حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم

حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم

حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- حرَّم الظلم على نفسه، وحرَّمه على عباده، لذلك سيتمُّ تخصيص هذا المقال للحديث عن دعاءٍ ليدعوا به من مسَّه الظلم، حيث سيتمُّ بيان معنى الدعاء، ثمَّ بيان فضله ووقت قوله، ومشروعيته من الكتاب، كما سيتمُّ الحديث عن الظلم وحكمه.

حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم

هذا الدعاء يعدُّ من أعظم الأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وفي هذه الفقرة سيتمُّ بيان معنى هذا الدعاء، وفيما يأتي ذلك:[1]

  • حسبنا الله: أي أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- كافي العبد من كل ما أهمه وأصابه، ويرد عنه بعظيم حوله كل خطر يخافه، وكل عدو يسعى في النيل منه.
  • ونعم الوكيل: مدحٌ لله -عزَّ وجلَّ- القائم القيِّم على أمور عباده والقائم على مصالحهم والكفيل بهم، وهو أفضل وكيلٍ؛ لأن من توكل على الله كفاه ، ومن التجأ إليه سبحانه بصدق لم يخب ظنه ولا رجاؤه.

شاهد أيضًا: ما معنى حسبي الله ونعم الوكيل فيك

فضل دعاء حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم

لم يرد فضلًا خاصًا في هذا الدعاء العظيم، إلَّا أنَّه من أعظم الأدعية وأعلاها شأنًا؛ لما في من حقيقة التوكل على الله -عزَّ وجلَّ- ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ من صدق بهذا الدعاء وصدق في لجوئه إلى الله -عزَّ وجلَّ- حقق له الله الكفاية من كلِّ أمر أهمه من أمور الدنيا، وكفاه أيضًا من شرِّ أعدائه، بالإضافة إلى أنَّ الله يكتب للعبد في كلِّ موقفٍ قال فيه هذه الكلمة بسببها ما يريده، ويكتب له الكفاية من الحاجة إلى الناس، فهي اعتراف بالفقر إلى الله، وإعلان الاستغناء عما في أيدي الناس.[2]

شاهد أيضًا: دعاء حسبي الله ونعم الوكيل على من ظلمني

متى يقول المسلم حسبنا الله ونعم الوكيل

لم يُشرع هذا الدعاء ليقوله المسلم عندما يُظلم فحسب، بل يُمكنه الدعاء به عند إصابته بالشدة والكربة والمصيبة، أو عند شعوره بالخوف والفزع.[3]

شاهد أيضًا: نتائج قول حسبي الله ونعم الوكيل

مشروعية حسبنا الله ونعم الوكيل

وردت مشروعية هذا الدعاء في القرآن الكريم، حيث دعا به صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد غزوة أحد، في معركة حمراء الأسد؛ وذلك بعد أن قام بعض المنافقين بتخويفهم وتثبيط عزائمهم، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ . الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}.[4]

شاهد أيضًا: ما حكم التوكل على الله وما معناه

الظلم

إنَّ الظلم بمعناه اللغوي يعني الجور ومجاوزة الحدِّ، أمَّا بمعناه الاصطلاحي عبارة عن وضع الشيء في غير موضعه المختص به؛ إمَّا بنقصان أو بزيادة؛ وإما بعدول عن وقته أو مكانه، وقيل هو عبارة عن التعدِّي عن الحق إلى الباطل وهو الجور، وقيل هو التصرُّف في ملك الغير، ومجاوزة الحد.[5]

شاهد أيضًا: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

حكم الظلم

إنَّ الظلم أمرٌ مذمومٌ ومنهيٌ عنه في الشريعة الإسلامية، وقد ورد ذلك في عدة مواضعٍ من القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}،[6] وقوله تعالى: {وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ}.[7]

شاهد أيضًا: دعاء الهم والحزن

آثار الظلم

لقد حرَّم الله -عزَّ وجلَّ- الظلم على نفسه، وجعله محرمًا بين عباده؛ لما له من آثار عائدة على الظالم، وسيتمُّ في هذه الفقرة من مقال حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم، بيان هذه الآثار:[8]

  • أنَّ الظالم مصروفٌ عن الهداية، ودليل ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
  • أنَّ الظالم يفلح أبدًا، ودليل ذلك قوله تعالى: {إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}.
  • أنَّ الظالم عليه اللعنة من الله، ودليل ذلك قوله تعالى: {يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}.
  • أنَّ الظالم محرومٌ من الشفاعة يوم القيامة، ودليل ذلك قوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ}.
  • أنَّ الظالم تصيبه دعوة المظلوم، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب”.
  • أنَّ الظلم يرفع الأمن، ودليل ذلك قوله تعالى: {لَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}.
  • أنَّ الظلم سببٌ للبلاء والعقاب، ودليل ذلك قوله تعالى: {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ}.
  • أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- توعد الظالم بدخول النار، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حقٍّ، فلهم النار يوم القيامة”.

شاهد أيضًا: كيف تستدل بالآيات على أنَّ الظلم من كبائر الذنوب

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ فيه الحديث عن دعاء حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم، من حيث المعنى والفضل والمشروعية، كما تمَّ الحديث عن الظلم من حيث التعريف والحكم والآثار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *