حكم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس

حكم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس

حكم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس ، هو أحد الأحكام الشرعيّة التي لا بدّ من معرفتها، فقد خلق الله تعالى البشر في جنسين ذكور وإناث، يميل كلّ جنس منهما للآخر، وشرع الله سبحانه الزواج في الشريعة الإسلامية ليُبعد الناس عن العلاقات المحرّمة، ولم يُفضّل الإسلام أحد الجنسين على الآخر بل جعل ميزان التفاضل بينهم التقوى والعمل الصالح.

حكم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس

حرّمت الشريعة الإسلاميّة تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس، فقد جعل الله تعالى للرجال طباع وصفات مختلفة عن طباع وصفات النساء، وتشبّه أحد الجنسين بالآخر سواءً باللباس أو غيره يُخالف الفطرة السليمة للبشر، وقد لعن الرسول صلّى الله عليه وسلّم المتشبهين من الرجال بالنساء ومن النساء بالرجال، وقد ورد ذلك في الحديث الشريف عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما أنّه قال: ” قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ”[1]، كما أمر النبيّ الكريم المسلمين أن يخرجوا كل من يقوم بهذا الفعل من رجل وامرأة من بيوتهم، حيث جاء في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:” قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لَعَنَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، والمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وقَالَ: أخْرِجُوهُمْ مِن بُيُوتِكُمْ قَالَ: فأخْرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فُلَانًا، وأَخْرَجَ عُمَرُ فُلَانًا”[2]، لأنّ هذا الفعل خروج بالإنسان عن فطرته ، فلا يمكن أن تقبله النفوس السويّة.[3]

شاهد أيضًا: حكم لبس الاساور للرجال .. هل يحرُم على الرجال لبس الأساور الجلد

مظاهر تشبه النساء بالرجال

من مظاهر تشبّهالنساء بالرجال التي ركّز عليه الفقهاء ونبهوا من وقوع المرأة فيه؛ حيث إنّ التّشبه قد يحدث ولو بغير علم أو قصد من المرأة، ولذلك كان على المرأة أن تكون على دراية بهذه المظاهر ومنها ما يأتي:

  • اللباس: ينتشر بين كثير من النساء رغبتهم باقتناء بعض أنواع اللباس التي تختص بالرجل أو تلك التي حيكت من أقمشة عرفت باختصاصها لملابس الرجل، وهذا يدخل في باب التشبّه، وفيه يقع حكم تشبه النساء بالرجال، أمّا إذا كان اللباس من المشترك الذي يلبسه كلا الجنسين؛ فلا بأس فيه ما دام يستر العورة، ومعلوم ما يجب الحذر فيه كلبس البنطال للنساء، وغيره مما يجب أن يحقق شروطًا لا يجب أغفالها
  • قَصّة الشّعر: وهي من الأمور التي تحدّث عنها الفقهاء في باب حكم تشبه النساء بالرجال، فمنهم من كره قصّ المرأة شعرها وتقصيره إلى ما يشبه طريقة الرجل ومنهم من أجازوه بشرط ألّا تكون تصفيفة الشعر مما يختص بشكل واضح في الرجال، أو بما يشبه تصفيفات شعر بعض النساء الماجنات
  • الأفعال وطريقة الكلام: وهذا يكثر في بعض المجتمعات، وعلى المرأة أن تحرص ألّا تتشبه بالرجل؛ لا في طرق مشيه ولا في جلوسه ولا في طريقة كلامه، وحدود الكلام للمرأة معروفة من الموازنة والتصرف الطبيعي، فلا تخضع بالقول، ولا تنبر بصوتها كما يتكلم الرجال
  • تمثيل دور الرجل: وهو ما تحدّث به بعض الفقهاء، ويرونه غير جائز، فليس للمرأة أن تتقمص دور رجل وتلعبه في مسرح أو غيره؛ ولو كان التمثيل أمام النساء لما قد يؤثر ذلك في شخصيتها والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم لبس الحرير للرجال

مظاهر تشبه الرجال بالنساء

تختلف مظاهر تشبه الرجال بالنساء، فقد يكون التشبه بالأفعال؛ كنوع اللباس، فلا يجوز للرجل أنّ يلبس ملابس النساء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لعنَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجلَ يلبسُ لبسةَ المرأةِ والمرأةَ تلبسُ لبسةَ الرَّجل”،[4] وكذلك قد يكون التشبه بالأقوال كالتكلف والترقيق في الكلام، والتصنع في إصدار الأصوات، كما أنّ تزين الرجل بالزينة يُعد من مظاهر التشبه بالنساء، فلبس الأطواق والأساور والقلائد والخلاخل والقيراط خاص بالنساء، وكذلك الحرير والذهب، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “حُرِّمَ لباسُ الحريرِ والذهبِ على ذكور أمتي وأُحِلَّ لإناثِهِم”،[5] فالرجل له طباعه والمرأة لها طباعها فلا يليق بكلّ منهما التشبه بالآخر.[6]

شاهد أيضًا: حكم لبس الالماس للرجال

وهكذا نكون قد تحدثنا عن حكم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس، وعرفنا مظاهر تشبه النساء بالرجال سواءً في اللباس أو الكلام أو غيرها من المظاهر، كما تعرّفنا مظاهر تشبه الرجال بالنساء.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري , عبدالله بن عبّاس،البخاري،5885،حديث صحيح
  2. ^ صحيح البخاري , عبدالله بن عبّاس،البخاري،5886،حديث صحيح
  3. ^ al-maktaba.org , حكم التشبّه , 17-04-2021
  4. ^ صحيح أبي داود , أبو هريرة، الألباني،4098، حديث صحيح.
  5. ^ صحيح الترمذي , أبو موسى الأشعري،الترمذي،1720، حديث حسن صحيح.
  6. ^ al-maktaba.org , تشبه الرجال بالنساء وعكسه , 17-04-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *