حكم الاحتفال بيوم الميلاد والمشاركة به
جدول المحتويات
كثُرت التساؤلات حول حكم الاحتفال بيوم الميلاد وكثُرت معها أيضًا الإجابات المختلفة، فإن أقوالنا وأفعالنا في هذه الحياة مسجلة لنا، ونحاسب عليها يوم القيامة فلا بد لنا من الانتباه لكلّ فعل نقوم به، فالاحتفالُ بيومِ الميلادِ أصبح في وقتنا هذا من الأمور الشائعة التي يفعلها الكثيرون دون التحقق من صحتها، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على ما هو عيد الميلاد، وحكمُ الاحتفالِ بيومِ الميلاد، كما أيضًا الاحتفال بيوم الميلاد عند الأطفال، وحكم حضور أعياد الميلاد.
ما هو يوم الميلاد
المقصود من يوم الميلاد هو اليوم الذي يأتي فيه الإنسان إلى الدنيا، ويحدد بيوم الولادة، والاحتفالُ بيومِ الميلادِ هو الاجتماع في الذكرى السنوية لهذا اليوم، ودعوة الأصدقاء والمحيطين والأسرة لإحياء ذكرى ميلاد شخص ما.[1]
حكم الاحتفال بيوم الميلاد
إنَّ في حكم الاحتفال بيوم الميلاد اختلاف فمنهم من نهى عنه تمامًا وأشار بعدم الجواز التام واعتبرها من البدع التي يتَّبعها الكفار، ومنهم من أجاز الاحتفال بأعياد الميلاد لعدم ورود نص صريح ينهى عنها، وفي مايلي سنذكر الرأيين:
النهي عن الاحتفال بيوم الميلاد
أشار الكثير من أهل العلم إلى أنَّ الاحتفال بعيد مولد أي شخص هو من البدع التي لم تكن موجودة في زمن الرسول-صلَّى الله عليه وسلَّم- والتي تكونت نتيجة لتقليد بعض المسلمين للعادات الغربية، وأعياد المسلمين هي عيد الفطر وعيد الاضحى ويوم الجمعة، فإن عيد الميلاد ليس من عاداتنا ولا من أعيادنا، وبالتالي فإنَّ الاحتفال بيوم الميلاد هو منكر ومنهي عنه بشكل تام، وذلك لاجتماع الكثيرين على أنه بدعة وتقلييد للكفار وكل بدعة ضلالة، وهو من الأمور المحدثة التي لم تَرد في السنة النبويَّة ولا في القرآن الكريم، ودليل ذلك في قول رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديثه الشريف:”إنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وأحسنَ الهديِ هديُ محمَّدٍ، وشرُّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلُّ محدثةٍ بِدعةٌ، وكُلُّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلُّ ضلالةٍ في النَّارِ“[2]، وعلى ذلك فإنَّ احتفال بعض الناس بعيد الميلاد لا يعد قدوة للمسلمين، ولا يشرِّع هذا الفعل، والله أعلم.[3]
جواز الاحتفال بيوم الميلاد
أشار بعض أهل العلم إنَّ الاحتفال بذكرى مولد الإنسان هو أمر جائز لعدم ورود نص شرعي صريح يحرِّم ذلك؛ لأنَّ أعياد الميلاد هي من الأمور الفردية الشخصية التي يتّبعها بعض الناس بهدف الاستمتاع والاجتماع مع المحيطين من الأسرة والأصدقاء، على ألا يكون هذا الاحتفال فقط من باب العادة، وألا تمارس فيع عادات غير شرعية مثل الاختلاط غير الشرعي، فلا مانع من الاجتماع بيوم معيَّن، والاحتفال والتواصل، فلم يمنع أو يحرِّم الإسلام مثل هذه العادات أو التجمعات، مع الإصرار على عدم اتِّباع هذا الاحتفال فقط من باب العادة، أو التقليد الأعمى للآخرين، وعلى هذا الكلام اختلاف.[4]
شاهد أيضًا: هل يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية
حكم الاحتفال بعيد الميلاد للاطفال
إنَّ حكمَ الاحتفالِ بيومِ الميلادِ لدى الأطفال، يأخذ ذات مجرى الحكم عند الكبار، فلم يعهد سابقًا لأجدادنا وأسلافنا الاحتفال بمثل هذا العيد، ولم يرد ذلك في أعياد المسلمين، وعلى ذلك فعلى كل مسلم تعليم أبنائه النهج السليم وتعويده العادات الإسلامية الصحيحة، وتربيته على الأخلاق الفاضلة، وعليه فإنَّ الاحتفال بعيد الميلاد للأطفال غير جائز شرعًا.[5]
حكم حضور اعياد الميلاد
أثبت الكثيرون من أهل العلم أنَّ الاحتفال بأعياد الميلاد بدعة من البدع التي يتَّبعها غير المسلمين، فإنَّ في تلبية دعوة للاحتفال بمولد شخص ما اتباع لهذه البدعة؛ لإنَّ في ذلك إقرار واعتراف بالمنكر ومساعدةً على القيام بهِ وإعانةً على إتمامه، والله أعلم.[6]
إنَّ كلَّ فعل يقوم به الإنسان يسجل في قائمة أعماله ويحاسب عليه يوم القيامة؛ لذا لا بد لكلِّ شخص مراقبة ذاته والسعي للابتعاد كلَّ البعد عن كلّ ماهو مكروه أو محرَّم، وبذلك الابتعاد عن كلّ بدعة، وفي ما سبق تعرفنا على ماهو يوم الميلاد، وحكم الاحتفال بيوم الميلاد، وحكم الاحتفال بعيد الميلاد للأطفال، وحكم حضور أعياد الميلاد.