حكم تارك صلاة الجمعة

حكم تارك صلاة الجمعة

صلاة الجمعة هي إحدى الشعائر الدينية المهمة التي فيها إظهار لوحدة المسلمين واجتماعهم على كلمة “لا إله إلّا الله”، وحكم تارك صلاة الجمعة من الأحكام الواجب معرفتها، خصوصًا مع كون صلاة الجمعة من الصلوات ذات الشروط الخاصّة إضافة إلى الشروط العاماة المتعلّقة بكل صلاة، كالنية والطهارة واسقبال القبلة، وفي هذا المقال سيتم التعرّف على شروط صلاة الجمعة وحكمها، وبيان حكم تارك صلاة الجمعة وكفارة تركها، بالإضافة إلى ذكر الأعذار المبيحة لترك صلاة الجمعة.

صلاة الجمعة

صلاة الجمعة هي صلاة مخصوصة تُقام في يوم الجمعة، ولهذا اليوم الكثير من المزايا والخصائص التي دلّت الأحاديث النبوية عليها، فهو خير الأيام ومن خيريته إقامة صلاة الجمعة فيه، ووقت صلاة الجمعة هو وقت صلاة الظهر، أي من زوال الشمس إلى أن يصير ظل الشيء مثله، وتتميز صلاة الجمعة بكون الخطبة هي الشق الأول منها ثمّ يصلّي الإمام بالناس ركعتين في جماعة، وفيما يأتي بيان لشروط وجوب صلاة الجمعة بالإضافة إلى بقيّة شروط وجوب الصلاة بشكل عام:[1]

  • الذكورة: فصلاة الجمعة لا تجب على الإناث، ولكنّها تصحّ منهن إذا قمنا بها.
  • الحرية: فصلاة الجمعة غير واجبة على الرقّ، وإن أدّوها صحّت منهم، وأجزأت عن صلاة الظهر يوم الجمعة.
  • الإقامة والاستيطان: أي أنّ صلاة الجمعة لا تجب على المسافر، ولا على من يقيم في مكان بعيد عن الموضع الذي تُقام فيه صلاة الجمعة.

حكم تارك صلاة الجمعة

حكم تارك صلاة الجمعة منبثق عن حكم صلاة الجمعة؛ حيث دلّت الأدلّة الشرعية على وجوب صلاة الجمعة وفرضيتها فيمن تحقّقت فيه الشروط السابقة، وعلى هذا فإنّ حكم تارك صلاة الجمعة بغير عذر الحرمة وعدم الجواز وهو على خطر، وقد رأى جمع من أهل العلم كفر تارك صلاة الجمعة عمدًا،[2] فهي فرض عين على كل مكلّف قادر مستكمل لشروطها، وفيما يأتي بعض الأدلّة التي تبيّن خطورة ترك صلاة الجمعة وعقوبة التخلّف عنها وتوضّح أهمية إقامتها والسعي إليها:[1]

  • قال الله -عزّ وجلّ- في سورة الجمعة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”.[3]
  • عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ: لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ علَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ”.[4]
  • عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم: “أنَّهُما سَمِعا رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ علَى أعْوادِ مِنْبَرِهِ: لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ”.[5]

كفارة ترك صلاة الجمعة

إنّ صلاة الجمعة هي إحدى الفرائض التي يجب المحافظة عليها ويحرم إضاعتها والتخلّف عنها، وقد دلّت الأحاديث أنّ تركها هو سبب للغفلة والطبع على القلب والختم عليه، كما أنّه سبب من أسباب البعد عن الجنّة والدخول في النار واستحقاق عذاب الله تعالى؛ حيث ورد في الأثر أنّ ابن عباس رضي الله عنها قد سُئل عن رجلٍ يقوم الليل ويصوم النهار ولكنّه لا يشهد الجمعة والجماعة، فقال: هو في النار، وفي هذا تغليظ على التخلّف عن هذه الصلاة العظيمة وتشديد النكير على تاركها.[6]

والواجب على المسلم أن يُبادر لأداء صلاة الجمعة عند سماعه للنداء، فإن فوّتّها ولم يذهب للمسجد لتأديتها، فيجب أن يتوب إلى الله تعالى من هذا الفعل توبةً نصوحًا، وأن يُصليّها ظهرًا ويحذر من تكرار هذا الفعل، ويُكثر من الدعاء وذكر الله تعالى ويستغفره، ويستزيد من قراءة القرآن الكريم وأن يكون حريصًا على ملازمة المسجد قدر المستطاع، وأن يتزوّد بخير الزاد وهو التقوى؛ حيث قال تعالى في سورة البقرة: “وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ”،[7] فهذه كفارة ترك صلاة الجمعة.[8]

الأعذار المبيحة لترك صلاة الجمعة

بعد أن تمّ بيان حكم تارك صلاة الجمعة والحديث عن كفارة ترك صلاة الجمعة، وأنّها لا تُقضى وإنّما تُصلّى ظهرًا، لا بدّ من ذكر بعض الأعذار التي تُبيح ترك صلاة الجماعة بشكل عام ومنها صلاة الجمعة، حيث إنّ الجماعة هي شرط صحّة بالنسبة لصلاة الجمعة، وفيما يأتي عرض لبعض هذه الأعذار:[1]

  • الحر الشديد والبرد الشديد، والمطر والوحل الشديدين.
  • الخوف من ظالم يُهدّد الإنسان في نفسه ويحبسه أو يضربه.
  • الخوف على النفس أو العرض.
  • المرض الشديد.

وبهذا القدر نكون قد وضّحنا ما هي صلاة الجمعة وبيّنا حكمها وفرضيتها، وفصّلنا القول في حكم تارك صلاة الجمعة، وذكرنا الأدلة الشرعية التي تبيّن عقوبة ترك صلاة الجمعة وتحضّ على الالتزام بها والسعي إليها، وذكرنا كفّارة ترك صلاة الجمعة عن عمد، وعدّدنا بضًا من الأعذار المبيحة لترك صلاة الجمعة.

المراجع

  1. ^ saaid.net , صلاة الجمعة وأحكامها , 25/10/2020
  2. ^ binbaz.org.sa , حكم التخلف عن صلاة الجمعة , 25/10/2020
  3. ^ سورة الجمعة , الآية 9 , 25/10/2020
  4. ^ صحيح مسلم , مسلم ، عبدالله بن مسعود ، 652 ، حديث صحيح , 25/10/2020
  5. ^ صحيح مسلم , مسلم ، عبدالله بن عمر وأبو هريرة ، 865 ، حديث صحيح , 25/10/2020
  6. ^ binbaz.org.sa , الوعيد الشديد لمن ترك الجمعة والجماعة , 25/10/2020
  7. ^ سورة البقرة , الآية 197 , 25/10/2020
  8. ^ islamweb.net , كفارة من ترك صلاة الجمعة , 25/10/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *