حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز

حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز

حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز هو حكم من الأحكام الشرعية التي يتساءل عنها الكثير من المسلمين، فقد ظهر في الآونة الأخيرة الكثير من الأعياد التي لم تكن موجودة في عهد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- والتي لم يرد ذكرها في الدين الإسلامي، مثل عيد الأم وعيد الميلاد وغيرها، وفي هذا المقال عبر موقع محتويات سنوضّح رأي الإسلام بهذه الأعياد، وذلك من وجهة نظر عدد من كبار شيوخ الإسلام.

عيد الأم

هو أحد الأعياد المستحدثة التي ظهرت مؤخرًا في مطلع القرن العشرين، والذي ظهر في الغرب نتيجةً لتناقص الاهتمام بالعلاقة الأسرية التي تربط الأم بأبنائها، وقد ظهر بعد تأسيس الجمعية الدولية لعيد الأم في عام 1912، وقد تم ذلك من قبل أنّا جارفيس التي أقامت أول عيد أم في العالم لوالدتها في عام 1908، واشارت أنَّ على كل العالم الاحتفال بهذا اليوم وعملت على نشر هذا التقليد، وأكدت على أهمية الأمومة وأهمية الhحتفال بالأم وتخصيص يوم لتقدير جهودها المبذولة، بعد تأسيس الجمعية الدولية لعيد الأم بدأت بعض الدول في العالم بإقرار عيد الأم كأحد الأعياد الرسمية في البلاد وكان أولهم رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون، يحتفل العالم بعيد الأم بتواريخ مختلفة من أشهر نيسان وآذار وأيار، ويحتفل به العالم العربي في يوم 21 آذار من كل عام.[1]

شاهد أيضًا: حكم قيادة المرأة للسيارة

حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز

أشار الشيخ ابن باز إلى أنَّ حكم الاحتفال بعيد الام هو من البدع المستحدثة التي ظهرت مؤخرًا، وإنَّ البدع من الضلالة، وهو محرّم شرعًا، فإنَّ عيد الأم هو من الأعياد التي استحدثها الغرب، والتي لم ترد في أي من النصوص الشرعية الإسلامية، وإنَّ أعياد المسلمين معروفة ومحددة وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، وقد أوضح رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف أنّ عيّدا الأضحى والفطر هما عيّدا المسلمين فقط، وذلك عندما قدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ ولهم يومانِ يلعَبونَ فيهما في الجاهليَّةِ، فقال: “إنَّ اللهَ قد أَبدَلَكم بهما خَيرًا منهما: يومَ الفِطرِ، ويومَ النَّحرِ”[2]، وقد أشار الشيخ ابن باز إلى أنَّ استحداث أمور في الدين غير موجودة في أساسه هو من البدع التي تؤدي إلى الضلالة والتي يجب على كلّ مسلم تجنبها والابتعاد عنها، تجنبًا للانحراف عن الفطرة الإسلامية الصحيحة وتجنبًا للضلالة، وقد ورد دليل ذلك في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في قوله: “عليكم بسنتي وسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِييْنَ مِنْ بَعْدِي ، تَمَسَّكُوا بها، وعَضُّوا عليها بالنَّوَاجِذِ ،وإيَّاكُم ومُحْدَثَاتِ الأمورِ؛ فإِنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”[3]، وفي هذا الحديث دليل واضح وتحذير من رسولنا الكريم على تجنّب كلّ ما هو مستحدث عن دين الإسلام، فإنَّ فيه ضلالة وضياع، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم عيد الميلاد ابن باز

حكم الاحتفال بعيد الأم

بعد بيان حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز، سننتقل لتوضيح آراء بعض أهل العلم في عيد الأم، فلا شكَّ في أنّ عيد الأم هو من الأمور التي تشكّل محطّة للاختلاف أو لتباين وجهات النظر بين أهل العلم، فهو من الأمور التي لم ترد في سنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أو في القرآن الكريم، وفيما يلي سنقوم بعرض أقوال وآراء بعضًا من كبار أهل العلم وشيوخ المسلمين في عيد الأم.

فتوى الشيخ صالح الفوزان

إنَّ أعياد المسلمين اثنان هما عيدا الفطر والأضحى، ولا غيرهما، وقد يُتداول في وقتنا الحالي بعض الأعياد مثل عيد الشجرة وعيد العمال وعيد الأم وعيد المعلم وغيرها من الأعياد التي تقام بشكل سنوي أو أسبوعي أو شهري، وهي جميعها لا أصل لها في دين الإسلام، وهي تقليد أعمى للكفار وتشبهٌ بهم والعياذ بالله، وعلى المسلمين عدم الانقياد لهذه المظاهر أو اتّباعها، فيضلّوا بذلك عن دين الإسلام، وعليهم اتّباع سنّة رسولنا الكريم بتفاصيلها تجنّبًا للضلالة والضياع، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”[5].

فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين

إنَّ كل عيد يخالف أعياد المسلمين هو بدعة وضلالة وهو محرّم، والأعياد الشرعية الإسلامية معروفة وهما عيدا الفطر والأضحى ويوم الجمعة، وغير ذلك فهو غير وارد عن الإسلام أو عن السلف الصالح، وقد يكون منشؤه أعداء الله والإسلام، وليس على المسلمين اتّباع أفعال وأعمال أعداء الله ودين الإسلام، فلا يجوز في هذه الأعياد ومنها عيد الأم إظهار الفرح والبهجة والسرور، أو القيام بتقديم الهدايا، وتبادل الزيارات، وعلى المسلمين أن ينبهوا ويحذروا من إقامة هذه الأعياد والافتخار والاعتزاز بدينهم، وإظهار شرائعه وأحكامه، وأن يكون أسوة حسنة للآخرين، لا مقلّدًا لهم تقليدًا أعمى.

فتوى اللجنة الدائمة

عيد الأم هو من الأعياد المحرمة، وهو ليس من أعياد المسلمين، فهو عيد من الأعياد التي لم ترد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولا عن سلفه الصالح ولا عن صحابته الكرام رضي الله عنهم جميعًا، وبالتالي هو بدعة وتشبه بالكفار، وهو ضلالة عن دين الإسلام وعن نهجه السليم، والاحتفال به وإقامته هو بعد عن دين الإسلام وعن تعليماته وتوصياته.[6]

شاهد أيضًا: ما حكم التهنئة بعيد الحب في الاسلام

مكانة الأم في الإسلام

بعد الحديث عن حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز سننتقل لتوضيح مكانة الأم في دين الإسلام، فقد رفع دين الإسلام من مكانة المرأة بشكل عام وأعطاها حقوقها بعد أن كانت مسلوبة، وقدّر ورفع مكانة الأم بشكل خاص، فقد وصّى بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف، ووصى بها الله تعالى في كتابه الكريم، فقد قدّس الإسلام رابطة الأمومة وجعلها ثابتة غير قابلة للغير أو الزوال، وحرّم على الأبناء أمهاتهم، كما جعل للأم حقُ في ميراث أولادها، وجعل لها حقٌ في الطاعة وحسن الجوار والصبر من قبل أبنائها، وقد فضل دين الإسلام الأم عن الأب فهي التي تحمل وترضع وتربي، وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف حين سأله معاوية بن حيدرة القشيري: “قلتُ: يا رسولَ اللهِ، من أبَرُّ؟ قال: أمَّك، ثمَّ أمَّك، ثمَّ أمَّك، ثمَّ أباك، ثمَّ الأقربَ فالأقرَبَ”[7]، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: “ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً”[8]، فإنَّ للأم مكانة عظيمة في الإسلام وإنَّ من واجب الأبناء أن يقوموا بتقديرها ورعايتها وطاعتها فيما يرضي الله عزَّ وجل في كل أيام السنة وليس في يوم واجد أو محدد.[9]

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي كان بعنوان حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز، والذي بيّن لنا رأي وفتوى أهم علماء وشيوخ الإسلام في الاحتفال بعيد الأم، ووضّح لنا أنَّ عيد الأم هو من الأعياد المستحدثة والتي لم ترد في دين الإسلام، وإنَّ الاحتفال بها من الأمور المحرّمة شرعًا، وإنَّ مكانة الأم في دين الإسلام رفيعة ويجب الاهتمام بها في كل يوم لا تخصيص يوم واحد في العام للاحتفال والاهتمام بها.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com , يوم الأم , 15/03/2024
  2. ^ تخريج المسند , أنس بن مالك، شعيب الأرناؤوط، 12006، صحيح.
  3. ^ مجموع الفتاوى , العرباض بن سارية، ابن تيمية، 20/309، صحيح.
  4. ^ binbaz.org.sa , حكم الإسلام في عيد الأم والأسرة , 15/03/2024
  5. ^ سورة الأحزاب , الآية 21.
  6. ^ alukah.net , فتاوى العلماء في بيان حكم عيد الأم , 15/03/2024
  7. ^ سنن أبي داود , معاوية بن حيدة القشيري، أبي داوود، 5139، صحيح.
  8. ^ سورة الأحقاف , الآية 5.
  9. ^ islamweb.net , الأم في الإسلام , 15/03/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *