حكم العدل لمن تولى مسؤولية كالأب، والمعلم، والحاكم

حكم العدل لمن تولى مسؤولية كالأب، والمعلم، والحاكم

حكم العدل لمن تولى مسؤولية كالأب، والمعلم، والحاكم ، من الأحكام المهمة التي سيتم التعرف عليها في هذا المقال، فإنّ الله سبحانه وتعالى حكيم والحكمة من أعظم صفاتها وهو لم يخلق شيئاً عبثاً فالله سبحانه وتعالى لم يخلق البشر للهباء، فلم يخلق الإنسان ليأكل ويشرب وينام ويلعب بل كرّمه وفضّله على سائر الخلق وأمره بأن يعبده ويوحّده فالإنسان خُلق للعبادة، ومن أنواع العبادة العدل، سيتم بيان مفهومه فيما يأتي.

مفهوم العدل

خلق الله البشر وأعطاهم الأرض ليكتفوا من أجلها، فكانت الحياة الدنيوية دار بلاء وفتن فيها استمرار التفاعلات والاحتكاك بين البشر، وأمر الله تعالى المسلمين بالعدل بينهم وأمرهم بعدم معارضتهم. ما هو مفهوم العدالة، تعتبر العدالة من القيم الإنسانية التي غرسها الإسلام فيها وجعلها من أسس الحياة والمجتمع ، لأن العدل لغة نية في الأمور وما نشأ في النفوس ، ومعناه الاصطلاحي: البر على طريق الحق ، واستعمال الأمور في مكانها وزمانها ومقاديرها دون تقصير أو تأخير ، فالعدالة هي طريقة يأخذ المسلم به ويعطي الآخرين. حقوقه بلا ظلم لا نقصان وهو مع المسلمين هل تقتصر المعاملة العادلة على التعامل مع المسلمين فقط؟[1]

حكم العدل لمن تولى مسؤولية كالأب، والمعلم، والحاكم

إنّ حكم العدل لمن تولى مسؤولية كالأب، والمعلم، والحاكم واجب شرعي على كل مسلم، ويكون للمسلم وغير المسلم، لقد وضع الإسلام في تشريعاته الحكيمة تنظيمًا لعلاقة المسلمين فيما بينهم ، كما نظم علاقة المسلمين بغيرهم من أهل الذمة بين أهل الكتاب ، وخصص للتفاعل بين أهل الشرائع والأحكام. يتسم بالعدالة ، وقد يتساءل أحدهم عما إذا كانت العدالة في العمل مقصورة على التعامل مع المسلمين فقط ، وهو ما جعله الإسلام شريعة إسلامية حددت الشريعة العديد من الأسئلة حول علاقة المسلم بغير المسلم.

من العدل واللطف على المسلم أن يدعو غير المسلم إلى الإسلام ويدعوه إلى الله ويشرح له جوهر الإسلام وواقعه، وشرح له أعمال الإسلام حيث يحرم خداعهم وخيانتهم وقد صّح عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنه اشترى من اليهود والكفّار، فالإسلام يدعو إلى كلّ خير ويدعو للإبتعاد عن كلّ شر ولا فرق في الإسلام بالتعامل بين مسلمٍ أو غيره، فالناس في الإسلام متساوون، مثل أسنان المشط ، والاختلاف في اللون والجنس واللغة ليس سببًا للتنافر والكراهية ، بل سببًا للمعرفة واللقاء والمحبة. الإسلام يعتبر الإنسان مكرما ، ولا أفضلية لقوم على أحد إلا بالتقوى ، والإسلام يأمر الآخرين بالاحترام قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}، فلقد قامت مبادئ الإسلام على احترام الكرامة الإنسانيّة والعدل بين النّاس وكلّ هذا لصون مشاعر الإنسان وصون كرامته فالعدل في التعامل لا يقتصر على التعامل مع المسلمين بل مع النّاس كافّة والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: معنى هادوا تدينوا

الفرق بين العدل والمساواة

غالبًا ما يقول الناس ما هو الفرق بين العدالة والمساواة، وما إذا كان لديهم نفس المعنى ، أو ما إذا كان لديهم معنى ومحتوى مختلف. العدل من أهم الأسباب التي تحفز الإنسان على فعل الخير ، وبث روح التعاون والرحمة والأخوة بين أفراد المجتمع ، والمساواة بين جميع المخلوقات حق طبيعي للأفراد. حتى يشعروا بالأمان التام في مجتمعهم، وبالتالي فالأمن فقط هو إيقاف اللص ، أما بالنسبة للمساواة، فيُعاقب السارق بالعقوبة التي يستحقها كما يطلب كل لص بالسب والسرقة، في بعبارة أخرى، العدل والمساواة مترابطان ، فالعدالة الحقيقية لا يمكن أن تكون دون مساواة، والعكس صحيح.[3]

العدل سبب لانتشار الامن 

العدل شرط أساسي لضمان الأمن، لأنه عند زوال العدالة تضيع السيطرة على المظلوم ، فيحدثون ضجيجاً عالياً يمس الأمن والاستقرار فالأمن والعدالة ركلا التوازن في المعادلة الاجتماعية ، فلا يمكن للدول أن تتحكم في شعوبها إلا إذا انتصر العدد وفيها تتحقق العدالة قبل تشكيل مختلف الأجهزة التي تدير الدولة، فالأمن هو الأساس المتين للتنمية سواء في الوطن أو في الجانب البشري عمومًا.

شاهد أيضًا: بحث عن امن الوطن

إلى هنا نكون قد بينا حكم العدل لمن تولى مسؤولية كالأب، والمعلم، والحاكم ، كما بينا أهمية العدل على مستوى الفرد والجماعة، بالإضافة إلى إنّ العدل هو أساس الأمن والاستقرار، وتحقيق الأمن النفسي، ونشر المحبة بين أفراد المجتمع، والتشجيع على عمارة الكون وتطويره.

المراجع

  1. ^ dorar.net , معنى العدل لغة واصطلاحا , 01-03-2021
  2. ^ alukah.net , التعامل مع غير المسلمين , 01-03-2021
  3. ^ alukah.net , العدل والمساواة , 01-03-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *