حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، هو أحد الأحكام التي لا بدّمن معرفتها، وشهر شعبان هو الشَّهر الثَّامن في ترتيب أشهُر السَّنة الهجريَّة، ويأتي بعد شهر رجبٍ وقبل شهرِ رمضان، وأمَّا سبب تسميته فقد اختُلِف فيه على قولَين؛ فهناك من قال: إنَّ التّسمية عائدةٌ لتشعُّب العرب في المناطق والأنحاء؛ طلباً للماء، وهناك من أرجع سبب التَّسمية إلى تشعُّب العرب في المناطق للقتال بعد أن كان ممنوعاً عليهم ومحظوراً في رجب.

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

في الحديث عن حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان فهو غير جائز ويعدّ من البدع التي أحدثها الناس، وقد جاء في كتاب التحذير من البدع لابن باز رحمه الله تعالى قوله: “ومن البدع التي أحدثها بعض الناس بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيص يومها بالصيام وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها أما ما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم وسيأتي ذكر بعض كلامهم إن شاء الله”، والبدع هو ما لم يُعرف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد قال فيها رسول الله: “إيَّاكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ[1]، والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حديث النصف من شعبان هل هو صحيح

حُكم قيام ليلة النصف من شعبان

بعد معرفة حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، سنتعرف على آراء الفقهاء في قيام ليلةِ النصفِ من شعبان، وقد ذهب الفُقهاء إلى استحباب قيام ليلة النصف من شعبان، وجاءت أقوالهم كما يأتي:[3]

  • الحنابلة: يُستحبّ قيام ليلة النصف من شعبان؛ لما ورد من أحاديث في بيان فضل ذلك، كما أنّ بعض السَّلف كانوا يقومونها بالصلاة، ويُكره الاجتماع؛ لقيامها في المساجد.
  • الشافعية: يُستحبّ قيام ليلة النصف من شعبان، والإكثار فيها من الدُّعاء، مع أنّ الأحاديث التي جاءت في فضلها ضعيفة، إلّا أنّ العُلماء تساهلوا فيها؛ لأنّها من فضائل الأعمال، وجاء عن الشافعيّ أنّه قال باستحباب قيامها بالدُّعاء والذِّكر.
  • الحنفيّة: ذهبوا إلى أنّ قيام خمسة ليالٍ خلال العام، ومنها ليلة النصف من شعبان أمر مسنون؛ لِما فيها من تكفير الذُّنوب، وإجابة الدُّعاء، واستدلّوا ببعض الأحاديث الضعيفة.
  • المالكية: يُستحَبّ قيام ليلة النصف من شعبان؛ لِما فيها من الرحمة؛ فقد ورد عن عمر بن عبدالعزيز أنّه كتب إلى عدي بن أرطاة يحثُّه على قيام أربع ليالٍ، ومنها ليلة النصف من شعبان، فقال: “عليك بأربع ليال من السنة فإن الله يفرغ الرحمة فيها أفراغا أول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلتا العيد”، وقد صرَّحت بعض كُتب المالكيّة بالترغيب في قيامها.

شاهد أيضًا: هل ترفع الاعمال في شهر شعبان

فضل صيام ليلة النصف من شعبان

بعد معرفة حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، سنتعرّف على حكم صيام ليلةِ النصفِ من شعبانْ، حيث لم يرد في فضل العبادة من صلاة أو صيام في ليلة النصف من شعبان حديث ضعيف، بل كل ما ورد فيها كان من الأحاديث الموضوعة التي لا يحل العمل بمقتضاها أو الأخذ بها، سواء كان ذلك في فضائل الأعمال أم غيرها، وممن حكم على تلك الروايات بالبطلان الإمام الجوزي في كتابه الموضوعات، وكذلك العلامة ابن قيم الجوزية في كتابه المنار المنيف، وقال ابن باز رحمه الله إنّ كل ما ورد في فضل هذه الليلة من الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة التي لا أصل لها، فإذا أراد أن يقوم فيها كما يقوم في غيرها من ليالي العام، دون زيادة عمل ولا اجتهاد إضافي، ولا تخصيص لها بشيء، فلا بأس بذلك، وكذلك إذا صام يوم الخامس عشر من شعبان على أنّه من الأيام البيض مع الرابع عشر والثالث عشر، أو لأنه يوم اثنين أو خميس إذا وافق اليوم الخامس عشر يوم إثنين أو خميس فلا بأس بذلك إذا لم يعتقد مزيد فضل أو أجر آخر لم يثبت، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام في شهر شعبان

وهكذا نكون قد عرفنا حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وعرفنا كذلك حكم من يقوم ليلةَ النصف من شعبان بالصلاة، وأخيرًا بينا هل من الفضل صيام يوم الخامس عشر من شهر شعبانِ.

المراجع

  1. ^ فتاوى نور على الدرب لابن باز , العرباض بن سارية،ابن باز،3/69،صحيح
  2. ^ binbaz.org.sa , حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان , 24/02/2024
  3. ^ islamway.net , حكم إحياء ليلة النصف من شعبان وصيام يومها , 24/02/2024
  4. ^ islamweb.net , ماورد في ليلة النصف من شعبان ـ إن صح ـ لايقتضي تخصيصها أو يومها بعبادة أو صيام , 24/02/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *