُنكَرِ، وعلى أنْ تَقولوا في اللهِ لا تَأخُذُكُم فيه لَومةُ لائِمٍ، وعلى أنْ تَنصُروني إذا قَدِمْتُ يَثرِبَ، فتَمْنَعوني ممَّا تَمنَعون منه أنفُسَكُم وأزْواجَكُم وأبْناءكُم ولكم الجَنَّةُ”،[7] وفيما يأتي ذكر بنود المبايعةِ على شكل نقاط:[8]

• السمع والطاعة في النشاط والكسل.
• النفقة في العسر واليسر.
• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• قول الحقِّ من غير خشيةَ لوئمة لائم.
• نصرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قدم المدينة.
• منع النبيَّ- صلى الله عليه وسلم- مما يمنعون منه أنفسهم وأولادهم.

 

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ فيه بيان أنَّ عبارة حدثت ثلاث بيعات في العقبة ، تعدُّ عبارةً خاطئةً، وأنَّ العقبة حدث بها بيعتان فقط، ثمَّ تمَّ بيان بدئ وحدوث هاتينِ البيعتانِ، مع ذكرِ تفاصيلٍ عن كلِّ بيعةٍ.