حكم الجزع والتسخط عند المصيبة

حكم الجزع والتسخط عند المصيبة

حكم الجزع والتسخط عند المصيبة ، هو عنوان هذا المقال،ومعلومٌ أنَّ هذه الدنيا دار ابتلاءٍ، وأنَّ كلَّ من انسانٍ فيها سيتعرض للابتلاءِ، والمصائبِ، وفيه سيجد القارئ بيانَ حكمِ الجزعِ والتسخطِ عندَ المصيبةِ، كما سيجد الإجابة على سؤال ماذا يفعل من بلغته مصيبةٌ، ثمَّ سيجد بعضًا مما يعينُ المسلمَ على المصائب.

حكم الجزع والتسخط عند المصيبة

إنَّ الجزعَ والتسخطَ عند المصائبِ يحرمُ المسلمَ من الأجرِ، كما أنَّه لا ينفع صاحبها في شيءٍ، وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإن اللهَ – عز وجل – إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم ؛ فمن رَضِيَ فله الرِّضَى، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ”.[1]

شاهد أيضًا: هل حكم الصبر جائز وما الذي يعين العبد على الصبر

ماذا يفعل من بلغته مصيبة

إنَّ المسلمَ إذا بلغته مصيبةٌ فينبغي عليه أن يصبر على ما أصابه، ويكون ذلك في حبسِ النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وكذلك حبس اللسان عن التشويش، وقد ورد فضلُ الصبر في قول الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ* وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.[2][3]

شاهد أيضًا: حبس النفس عن الجزع والسخط تعريف

ما يعين المسلم على الصبر

في هذه الفقرةِ من مقال حكم الجزع والتسخط عند المصيبة، سيتمُّ ذكر بعض ما يعين المسلم على الصبرِ، وفيما يأتي ذلك:[4]

  • أن يكون مؤمنًا بقضاء الله -عزَّ وجلَّ- وقدره، وأن يسلِّم أمره لله تسليمًا تامَّا.
  • أن يعلم المسلمُ بأنَّ هذه الدنيا ما هي إلَّا دار ابتلاءٍ، وأنَّها مليئةٌ بالأكدارِ والمصائب.
  • أن يتذكر المسلم أنَّه كلَّ شيءٍ لله، وأنَّ ما أخذه الله فهو له.
  • أن يقومض المسلم عند سماع المصائبِ بالصلاةِ، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ}.
  • أن يتذكر المسلم ثواب الصبرِ على المصائب، وفيما يأتي ذكر بعضها:
    • دخول الجنة وما يدلُّ على ذلك قول الله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ}.
    • الصابرون يوفون أجورهم يومض القيامةِ بغير حساب، ودليل ذلك قول الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
    • كسب معية الله؛ إذ أنَّ الله -عزّ وجلّ- يكون مع الصابرين، ودليل ذلك قول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
    • كسب محبة الله للصابرين، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}.
    • تكفير السيئات عن الصابرين، ودلليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ”.
    • حصول الصلوات والرحمة من الله -عزَّ وجلَّ- للصابرين، ودليل ذلك قول الله تعالى: {أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
    • رفع درجة الصابر، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن العبد إذا سبقتْ له من اللهِ منزلةٌ لم يبلغهَا بعملهِ ابتلاهُ اللهٌ في جسدِهِ أو في مالهِ أو في ولدِهِ ثم صبَّرهُ على ذلكَ حتى يبلغهُ المنزلة التي سبقتْ لهُ من اللهِ تعالى”.

شاهد أيضًا: حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان حكم الجزع والتسخط عند المصيبة ، وفيهِ تمَّ بيانُ أنَّ الجزعَ لا يفيدُ المسلمَ في شيءٍ، ثمَّ تمَّ ذكر ما ينبغي للمسلمِ من فعله عند حدوث المصيبةِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان بعض ما يُعين المسلمَ على الصبرِ عند المصائب.

المراجع

  1. ^ تخريج مشكاة المصابيح، الألباني، أنس بن مالك، 1510، حديث حسن
  2. ^ البقرة: 155-157
  3. ^ saaid.net , حال الانسان عند حلول المصيبة , 5/11/2021
  4. ^ saaid.net , حال الانسان عند حلول المصيبة , 5/11/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *