حكم تعليق التمائم من القرآن الكريم

حكم تعليق التمائم من القرآن الكريم، والتمائم هي كل ما يعلق على الأبناء من عظام وخرزات لدفع الأذى والعين عنهم، والتمائم مفردها تميمة، وسميت التميمة بهذا الاسم لاعتقاد بعض الناس أنهم يحفظون بها ويتم تيسير أمرهم، وتعليق التمائم فيه شيء من التشبه بالجاهلية، وان اعتقاد النفع والضر فيها من دون الله عز وجل يعد من أنواع الشرك الأكبر، وإن الاعتقاد أنها سلامة من الجن أو العين، فهذا من الشرك الأصغر، لأنه جعل ما ليس سببًا مسببًا، والتمائم من طلاسم اليهود وعباد النجوم والهياكل ومستخدمي الجن، لكن ما حكم تعليق التمائم من القرآن الكريم، وهل تعد من ضمن التمائم المحرمة أم لا.[1]

تعليق التمائم

ما حكم تعليق التمائم من القرآن الكريم، وما هي التمائم، التمائم هي كل ما يعلق في الأعناق، أو يوضع في الصناديق، وتحت الوسائد بهدف حماية النفس من العين أو الشفاء من الأمراض، فكل ما ذكر حرام، وهو نوع من السحر، تتخذ النساء هذا النوع من السحر لتحبب زوجها إليها، ومن ذلك ما يعلق بالأملاك والدواب مخافة العين، أو ما يتخذ من الرقى التي تخالف الطريق المشروع، والتي تكتب بعير اللغة العربية أو بحروف مقطعة، فالرقية المشروعة الجائزة هي التي تكتب بأسماء الله تعالى والأدعية القرآنية وصفات الله عز وجل أيضًا، فالباقي الكافي هو الله تعالى لا يعلق المرء آماله وثقته بها بل بالله وحده، فمن اتخذها بغير ذلك الغرض، عرض نفسه للعقوبة لأنه نوع من الشرك.
فمن أنزل حوائجه بالله سبحانه وتعالى وتعلق به والتجأ إليه، وفوض إليه أمره كفاه، ويسر له كل عسير، وقرب له كل بعيد ومن تعلق بغير الله عز وجل أو سكن إلى عقله وتمائمه ورأيه وعزائمه ودوائه وغير ذلك، تركه الله إلى ما ركن إليه وتركه له، فعلى المسلم أن يتوخى الحذر والمبادرة  إلى ما يرضي الله ورسوله الكريم فأي عقوبة أكبر من عدم التوفيق والفلاح بسبب أخذ التمائم.[2]

حكم تعليق التمائم من القرآن الكريم

اختلف العلماء في حكم تعليق التمائم من القرآن الكريم، والراجح أنه لا يجوز وذلك لعموم النهي عن التمائم في قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الرقى، والتمائم، والتولة شرك) رواه أبو داود وأحمد، ولأنه قد يفضي إلى التعليق من غير كتاب الله عز وجل، ولسد الذريعة فلا بد من المتعلق به إذا تم تعليقه أن يمتهن عليه فيحمله معه في الاستنجاء وقضاء الحاجة، وفي منع تعليق التمائم صيانة لذكر الله والقرآن الكريم من  الإهانة.
أما فيما يتعلق بالرقى التي يداوي بها ويعرفها أهل الصلاح والتقوى فلا بأس بها ولا بأس بالاسترقاء بها بخلاف المشعوذين والسحرة والدجالين، لأنه وجب الحذر منهم والابتعاد عنهم، ووجب أيضًا على المسلم الالتزام بالأدعية الواردة بالقرآن والسنة، وأذكار الصباح والمساء وآيات الرقية الشرعية لأنها تعصم المؤمن من الشيطان الرجيم، وتبطل العين وتكون عليه حرزًا من تأثير السحر.[3]

إن في تعليق التمائم من الأدعية والأذكار والقرآن نوع من العبادة والدعاء، فهي إذًا عبادة، ولم ترد هذه الصفة من العبادات في السنة ولا في القرآن الكريم، فلا يجوز إحداث عبادات لا دليل لها من الشرع، والأصل في العبادات التوقيف.[4]

اقرأ أيضًا: حكم إزالة التمائم بأنواعها

أنواع التمائم

من أنواع التمائم الرقى والحجب التي يقوم بكتابتها بعض الدجالين والمشعوذين، فيكتبون فيها كتابات وطلاسيم لايفهم معناها، وغالبًا ما تكون استغاثات بالشياطين، وشرك بالله سبحانه، وتعلق التمائم على البهائم أو الأطفال، أو حتي على أبواب البيوت وبعض السلع ويزعم أنها لابعاد العين أو أنها سبب لشفاء المريض من بني البشر أو الحيوانات، ومنها الخلاخيل التي يتم وضعها من بعض الجاهلين ظنًا منهم أنها سبب لحفظ الأولاد من الموت، ومنها لبس حلقة الفضة للبواسير أو للبركة، ولبس خواتم ذات فصوص معينة يعتقد بأنها تحفظ الانسان من الجن.

ومن أنواع التمائم أيضًا تعليق أو لبس خيوط فيها عقد لشخص ويذكر فيها اسم شخص مثل محمد تستخدم لعلاج الأمراض، ومنها جلود الحيوانات الميتة والخيوط والحروز التي يتم تعليقها على أبواب المنازل والأطفال الصغار، لأنهم يزعمون بأنها تدفع الضرر أو الجن وتشفي من الأمراض، وكل هذه الأنواع محرمة، وهي من الشرك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من علق تميمة فقد أشرك)، وتعد التمائم من الشرك لأن متخذها ظن أن لغير الله تأثيرً في شفاء المريض، وطلب متخذها من غير الله سبحانه وتعالى دفع الأذى، فلا يدفعه أحدًا سواه جل وتعالى.

كما يعتقد متخذ التمائم أنها تنفع بذاتها من دون الله سبحانه وتعالى، فهو شرك أكبر، وإن اعتقد أن النفع يأتي من الله وحده لكن قلبه تعلق بها في دفع الأذى والضرر فهو شرك أصغر، لأنه اعتمد على الأسباب وأخذ بما ليس فيه نفع بأي شكل من الأشكال، والتمائم التي ينشرها المشعوذون والحرة هي من خرافات وخزعبلات الجاهلية، يكذبون بها على الجهلة والسذج من الناس، ويدخل في التمائم ما يكتب من الاذكار الشرعية والقرآن الكريم في ورقة وتوضع في جلد أو غير ذلك ثم تعلق على المرضى أو الأطفال، ولعل الأحوط المنع من هذه التمائم لأسباب عدة تم ذكرها.[4]

حكم تعليق التمائم من القرآن الكريم لايجوز، وأهل التوحيد والشرع أبعد ما يكون عن هذه الأشياء والخدع، وهي اعتقادات فاسدة مخالفة لدين الله وشرعه، والبعد عن أهل الإسلام، والإيمان في قلوب أهل القرآن والتوحيد أعظم من أن تدخل عليه مثل هذه الامور، فهم أقوى إيمانًا ويقينًا وأجل شأنًا من أن يتوكلوا أو أيثقوا بغير الله عز وجل، وبالله التوفيق.