حكم اليمين الغموس

حكم اليمين الغموس هو أحد الأحكام الشرعية التي لا بدَّ من بيان حكمها وتوضيحه، فإنَّ الكذب هو من الأخلاق المذمومة التي حرمتها الشريعة الإسلامية وبيَّنت عقوبة الكاذب، كما حرَّمت الحلف بغير الله تعالى أو الحلف به كذبًا، وبيَّنت عقوبة وحكم اليمين الكاذب، ومن خلال هذا المقال سنقوم بذكر حكم اليمين الغموس في الإسلام، كما سنُعرِّف به ونذكر كفارته، بالإضافة إلى ذكر أنواع اليمين.

ما هو اليمين الغموس

اليمين الغموس هو يمين كاذب يحلف به الشخص على أمر ما كذبًا وبهتانًا ليأكل في ذلك حق غيره من المال أو الحق، حيث بيَّن الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- هذا النوع من اليمين في قوله: “مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بيَمِينِهِ، فقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ له النَّارَ، وَحَرَّمَ عليه الجَنَّةَ فَقالَ له رَجُلٌ: وإنْ كانَ شيئًا يَسِيرًا يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: وإنْ قَضِيبًا مِن أَرَاكٍ”[1]، أي أنَّ اليمين الغموس هو اليمين الذي يأكل من خلاله hلشخص حق غيره وماله بالباطل، والله أعلم.[2]

حكم اليمين الغموس

إنَّ حكم اليمين الغموس هو أحد كبائر الذنوب، وقد ورد ذلك ي قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “الكَبائِرُ: الإشْراكُ باللَّهِ، واليَمِينُ الغَمُوسُ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ”[3]، حيث أنَّه يمين يُدخل صاحبه في الجحيم ويغمسه في نار جهنم، فيلقى الله تعالى وهو غضبان عليه، كما إنَّ عقوبته في الحياة الدنيا هي أنَّ اليمين الغموس يجعل ديار الحالف بلا قِع، أي تجعل بيته فقيرًا معدومًا، وقد ورد ذلك في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “واليمينِ الفاجرةِ تدعُ الديارَ بلاقِعَ“[4]، فإنَّ هذا اليمين فيه تعدٍ على حقوق الناس وأكل المال والحق بالباطل، وهو أمرٌ نهت عنه الشريعة الإسلامية بكل أشكاله وحرَّمته، والله أعلم.[5]

كفارة اليمين الغَموس

ذهب الكثير من أهل العلم إلى إنَّ اليمين الغموس هو يمين ليس له كفارة، وإنَّ كفارته هي التوبة الصادقة والنصوح، ومن الجدير بالذكر أنَّه على الرغم أنَّ اليمين الغموس هو من كبائر الذنوب إلَّا أنَّه لا يُكفّر صاحبه أو يخرجه من الملة، إلَّا أنَّ الشافعي ذهب إلى القول بأنَّ اليمين الغموس يكفر المرء، وإنَّ الأحوط في مسألة كفارة اليمين الغموس هو أن يقوم المرء بأداء كفارة اليمين، ويتوب إلى الله تعالى توبة نصوح، والله أعلم.[6]

الفرق بين اليمين الغموس واليمين المنعقدة

إنَّ اليمين الغموس هو اليمين الذي يحلف صاحبه على أمر ما وهو على علم ودراية بأنَّه كاذب، وذلك بهدف أكل حق غيره أو ماله بالباطل، أمَّا اليمين المنعقدة فهي اليمين التي يحلف بها المرء على أن يقوم بتحقيق شيء ما في المستقبل ويكون عازم على أدائها إلَّا أنَّه لا يقوم بتأدية اليمين وتحيقه، وهو يمين يلزم أداء الكفارة، ومن الجدير بالذكر أنَّه لا يجب على المؤمن أن يُكثر من الحلف بالله، وذلك لقوله تعالى: “وَلَا تَجْعَلُواْ ٱللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَٰنِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ“[7]، والله أعلم.

أنواع اليمين

إنَّ لليمين ثلاث أنواع تختلف في أحكامها وكفاراتها، وهي كالتالي:[8]

• اليمين المنعقدة: وهي أن يحلف الإنسان على أمر ما وينوي القيام به في المستقبل، ولكنه يحنث به ولا يُحققه، وهو يمين يلزمه كفارة.
• يمين اللغو: هي اليمين التي يحلفها المرء ولا يكون في قصده الكذب ثم يتبين له أنَّه كاذب، أو أن يقول اليمين بحكم عادة جرت على اللسان، وهو يمين لا يلزمه كفارة.
• اليمين الغموس: هو أن يحلف المرء على أمر يعلم كذبه، ويقوم باليمين كذبًا وبهتانًا، وذلك بقصد أكل مال الغير أو حق الغير بالباطل، وهو يمين يلزمه التوبة الصادقة، والكفارة.

شاهد أيضًا: حكم تعظيم الحلف بالله وما هي كفارة الحلف بغير الله

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن أحد الأحكام الفقهية في الشريعة الإسلامية، وهو حكم اليمين الغموس ، كما عرَّف بما هو اليمين الغموس، وما يلزمه من أجل الكفارة، وذكر الفرق بين اليمين الغموس واليمين المنعقدة، بالإضافة إلى ذكر أنواع القسم أو اليمين.