حكم التداوي بالمسكنات الطبية والأدوية

حكم التداوي بالمسكنات الطبية والأدوية

حكم التداوي بالمسكنات الطبية والأدوية هو أحد الأحكام الشرعية التي تهم كل المسلمين، فإنَّ المرء يتعرض في حياته لحالات من الضعف والمرض، التي توهن الأنسان وتضعف من عزيمته، فيحتاج لتجاوز هذه المراحل إلى تناول الأدوية والمستحضرات الطبية من مسكنات وغيرها، فما هو حكم التداوي في الإسلام، وما هو حكم استخدام المخدر في التداوي، وما هو حكم ترك التداوي، اسئلة سنجيب عنها ونبيّن تفاصيلها في هذا المقال.

حكم التداوي

إنَّ التداوي من الأمور المباحة في الإسلام، والتي حثَّ عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وشجع على التداوي والعلاج، وذلك للاستفادة من المباحات لكف البلاء والشر عن الإنسان، فالتداوي من النعم التي يباح للإنسان الاستفادة والتنعم بها، وإنَّ التداوي يساعد في عودة صحّة الإنسان وعافيته وبالتالي أدائه للعبادات والطاعات بشكل أفضل، وقد ورد دليل جواز التداوي في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة ومنها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف عندما سأله الأعراب: “يا رسولَ اللَّهِ ألا نَتداوى قالَ: نعَم يا عبادَ اللَّهِ تداوَوا فإنَّ اللَّهَ لم يضَعْ داءً إلَّا وضعَ لَهُ شفاءً أو دواءً إلَّا داءً واحدًا فَقالوا: يا رسولَ اللَّهِ وما هوَ قالَ: الهرمُ”[1]، فالتداوي من الأمور الجائزة والمحببة في الإسلام.[2]

حكم التداوي بالمسكنات الطبية والأدوية

حكم التداوي بالمسكنات الطبية والأدوية هو جائز في الإسلام وهو مستحب ومشروع، فقد أحل الله تعالى استخدام الأدوية والمسكنات الطبية والمستحضرات التي تساعد في تخفيف الألم وعلاجه، كما تعدَّ الأدوية بمثابة الأخذ بأسباب العلاج، وقد ترد بعض الأسئلة حول استخدام أدوية مسكنة ذات تأثير مسكر مثل مسكن المورفين وغيره، وهو من المسكنات التي تؤدي إلى نتائج مسكرة، فقد افتى أهل العلم بجوازه بحالة واحدة وذلك إذا لم يتوفر بديل لذلك، وإذا كان بداعي لتسكين الألم الشديد، كما إنَّ استخدام المسكنات بما فيها ذات التأثير المخدر لا تضر أو تأثر في صحّة الصيام إذا أُخذت على شكل حقن في العضل، والله أعلم.[3]

حكم استخدام المخدر في التداوي

يجوز استخدام المخدر في العلاج والذي يعطي تأثير تخديري مثل البنج أو المخدر الموضعي أو العام، والذي لا يعطي تأثيرات مسكرة أو مغيّبة للعقل، فيؤدي إلى النشوة والهذيان، ولا خلاف في ذلك، أمّا الأدوية التي تعطي تأثيرًا مسكرًا مثل الخمر وغيرها فقد اختلف أهل العلم في ذلك فمنهم من ذهب إلى تحريمها بشكل كامل وقطعي وذلك لما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أنَّهُ شَهدَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وسألَهُ سويدُ بنُ طارقٍ، أو طارقُ بنُ سويدٍ عنِ الخَمرِ فنَهاهُ عنْهُ فقال إنَّنا نتداوى بِها، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم إنَّها ليسَت بدواءٍ ولَكنَّها داءٌ[4]، كما إنَّ كل مسكر حرام، وذهب آخرون إلى جوازها في حال كان الألم شديدًا قويًا ولم يتوفر بديل ذلك، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: فوائد الأعشاب والأغذية المستخدمة في الطب البديل

حكم ترك التداوي

إنَّ التداوي من الأمور الجائزة والمحببة في الإسلام، لكنَّه ليس من الأمور المفروضة أو الواجبة، لكنَّ واجب الإنسان ومن حقّه على نفسه أن يحاف على العلاج والتداوي ليستعيد صحته وعافيته ليكون أقدر على طاعة الله، وإنَّ ترك الإنسان للعلاج على الرغم من معرفته أن ترك العلاج يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية وزيادة سوئها والوصول إلى نتائج غير جيدة فالأغلب هو وجوب التداوي ومتابعته، وفي ترك العلاج كراهة، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: دعاء الشفاء من المرض .. افضل ادعية الشفاء من المرض

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي وضّح لنا حكم التداوي بالمسكنات الطبية والأدوية، كما بيّن حكم استخدام المخدر في التداوي والعلاج، وحكم ترك الدواء والعلاج، وذكرنا أيضًا دليل جواز التداوي من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

المراجع

  1. ^ صحيح الترمذي , أسامة بن شريك، الألباني، 2038، صحيح.
  2. ^ dorar.net , حُكمُ التَّداوي , 22-3-2021
  3. ^ islamweb.net , تناول أدوية ذات تأثير مسكر , 22-3-2021
  4. ^ صحيح الترمذي , وائل بن حجر، الترمذي، 2046، صحيح.
  5. ^ islamweb.net , حكم الأدوية الطبية المُخَدِّرة والمُسْكِرة , 22-3-2021
  6. ^ islamweb.net , حكم ترك التداوي , 22-3-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *