حديث عليكم من الاعمال ما تطيقون

حديث عليكم من الاعمال ما تطيقون

حديث عليكم من الاعمال ما تطيقون هذا الحديث ينبغي لكل مسلم أن يقف عليه وأن يُنعم النظر فيه لما فيه من العبر والثمرات والعِظات البالغة التي يستفيد منها المسلمون جميعًا الكبير منهم والصغير والرجل والامرأة، وفي هذا المقال سوف نضيء على الحديث المذكور آنفًا ونشرحه ونأخذ بعضًا من الدروس المستفادة منه.

حديث عليكم من الاعمال ما تطيقون

لقد روي حديث عليكم من الاعمال ما تطيقون من طريق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والحديث يقول: “كانَ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ حَصِيرٌ، وَكانَ يُحَجِّرُهُ مِنَ اللَّيْلِ فيُصَلِّي فِيهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاتِهِ، وَيَبْسُطُهُ بالنَّهَارِ، فَثَابُوا ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقالَ: يا أَيُّهَا النَّاسُ علَيْكُم مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وإنَّ أَحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللهِ ما دُووِمَ عليه، وإنْ قَلَّ. وَكانَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ إذَا عَمِلُوا عَمَلًا أَثْبَتُوهُ”.[1][2]

شاهد أيضًا: حكم العمل بالحديث المتواتر.

مه عليكم بما تُطِيقُونَ

لقد ورد حديث آخر من رواية أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أيضًا، ويدور في فلك الحديث الأوّل وقريب من معناه، فتروي أم المؤمنين رضي الله عنها “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: مَن هذِه؟ قَالَتْ: فُلَانَةُ، تَذْكُرُ مِن صَلَاتِهَا، قَالَ: مَهْ، علَيْكُم بما تُطِيقُونَ، فَوَاللهِ لا يَمَلُّ اللهُ حتَّى تَمَلُّوا وكانَ أحَبَّ الدِّينِ إلَيْهِ مَادَامَ عليه صَاحِبُهُ”.[3][4]

شاهد أيضًا: حديث الرسول عن الام.

معنى اكلفوا من الأعمال ما تطيقون

وفي رواية أخرى للحديث تروي أم المؤمنين عائشة ابنة الصديق أبي بكر -رضي الله عنهما- انّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- سئل: “أيُّ الأعْمَالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قَالَ: أدْوَمُهَا وإنْ قَلَّ وقَالَ: اكْلَفُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ”،[5] ومعنى “اكْلَفُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ” أي لا تكلّفوا أنفسكم فوق ما تطيقون من الأعمال؛ فأحبّ الأعمال إلى الله -تعالى- أدومها وإن كانت قليلة.[6]

شاهد أيضًا: لماذا نهى النبي عن كتابة الحديث.

شرح حديث عليكم من الأعمال ما تطيقون

إنّ شرح هذا الحديث هو أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- كان يتّخذ من الحصير الذي يجلس عليه حاجزًا بينه وبين غيره في الليل، فيصبح كأنّه يجلس في حجرة مفصولة ويصلّي في المكان الذي جعله لنفسه مفصولًا عن غيره، فإذا جاء الصباح جعل النبي -عليه الصلاة والسلام- ذلك الحصير للجلوس، فصار الناس يأتون إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ويصلون بصلاته، فخرج عليهم -عليه الصلاة والسلام- وأخبرهم أن يختاروا من العبادات ما يستطيعون تحمله، وألّا يكلّفوا أنفسهم فوق ما يتحملون، وأن يختاروا من الأعمال ما يستطيعون المداومة عليه وإن كانت قليلة؛ فإنّ الأعمال الدائمة أحبّ إلى الله -تعالى- مهما كانت.[7]

شاهد أيضًا: حديث جبريل عليه السلام يبين مراتب الدين الثلاث.

الثمرات المستفادة من الحديث

إنّ الرواية التي في صدر المقال منقولة عن الإمام مسلم بن الحجّاج في صحيحه، وقد ذكر الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم في كتابه المعروف بـ”المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج” كثير من الثمرات المستفادة من هذا الحديث، ومنها:[8]

  • يستفاد من الحديث الحثّ على الاقتصاد في العبادة.
  • يستفاد من الحديث أنّ الاقتصاد في كلّ أعمال البر وليس مقتصرًا على الصلاة فقط.
  • يستفاد من الحديث أنّ الصفات البشريّة محال وقوعها في حق الله -عزّ وجلّ- كالسأم والملل ونحوه، وعليه فمثل هذه الأحاديث تُؤَوّل بما يليق بالله جل وعلا.
  • يستفاد من الحديث كمال شفقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ورأفته بأمّته حين أرشدهم إلى ما فيه صالحهم ويمكنهم المداومة عليه بلا مشقة.

شاهد أيضًا: صحة حديث ياتي زمان على امتي لا يبقى من الاسلام الا اسمه.

وبذلك يكون قد انتهى مقال حديث عليكم من الاعمال ما تطيقون وقد وقفنا فيه على متن الحديث والروايات الأخرى التي تدور في فلك هذا الحديث، وكذلك توقّف المقال مع شرح الحديث وبيان الثمرات التي يمكن للمسلم أن يستفيدها منه.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، الرقم: 782، حديث صحيح.
  2. ^ dorar.net , الموسوعة الحديثية , 18-5-2021
  3. ^ صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، الرقم: 43، حديث صحيح.
  4. ^ dorar.net , الموسوعة الحديثية , 18-5-2021
  5. ^ صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، الرقم: 6465، حديث صحيح.
  6. ^ dorar.net , الموسوعة الحديثية , 18-5-2021
  7. ^ dorar.net , الموسوعة الحديثية , 18-5-2021
  8. ^ al-maktaba.org , شرح النووي على مسلم , 18-5-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *