حكم تحنيط الحيوانات

حكم تحنيط الحيوانات

حكم تحنيط الحيوانات ، هو أحد الأحكام التي يبحث عنها عدد من المسلمين، فقد شاع تحنيط الحيوانات كثيرًا، ويكون بالحفاظ على جسدها من التحلل بعد موتها، كما شاع في الحضارات الالقديمة تحنيط الجثث البشرية، وهو ما انتشر في الحضارة الفرعونية بشكل خاصّة، كما يمكن تحنيط الحثث البشرية أو جثث الحيوانات من أجل الدراسات العلمية، وسنتحدث عن حكم كل ذلك في مقالنا هذا.

ما هو التحنيط

إنّ مصطلح التحنيط هو عملية تعقيم وحفظ للجثث الميتة، حيث إنّ الهدف من ذلك هو لبعض الأسباب العلمية الدراسية، أو بعض المعتقدات الدينية لدى بعض الجماعات القديمة، بالإضافة إلى أنّ بعض الشعوب تهتم بتحنيط أجساد الأبطال الذين وافتهم المنية؛ لاعتقادهم بأنّ ذلك يهون عليهم حدادهم وحزنهم، وتتم معالجة الجثث بمختلف أنواع المكونات التي يمكن أن تمنع تعفن الجثث أو إبطاء ذلك، ووجد العلماء الكثير من الآثار للجثث المحنطة بدقة ومهارة عالية، فمثلًا قامت بعض القبائل بتحنيط رؤسائهم عن طريق دفن الجثث في تابوت مليء بالملح لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، ومن القصص الطريفة التي تخص مجال التحنيط الحديث قصة السيدة مارتن فان بوتشيل التي طلبت أن يتم تحنيط جثتها وعدم دفنها؛ لأنّ زوجها لن يسيطر على ثروتها طالما أنّها ما زالت فوق الأرض.[1]

شاهد أيضًَا: ما هي الحيوانات التي يجوز قتلها والتي لا يجوز قلتها

حكم تحنيط الحيوانات

تحنيط الحيوانات غير جائز في الإسلام، وصحيح أنّه لم يرد في ذلك نصّ شرعيّ يبيح أو يحرّم، وأن ّ الأصل في الأمور الإباحة، ولكن جاء تحريمه لأسباب عدّة منها أنّ الحيوانات المحنّطة تشبه التماثيل وهذا قول فيه نظر، ومن العلماء من قال أنّ التحنيط يكون غالبًا للحيوانات المحرّم أكلها، وقتلها لتحنيطها في هذه الحال لا يجوز ما لم تشكّل خطرًا على الإنسان، كما أنّ التحنيط قد يكلّف الإنسان مبالغ ماليّة كبيرة وهذا إسراف وتبذير، فيحرّم التحنيط لعلّة إضاعة المال، والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًَا: اسماء الحيوانات التي ذكرت في سورة البقرة

حكم تحنيط الموتى

تحنيط الموتى هو تقليد قديم استخدمه الفراعنة وغيرهم من العصور القديمة، كما استخدم من أجل أغراض طبيّة، ويجوز في الإسلام أن يحنّط الميت بالمواد الكيميائية إذا كان ذلك لغرض صحيح كمنع تعفن جثّة الميت من اجل الصلاة عليها، ثم دفنها بشكلٍ طبيعيّ، أمّا أن يحنّط الميت بالقيام بنزع أمعائه أو شيء من جسده فهذا غير جائز وهو تمثيل بالميت من دون أيّ ضرورة، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك: “كسرُ عظمِ الميتِ ككسرِه حيًا“[3]، والله تعالى أعلم.[4]

شاهد أيضًَا: الحيوانات التي يحرم اقتناؤها

هل يجوز تحنيط الحيوانات للتعليم

التحنيط يكون بتفريغ أحشاء الحيوان الداخلية بعد قتله، وحشوه بمواد كيماوية لمنع تعفنه بغرض الاحتفاظ به على هيئته، فإن كان الغرض من تحنيط الحيوانات استخدامها لأغراض علمية وتعليمية لا يمكن أن تجرى عليها إلا بهذه الطريقة، فلا حرج في ذلك؛ لأنّ إجراء تلك التجارب وما ينتج عنها من العلوم المفيدة يعدّ شرعيًا، وأما ربط مسألة تحنيط الأرنب بالأشهر الحرم فلا وجه له في الشرع، وبناءً على ذلك فإنّ كان تحنيط الحيوان من أجل البحث العلمي النافع والتعليم المفيد، ولم تتوفر وسائل تعليمة أخرى غيرها، فهو جائز بمقدار الحاجة، ويحرّم إن كان لغير ضرورة شرعية، كأن كان للزينة؛ لأنّ فيه مثلة بالحيوان، وربما يكون فيه سرف وإضاعة مال، وهذا منهي عنه شرعاً. والله تعالى أعلم.

وهكذا نكون قد تعرّفنا حكم تحنيط الحيوانات، كما تعرّلإنا حكم تحنيط الموتى من البشر، وتعرّفنا على تعريف التحنيط وعلى الحضارات القديمة تالتي تقوم بتحنيط جثث مواتاها.

المراجع

  1. ^ britannica.com , Embalming , 02-06-2021
  2. ^ islamweb.net , حكم تحنيط الحيوانات واقتنائها. , 02-06-2021
  3. ^ المحلى , عائشة أم المؤمنين،ابن حزم،5/166،صحيح
  4. ^ islamweb.net , حكم تحنيط الإنسان والطيور , 02-06-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *