حكم استعمال جلد الإبل المذكى ذكاة شرعية

حكم استعمال جلد الإبل المذكى ذكاة شرعية

حكم استعمال جلد الإبل المذكى ذكاة شرعية، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ كلَّ حيوانٍ مأكول اللحم، لا يحلُّ للمسلم إلَّا إذا تمَّت تذكيته ذكاةً شرعية، حيث قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ}،[1] فما هي التذكية الشرعية، وما حكم استعمال جلد الإبل الذي تمَّ ذبحه بتذكيةٍ شرعية؟ كما تمَّ بيان حكم أكل لحمه.

التذكية الشرعية

الذكاة في اللغة مصدر للفعل ذكّى يُذكّي تذكيةً، وأصل الذكاة في اللغة: إتمام الشيء، يُقال: تذكية الحرب: إشعال نارها، وتذكية النار: إشعالها وإيقادها، وتذكية الحيوان: ذبحه أثناء حياته، ومنه قول: ذكّى الشاة؛ أي ذبحها الذبح التام الذي يجوز به أكلها، حيث قال الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ}،[2][3] أما تعريف الذكاة الشرعية فيراد بها: ذبح الحيوان ذبحًا تامًا مبيحًا لأكله، وذلك بقطع حلقوم الحيوان ومريئه، أو عقره إذا تعذّر قطع مريئه وحلقومه.[4]

شاهد أيضًا: طريقة ذبح الخروف على الطريقة الإسلامية

حكم استعمال جلد الإبل المذكى ذكاة شرعية

يجوز للمسلم استعمال جلد الإبل المذكى ذكاةً شرعية والانتفاع بها؛ حيث أنَّه الإبل مأكول اللحم، ومن المعلوم أنَّ الحيوان مأكول اللحم يعدُّ طاهرًا في حياته وبعد ذكاته.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز الأكل مما صاده الصقر وإن أكل منه

حكم أكل لحم الإبل المذكى ذكاةً شرعية

بعد بيان حكم استعمال جلد الإبل المذكى ذكاةً شرعية، سيتمُّ بيان حكم أكل لحمه، يجوز للمسلم أكل لحم الإبل؛ إذ أنَّه من الحيوانات الطاهرة مأكولة اللحم، لكن حصل خلافٌ بين الفقهاء فيما إن كان لحمه يُنقض الوضوء أم لا على قولين، وفيما يأتي ذكرها:[6]

  • القول الأول: أنَّ الأكل من لحم الإبل لا يُنقض الوضوء، وإلى ذلك ذهب الأحناف والمالكية، وهو القول الصحيح عند الشافعية، كما أنَّه قولٌ للحنابلة، ودليلهم قول جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: “أنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الوُضُوءِ ممَّا مَسَّتِ النَّارُ؟ فَقالَ: لَا، قدْ كُنَّا زَمَانَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا نَجِدُ مِثْلَ ذلكَ مِنَ الطَّعَامِ إلَّا قَلِيلًا، فَإِذَا نَحْنُ وجَدْنَاهُ لَمْ يَكُنْ لَنَا مَنَادِيلُ إلَّا أكُفَّنَا وسَوَاعِدَنَا وأَقْدَامَنَا، ثُمَّ نُصَلِّي ولَا نَتَوَضَّأُ”.[7]
  • القول الثاني: أنَّ الأكل من لحم الإبل يُنقض الوضوء، وهذا مذهب الحنابلة ودليلهم ما رُوي عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه-: “أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أأَتَوَضَّأُ مِن لُحُومِ الغَنَمِ؟ قالَ: إنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وإنْ شِئْتَ فلا تَوَضَّأْ قالَ أتَوَضَّأُ مِن لُحُومِ الإبِلِ؟ قالَ: نَعَمْ فَتَوَضَّأْ مِن لُحُومِ الإبِلِ قالَ: أُصَلِّي في مَرَابِضِ الغَنَمِ؟ قالَ: نَعَمْ قالَ: أُصَلِّي في مَبَارِكِ الإبِلِ؟ قالَ: لَا”.[8]

شاهد أيضًا: سبب الوضوء بعد أكل لحم الإبل

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام مقال حكم استعمال جلد الإبل المذكى ذكاة شرعية، والذي تمَّ فيه بيان معنى التذكية الشرعية، كما تمَّ بيان حكم استعمال جلد الإبل الذي تمَّت تذكيته، وفي الختام تمَّ حكم أكل لحمه.

المراجع

  1. ^ المائدة: 3
  2. ^ المائدة: 3
  3. ^ almaany.com , تعريف و معنى تذكية في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي , 24/4/2021
  4. ^ dorar.net , تعريفُ التذكيةِ , 24/4/2021
  5. ^ islamweb.net , الجلود على أربعة أقسام , 24/4/2021
  6. ^ dorar.net , أكْلُ لحم الجَزور (الإبل) , 24/4/2021
  7. ^ صحيح مسلم، مسلم، جابر بن سمرة، 360، حديث صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *