حكم الانصات لخطبة الجمعة

حكم الانصات لخطبة الجمعة

حكم الانصات لخطبة الجمعة هو حكمٌ شرعيّ مُتخصصٌ في باب أحكام الجمعة، وما يتعلّق بها من أحكامٍ شرعيّةٍ مُرتبطة بها، فيوم الجمعة هو يوم عيدٍ للمسلمين، وهو يومٌ خصّه الله-تعالى-بالذّكر، والدعاء، وفيه ساعةٌ مُستجابة،من اغتنمها نال ما يُريد، والصّلاة على النّبي-عليه السّلام- في هذا اليوم تصل إليه مُباشرة لا حاجز بينها ولا مانع، وهي بعشرة حسنات، والله يُضاعفها لمن يشاء، وفي هذا اليوم يجتمع المسلمون كبيرهم وصغيرهم في بيوت الله، ليؤدّوا صلاة الجمعة ويستمعوا إلى خطبتها.

كلام الحاضرين مع الخطيب

أجمع أهل العلم من الفقهاء كالشّافعية، والمالكية والحنابلة على أنّ كلام الحاضرين مع الخطيب مُستباح، ودليلهم على ذلك أنّ أنس بن مالك- رضِي اللهُ- عنه، قال: (أصابتِ الناسَ سَنَةٌ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبَينما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخطُبُ في يومِ الجُمُعةِ قام أعرابيٌّ، فقال: يا رسولَ اللهِ، هلَكَ المال، وجاع العِيال؛ فادعُ اللهَ لنا، فرَفَع يديه)فاستجابة الرّسول-صلى الله عليه وسلم- للإعرابي دليلٌ على جواز كلام المُستمعين مع الخطيب[1]

حكم الانصات لخطبة الجمعة

إنّ حكم الانصات لخطبة الجمعة واجبٌ على المُصلّين بإجماع المذاهب الفقهية، المالكية، والحنفية، والحنابلة، وقولٌ من الشّافعية، وقد استدلّوا على ذلك بقوله تعالى: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا”[2]فقد قال الإمام أحمد: (أجمَعُوا أنَّها نزلتْ في الصَّلاةِ والخُطبةِ)، وأمّا من السّنة النّبوية فقد روى أبو هريرة -رضِي الله عنه-أنَّ رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: (إذا قُلتَ لصاحبِكَ يومَ الجُمُعةِ: أنصِتْ والإمامُ يَخطُبُ، فقد لغوتَ) وقد بيّنت الأدلّة الشّرعية على أنّ الخطبة في يوم الجمعة واجبة؛ لما فيها من الفائدة، وتذكيرٍ للمسلمين، وموعظة لهم؛ لذلك فإنّ الانصات لها واجب، وأيّ كلمة تُعدّ لغوًا بلا فائدة، فإذا كانت كلمة (أنصت) تُعدّ لغوًا فإن الكلام اليسير منهيّ عنه.

الإشارة في أثناء الخطبة

إذا كان حكم الانصات لخطبة الجمعة واجبة على الحاضرين بإجماع الفقهاء، فإنّ الإشارة في أثناء الخطبة جائزة عند الحاجة بإجماع جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشّافعية والحنابلة، ودليلهم على ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه: (أنَّ رجلًا دخَلَ المسجدَ والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخطُبُ يومَ الجُمُعة، فقال: يا رسولَ الله، متى السَّاعةُ؟ فأشارَ الناسُ إليه أنِ اسكُتْ، فسألَه ثلاثَ مرَّاتٍ، كلَّ ذلك يُشيرونَ إليه أنِ اسكُت، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وَيْحَك! ما أعددتَ لها؟!)،وقالوا إذا كانت الإشارة في الصّلاة تجوز، فإنّ الإشارة في الخطبة تجوز من باب أولى.[1]

وفي ختام المقال فإنّ حكم الانصات لخطبة الجمعة واجبة؛ لما فيها من الموعظة والعبرة للنّاس، في يومٍ اختاره الله-تعالى- ليكون عيدًا للمسلمين، يجتمعون في بيوت الله؛ ليُعمّروها بالذّكر، وليحييوا سنّة رسوله-صلى الله عليه وسلم- في مجالسٍ تحفّها الملائكة بأجنحتها؛ لتشملهم الرّحمة والمغفرة.

المراجع

  1. ^ dorar.net , الإنصات , 8-11-2020
  2. ^ سورة الأعراف , آية رقم(204) , 8-11-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *